من هو البير ؟ – حاجي علو

البٍير بالمفهوم اللغوي الحالي يعني مُسنّ متقدم في العمر سواءٌ أكان نباتاً أم حيواناً أم إنساناً ، وهنا موضوعنا الإنسان ، فالإنسان المتقدم في العمر كثير الخبرة ، فهو الأكثر خبرةً وذكاءً ويجب أن يقود الملة ويرأسها وهكذا هو الحال حتى العصر الحاضر وفي الدول الغربية ( peer )شيوخ ونواب الشعب ، وهكذا كان في كوردستان أيضاً في نيسان 728 قبل الميلاد مجموعة من الأبيارريهـ سبٍي إختاروا دياكو زعيماً للدولة ، وهكذا على مدار العصور الرجال المسنون(بٍير يقودون الأمم ، 
بالنسبة لنا في التاريخ هؤلاء شكلو طبقة مسيطرة على العتبات الدينية المقدسة التي كانت تقود الشعوب في الماضي وكانت فوقية ذات سلطة دينية مقدسة .
أما معنى البير في الدين الكوردي القديم وبحسب توفيق وهبي ، فهي مشتقة من بٍيتر تاوس بٍيتر ــ بمعنى أب السماء أو رب السماءأقدم إسم لطاوسي ملك الحالي عرف عند الرومان ب(جو بٍيتر كوكب المشتري الحالي وكان يعني الله عندهم وعند اليونان ، وعند الإيرانيين نحن)تطورت هذه الكلمة إلى بير عند الكورد  و بٍدر أب عند الفرس وبير أيضاً موجودة عند الجميع
البير بعد الإسلام

بعد زحف الإسلام على بلاد الداسنيين الذي كان يمتد حتى جنوب العراق فقد أُبيدوا أو أسلموا أو هربوا ومن الطبيعي أن يكون للأغنياء فُرصاً أفضل للهرب واللجوء إلى أماكن أمينة في شمال العراق الجبلي ولم يتخلف بيرٌ واحد في بلاد الموصل كلّها والعائلة المالكة الشمسانية البيرانية الأولى قد هربت قبل غيرها ومن تخلّف قتل أو أسلم أو تخفّى في طبقةٍ منبوذةٍ واحدة تحت سلطة الإسلام فلم يبق فيها بير واحد كلهم كرمانج حرفيون داخل الموصل إستعربوا وتظاهروا بالإسلام تقيّةً حتى زمن لؤلؤ فأخرجهم جميعاً من الموصل وكاد أن يُبيدهم لولا هولاكو وبفضله نجوا ، هربوا شمالاً ثم توقفوا في بعشيقة وبحزاني الخالية من الأبيار حتى اليوم بل قبل خروجهم من الموصل وإستقرارهم فيها ، هم أصلاً لم يبق بينهم بير واحد منذ بداية الزحف الإسلامي في القرن الأول الهجري ، ولم يُفرّقهم أو يطردهم أحد في عين سفني مركز الأبيار حتى اليوم

البير ليس المربي للأولاد لا توجد صفة مربي الأطفال في الدين الئيزدي ، جميع الوظائف الدينية عند جميع الأمم وحتى اليوم هي أرقى الوظائف في المجتمع ، عندنا وظيفة المربي وهو ليس للأطفال كما يُفهم منها ككلمة عربية الآن ، المربي هي ترجمة من الكلمة التركية أتابك وهو يعني مربي الحاكم بل مستشاره والأتابكيون الذين حكموا في الموصل هم هؤلاء ، شخوبكر كان أتابك الشيخ عدي الثاني أي كان مستشاره في زعامة الئيزديين وليس مربي الأطفال كما نسيءُ الفهم نحن الآن ، أليست أسرته هي المتزعة و حفيده الآن أميرأً على الئيزديين ؟

أما مسؤولية الشيوخ الآدانيين في التقليل من نفوذ طبقة البير أو محاربتهم فهذا كلامٌ باطل ، أنا لا أَتودد لأحد لا حباً به ولا خوفاً منه ، لم يكن هناك شيء إسمه بٍير أو داسني أو ئيزدي منذ الزحف الإسلامي وحتى ظهور صلاح الدين على الإطلاق إذا كان هناك بير فهو بٍير لنفسه في كهف مغلق ، أسرة ئيزدينة مير ، كانت أرقى أسرة أبيار وزعامة الداسنيين جميعاً تسكن في مكيرس وراء الجبال وإن كانت الأُسرة الآدانية قد لجأت إليهم في بوزان سلفاً .

بعد صلاح الدين دبّ النشاط في الأكراد الداسنيين وتزعمهم الشيخ عدي الثاني فنظمهم في جيشه وبرز الأبيار وبدأت طبخة الدين الئيزدي في النضوج ، وإجتمع إليه الداسنيون من كل حدبٍ وصوب فمن تظلل بظل الشيخ عدي وإبنه الشيخ حسن عاد ئيزديّاً بالمذهب الجديد والإسم الجديد ، ومن لم يتظلل به هو الآن من المسلمين مثل الآلاف من أبيار إيران بلدة بٍيران شهر الإيرانية التي منها آفدل أومران فقط إلتحق بالشيخ عدي وسوريا العلوية والكاكئيين وكثيرون أنا لا أعلمهم ، الشيخوبكر وأقاربه الفقراء القاطانيون إلتحقوا به من خراسان عبر بغداد ، وكثيرون غيرهم من أصقاع كوردستان ممن لم يسلمو بعد ، ومن لم يلتحق به فهو الآن من المسلمين سواءٌ أكان بيراً أم كرمانجاً مريد حالياً )أم أيّ شيء ، المصيبة الكبرى أن الأبيار الذين أسلموا واحتفظوا بمركزهم الإجتماعي المرموق في مجتمعهم الكوردي بعد إسلامهم ظلوا أبياراً لكن بترجمةٍ عربية فهو قد أصبح سيّداً وبمرور الأجيال فالسيد هو حفيد الرسول إذاً فهو عربيٌّ أصيل يتزعم الأكراد المسلمين مثل الشيخ محمود الحفيد وفي نفس قصبة عين سفني كثيرون منهم وغيرها من بقاع كوردستان حتى بين الشيعة فهم أبيار زرادشتيون فرس أو كورد .

والملائكة أسماء آرامية عبرية لا علاقة لنا بهم إنما كل شيء أتى به الإسلام قد إعترفنا به عنوةً ، فمثلاً جبرائيل جبار الله هو البطل اليهودي داؤود بن يسي الذي قتل جبار الفلسطينيين كًوليات عند بني يهوذا مبجل وعند إسرائيل غير معترف به ومكروه لأن أعماله عندما ملك اليهود أدت إفي النهاية إلى تقسيم اليهود إلى إسرائيل في الناصرة ويهوذا في أورشليم ، هذا كمثل نحن ملائكتنا هم الخاسون جدود الشيوخ والأبيار وليس غيرهم

, 7 10 2017