واشنطن بوست: استقالة الحريري بداية حرب سعودية ضد “حزب الله”

نقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن السفير الأمريكي السابق لدى تل أبيب، دان شابيرو، قوله إن استقاله رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، التي أعلنها، السبت الماضي، من الرياض ما هي إلا “مسرحية سعودية من أجل إشعال حرب ضد حزب الله باستخدام إسرائيل”.

الاستقالة المفاجئة للحريري فتحت الباب على حقبة جديدة من الخوف وعدم الاستقرار السياسي في لبنان، الذي كثيراً ما كان عرضة للصراع بين القوى الإقليمية، واليوم تبدو السعودية ومعها إسرائيل معنيَّين كثيراً بتقليص نفوذ حزب الله، عدوهما المشترك.

الحريري في خطاب الاستقالة الذي تلاه من الرياض هاجم “حزب الله” وتدخل إيران من خلاله في الساحة اللبنانية، مؤكداً أن هذا السبب الذي دفعه إلى إعلان استقالته، ولكن حقيقة الأمر أن الراعي الإقليمي للحريري، السعودية، رأت ضرورة أن يكون لحليفهم دور أكبر.

تقول الصحيفة الأمريكية إن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، واصل سياسته الجريئة والعدوانية في الداخل والخارج، ومن ذلك عملية الاعتقال التي شملت أمراء وأثرياء ووزراء بتهمة الفساد، وفيما يتعلق بلبنان فإن بن سلمان كان يرى أن تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان برئاسة الحريري، إنما منح ميزات أكبر لحزب الله.

ويرى السفير الأمريكي السابق، في تل أبيب، أن بن سلمان “رجل صبور، قد تكون عملية إزالة الحريري مجرد مسرحية للشروع برد إسرائيلي دموي ضد حزب الله”، وتابع: “حزب الله يسيطر اليوم تماماً على لبنان، وتنحي الحريري تسهل التعامل مع لبنان على أنه بؤرة استيطانية إيرانية”.

الحزب اللبناني المدعوم إيرانياً شارك بفاعلية في الحرب السورية منذ ستة أعوام، ضمن حلف أكبر لدعم رئيس النظام بشار الأسد.

وترى السعودية أن إيران، المنافس الإقليمي، تحقق المزيد من النقاط في العديد من مناطق الصراع بالمنطقة، إذ دعمت المتمردين الحوثيين في اليمن، كما أنها دعمت بشار الأسد بوجه فصائل المعارضة السورية المدعومة من السعودية، واليوم بات الأسد يكسب النقاط ضد معارضيه المسلحين.

وتتابع الصحيفة: خلال مشاركة حزب الله في الحرب الدائرة بسوريا، فإن إسرائيل نجحت في تدمير العشرات من القوافل التابعة له، والتي كانت تحمل أسلحة وذخائر، بالإضافة إلى قصف لعدد من مواقعه بسوريا، وفي الوقت ذاته فإن خطابات الساسة الإسرائيليين، خلال الفترة القصيرة الماضية، شددت على أنها لن تفرق بين الحزب والحكومة في لبنان إذا ما اندلعت أي حرب.

ونقلت عن محللين قولهم إن استقالة الحريري تساعد إسرائيل على إثارة المشاعر الدولية ضد لبنان، خصوصاً أن حكومة ترامب تنتهج سياسة أكثر عدوانية تجاه إيران.

وزير المخابرات الإسرائيلية، يسرائيل كاتز، وصف استقالة الحريري بأنها “نقطة تحول” في مستقبل الشرق الأوسط، وأنها “كشفت الوجه الحقيقي لحسن نصر الله وحزب الله”، حسب قوله.

السعودية انضمت إلى الجوقة أيضاً عندما قال وزير شؤون الخليج السعودي، ثامر السبهان، إنه سيتم التعامل مع حكومة لبنان على أنها حكومة إعلان حرب ضد الرياض.

اللبنانيون وخاصة في ضواحي بيروت الجنوبية التي كانت مسرحاً للحرب الأخيرة بين الحزب وإسرائيل في 2006، يشعرون بالقلق العميق من مخاطر اندلاع حرب ثانية.

وتقول ماري سكال، التي تعمل في متجر بالأشرفية، الضاحية المسيحية من بيروت، إنه إذا كانت إسرائيل لا تفرق بين حزب الله ولبنان، فإن هذا يعني أن الوضع هذه المرة سيكون أسوأ بكثير، نتمنى أن لا يحدث شيء.

ويرى إميل حكيم، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أن “لا إسرائيل ولا حزب الله يريدان حرباً كاملة، استقالة الحريري تثير الكثير من الاحتمالات، ولكن لا أعتقد أنها تغيير في الأساسيات”.

خبراء ودبلوماسيون غربيون قالوا إنه من المرجح أن تلجأ إسرائيل إلى عزل لبنان والضغط عليه من خلال العقوبات وغيرها من الإجراءات، ولكن ستبقى مثل هذه التحركات غير قادرة على تغيير استراتيجيات اللعبة في المنطقة ولن تؤدي إلى إضعاف حزب الله.