تعاون دول المنطقة في مجال الطاقة – ماجد زيدان

عقدت وزارات الكهرباء السورية والعراقية والإيرانية قبل ايام اجتماعا مشتركا في مبنى وزارة الطاقة الإيرانية من أجل التوقيع على بروتوكول لإعادة تفعيل الربط الكهربائي الثلاثي بين البلدان الثلاثة، وقبل ذلك سمعنا عن الربط  الكهربائي  الخماسي باضافة مصر  والاردن، وايضا تصريح اخر عن امكانية ربط الشبكة العراقية مع الشبكة السعودية ، وربما طرحت افكار عن الاستغلال الامثل للطاقة. كما باشر العراق في استيراد كميات من الغاز  لمنشاته الاقتصادية الى جانب ان هناك محادثات  بينهما على توريد نفط عراقي الى ايران ، وينتظر ان تنجز مشاريع اخرى مع بلدان الجوار العراقي .

الواقع ان بعضا  من هذه المشاريع لا يزال حبرا  على ورق  واخرى تسير ببطء غير مبرر  على الرغم من اهميتها لاقتصاديات هذه البلدان ونموها وتطورها ومنفعة شعوبها  ورفاهيتها  وتوفير فرص عمل الى مواطنيها .

ان التعاون الاقتصادي بين هذه البلدان  المتجاورة واستغلال طاقاتها وثرواتها يسهم بشكل فعال واساسي في الخلاص من العنف الدائر فيها  ويزيل التوترات الحادة ويساعد على التفاهم لايجاد مخارج للمشاكل  والتحديات التي  تعاني منها .

والاهم من ذلك اضافة الى تحقيق الاستقرار السياسي في كل بلد على حده واحترام سيادته  وعدم التدخل في شؤونه فانه يسهم في استقرار المنطقة وسيادة  السلام فيها وتكريس مواردها للتنمية والقضاء على الفقر والتخلف الذي يتطلب جهدا وعملا جماعيا وتعاونا استثنائيا وتبادلا للخبرات والتجارب العلمية والاقتصادية  وبناء المشاريع  الكبيرة ذات الجدوى الاقتصادية وانشاء السوق المشتركة ..

ان هذه  المشاريع وغيرها  تتطلب وفرة من الطاقة  بانواعها والتي بعضها ينتج  ما  يفوق حاجته منها يمكن  ان يصدرها الى  جاره الذي يكون بامس الحاجة اليها من خلال  هذا الربط وعدم هدرها، ولاسيما ان اوقات ذروة الاستهلاك تتفاوت  في هذه البلدان  الممكن استغلالها في خدمة  الاقتصادات الوطنية .

الربط  الكهربائي في حال الظروف الراهنة نحن بحاجة اليه خصوصا اذا كان مجديا  من الناحية  الاقتصادية، والتوقعات بالنمو والتطور والعجز في انتاج الطاقة الذي  لا يمكن سده  في امد قريب ليس على صعيد توفير الكهرباء للاستهلاك المنزلي وان عدم الاستهلاك  الصناعي والخدمي  والتجاري .

صحيح  ان فاتورة الكهرباء المستوردة كبيرة وهناك عجز عن تسديدها  في وقتها للجارة ايران وفي الاقليم الى تركيا ولكن لا بديل عن ذلك الى ان تقوم الحكومة بتوفير التمويل اللازم لبناء محطات جديدة  وكبيرة لتلبية الحاجة ، وهذه مسالة نؤكد مرة اخرى تحتاج الى زمن ليس بالقصير  في  ظل الاداء السيء  للجهات المعنية .

فضلا عن هذا وذاك  قال وزير الكهرباء  السوري محمد زهير خربوطلي ، إن “الربط الكهربائي يسهم في دعم وترميم ما خربه الإرهاب بمجال الطاقة الكهربائية في سوريا والعراق”، مبيناً أنه “سيتم توصيف الأضرار التي طالت الخطوط  ووضع برنامج زمني لإعادة تفعيل الربط الكهربائي بين البلدان الثلاثة”.

وبدوره أشار معاون وزير الطاقة الإيرانية لشؤون الكهرباء هوشنك فلاحتيان إلى أنه “ستتم دراسة هذا المشروع بين سورية والعراق خلال مدة لا تتجاوز الشهر”، مؤكداً دعم بلاده لـ”عملية إعادة الإعمار في سورية والعراق وخاصة في مجال الطاقة”.

واخيرا على  ما يبدو ان الامر اكثر جدية هذه المرة  لبناء علاقات  اقتصادية  متشابكة  وطويلة الامد لها تأثيرات اقتصادية ابعد من التجارة واكثر ثباتا واستقرارا