هل يتعظ السيد حيدر العبادي والفئة الحاكمة في بغداد من التاريخ وتجارب الشعوب فيما يخص الازمة مع كردستان – اراس جباري

        هنالك توجهان سياسيان في بغداد فيما يخص الازمة بين اقليم كردستان والحكومة المركزية والتي اختلقها مسعود بارزاني   بقيامه بالاستفتاء رغم النصائح التي قدمه اليه اصدقاء الكرد بتأجيله …الفئة الاولى من السياسيين العراقيين  حاولون تصعيد الازمة بين بغداد والاقليم  من خلال تصعيد التصريحات النارية لخلق  ردود افعال لدى القادة الكرد وجيوشها الالكترونية تعمل بهذا الاتجاه ..والغرض من هذا التوجه احداث تفاقم وازمة سياسية لاضعاف سلطة عبادي ثم الانقضاض عليها واكثرهم من عناصر حزب الدعوة وشلة الجنرال والخبير العسكري قيس الخزعلي  الذي توعد بالقضاء على قوات البيشمركة خلال شهر.. ونوري المالكي ليس بعيدا عن هذا السيناريو ..ويلاحظ المراقب السياسي ان اي اتفاق يخصل بين القادة العسكريين في الحكومة والبيشمركة في بعض مناطق النزاع ينقلبون عليها في اليوم التالي بضغوط شخوص  من قادة التحالف الوطني وحزب قيس الخزعلي ومليشياته الموالية لايران

اما الفئة الثانية فهي الفئة الوطنية  الحريصة على دماء ابناء العراق فهي تحاول تهدئة الوضع بين الحكومة والاقليم بحوارات عقلانية وصولا الى حلول سياسية   ,لتفادي المواجهات العسكرية ونتائجها الكارثية  وتشجع العمل بهذا الاتجاه

ولنكن على بينة وواقعية ..ومعرفة مستخلصة من التاريخ تجارب الشعوب في مختلف المناطق في العالم ومنها العراق  وقد عشنا وسمعنا احداثها في الخمسين والستين سنة الماضية ..وتحديدا مع الحكومات التي خاضت الحروب مع الشعوب التي تجيد الصراع الشعبي المسلح  و تجيد قواعد المواجهات الشعبية  العسكرية المسلحة اي ما يسمى بالكفاح المسلح او  بحرب العصابات  مع جيوش السلطات الحكومية  تساعدها في هذه المواجهات طوبوغرافية وطبيعة الارض الذي تجري فيها المواجهات سواء اكانت غابات او مناطق جبلية تقاوم فيها فئة مسلحة قليلية قطعات عسكرية كبيرة

كل الذين عاصروا  حروب (( لاوس وكمبوديا وكوبا وفيتنام  والعراق )) يعلمون انه في  كل هذه الحروب لم تحصد هذه الحكومات اي نصر او نتيجة لصالحها …وكل العسكريين المحترفين القدماء يعلمون ما كانت قوات (( الباتثلاو في لاوس وكبموديا تعمله مع قوات حكومية مدعومة من الغرب ..وتحقق انتصارات عليها وحرب امريكا الدولة العظمى مع فيتنام حاضرة في اذهان الامريكيين والعالم حيث انسحبت امريكا  من الحرب مرغمة تجر اذيال الفشل بعد خسارتها باكثر من 120000 من جنودها وضباطها وتدمير مئات الاليات وخسائر مادية بمئات الالالف الملايين من الدولارات حيث كان يقود الحرب الشعبية  في فيتنام قوات الفيتكونك (( جبهة التحرير الوطني الفيتنامي

ولنا في العراق تجارب مؤلمة  في الخمسين سنة الاخيرة في حروبنا مع كردستان   لم تحدث ان حققت كل الحكومات العراقية نصرا عسكريا على قوات البيشمركة رغم ان جيوشها كانت اقوى وضباطها يفوقون ضباط جيشنا الحالي من حيث  الحرفية والعلم  العسكري ففي عام 1974 كانت ثلاث فيالق عسكرية تقاتل في كردستان (( الفيلق الاول والثاني والخامس )) وبواقع 36 فوج وكتيبة من وحدات المشاة والحرس الجمهوري والالوية المدرعة مدعومة بقاعدتين من الطيران الحربي وقاعدة K1))   )) للطائرات العمودية  ولم يحقق النظام اي نصر عشكري سوى الضحايا و سيلان دماء ابناء العراق في محرقة الحرب وخلق التوتر والكراهية بين ابناء الشعب الواحد كردا وعربا علما ان الجيش العراقي في سنين السبعينات والثمانينات كان اقوى جيش في منطقة الشرق الاوسط والعراقيين المعاصرين للحرب العراقية الايرانية يتذكرون ان الجيش العراقي استطاع في اول اسبوع الحرب اسقاط اربع مدن ايرنية بقبضته واجتياح اراضي واسعة في العمق الايراني ومع ذلك لم يستطع ذلك الجيش ان يحسم قضية الكرد عسكريا   وقد استقيت هذه المعلومات من مراسلين حربيين كانت لي صلة بهم ايام عملي في الصحافة اضافة الى صلتي بعناصر بالمعارضة العراقية كانوا ملتحقين بالحركة الكردية

وفي حرب عام 1974 ضاقت الاموربالرئيس العراقي  بصدام حسين  واضطر في حينها  ان يستعين بالرئيس الجزائري هواري بومدين ان يتوسط لدى ايران ليعقد اتفاقية سميت باتفاقية الجزائر لانهاء الحرب مع الكرد  مقابل تنازل صدام حسين عن نصف شط العرب  فلو كان صدام حسين يستطيع حسم قضية الكرد عسكريا لما كان يتنازل عن نصف شط العرب لايران مقابل الضغط على الكرد لانهاء الحرب ويجدر ذكره هنا ان القدرة العسكرية لقوات البيشمركة في ذلك الحين لم تكن بنصف قوتها الان .حيث جهزه الان قوات التحالف الدولي باحدث الاسلحة المتطورة ..لمحاربة داعش

 . ..نحن ننبه السيد العبادي وجنرالات وضباط  الدمج والجنرال قيس الخزعلي  الذين ليست لهم خبرة عسكرية لانهم جاءوا من الحسينيات والمراقد المقدسة  وشدوا رتب عسكرية غير مؤهلين لها   ونقدم لهم نصيحة بعدم الاقدام على خوض نفس تجربة صدام حسين في مواجهات عسكرية في كردستان  نتائجها معروفة سلفا  جيث لانجني  منها سوى التضحية بارواح ابنائنا  العراقي فين حين ان الشعب  يعاني الامرين من ازمات متعددة لاتتحمل المزيد من الازمات  خصوصا في حروب ليست لها فيه ناقة ولا جمل سوى تحقيق رغبات الساسة الذين لهم اهداف في اشعالها والذين  لم يعرفوا يوما ماهي المصلحة الوطنية العليا ومصلحة الشعب العراقي

ولنا نصيحة  نقدمها مجانا للجنرال قيس الخزعلي .الغافل عما يجري في في المنطقة و العالم و الذي يخرج بين حين واخر بتهديدات استفزازية  لخلق توتر وتفاقم الوضع  بكونه سيقضي على قوات البيشمركة في غضون شهر نقول لقيس الخزعلي ان كان يعول بتهديداته  على اعمامه  الايرانيين   بقضائه على البيشمركة  فاننا نقول له  ان المنطقة تمر بظرف خاص ومخطط  لخلق توازنات جديدة  بعد مرحلة داعش وانهائه  ومن جملة شروط هذه التوازنات ايقاف تمادي ايران وتوسعه في المنطقة ومنها العراق .فأي تدخل اودعم  عسكري ايراني  في العراق يقابل بتدخل امريكي مباشر وليتذكر الخزعلي تصريح وزير خارجية امريكا ريكس تيلرسون قبل ايام يدعو فيها مغادرة المستشارين الايرانيين ومليشياته  المدعومة من ايران مغادرتهم العراق

وكذلك ننبه قادة الكرد واحزابها ان يتجهو الى الحكمة .والمرونة في التعاطي مع الازمة التي خلقها مسعود بارزاني وتسبب اضرارا جمة  للمكاسب التي تحققت للكرد ..وليعلموا ان قوتهم ومصالحهم ومستقبلهم لايكمن الا في عراق واحد موحد….فبالوحدة الوطنية  يكونون امتداد لجموع الشعب العراقي وليتذكروا  قبل ان تعمل العنصرية في تفريقهم عن العراق الواحد ساهم الكرد في كل الثورات والانتفاضات الوطنية  وليتذكروا النشامى الكرد الذين انضموا الى ثوار السماوة  ليشاركوا في انتفاضة الشعيبة وليتذكروا ثورة الشيخ محمود الحفيد  ضد الاحتلال البريطاني …واخيرا  ليتذكروا ثوار العشرين واستقبال قادتهم  الكرد المشاركين في ثورة العشرين  بالهوسة التي يتذكرها  اهل الفرات الاوسط عن اسلافهم والتي هي  (( ثلثين الجنة الهادينا ..وثلث الكاكا احمد واكراده ))      فهل سيرجع الشعب العراقي بكرده وعربه  واقلياته الاخرى الى تلك الايام المشرفة