الحوار اساس الحل- بقلم عصمت رجب

يُعرف الحِوار بِأنه مناقشة الكلام بين الأشخاص بهدوء واحترام ودون تعصُب لِرأي معين أو عنصرية، وهو مَطلب من مَطالب الحياة الأساسية و يساعد على التعرف على وجهات النظر المختلفة للمتحاورين والوصول الى حلول للمشاكل القائمة باقل خسائر وتراضي جميع الاطراف  المتحاورة ، وفي القرآن الكريم جاء الحِوار بِمعنى المجادلة بالحُسنى والحوار الفعال يعالِج المشاكل في المجتمع على جميع المستويات .

وما كانت ازمة بغداد واربيل الاخيرة الا احدى تلك الحالات الخلافية العصيبة التي لايمكن حلها الا بالحوار الجاد والفاعل دون شروط مسبقة بينهما، لكي ياخذ الحوار مجراه الانساني الحقيقي، وقالها سيادة الرئيس مسعود بارزاني بان حوار عشرات السنين افضل من حرب ساعة كونه يعي معنى مايقول ويعلم مصائب الحروب والقتال ليس خوفا من الحرب لكن حقنا للدماء التي يسترخصها الكثير من القادة والمسؤولين الذين يتصدون مراكز القرار في العراق الاتحادي ،  كما  ان رئيس حكومة إقليم كوردستان السيد نيجرفان بارزاني ، يعبر عن رغبته في حل جميع الخلافات والمشاكل مع بغداد عن طريق تبني لغة الحوار الجاد والفعال والركون إلى الحكمة والدستور وليس وفق الطريقة الانتقائية التي تعمل بها بغداد لكن وفق المضامين الكاملة للدستور ، وفي المقابل ترد بغداد باسلوب مخالف وتضع شروط تعجيزية قبل بدء الحوار وبعيدة عن الواقع الفعلي كونها تشعر بانها الاقوى وتسخدم سياسة لي الاذرع التي فشل سابقيها من الانظمة والحكومات استخدامها ضد كوردستان .

لقد استخدمت حكومة بغداد الاستفتاء كشماعة لكل ماحصل وحاولوا اجتياح الاقليم وذكره باسم اقليم شمال العراق كما ارادوا تحويل اقليم كوردستان الى محافظات بائسة اسوة بالمدن والمحافظات العراقية الاخرى مثل نينوى وصلاح الدين والانبار وديالى ، وتم استخدام القوة العسكرية المفرطة ضد الكورد وكوردستان لحل الخلافات والاشكاليات ، وطالبت بغداد بالغاء الاستفتاء وكل هذا مخالف للدستور الذي يدّعون الاحتكام اليه .

في الختام نقول مهما كانت معوقات الحوار صعبة  يجب ألا تقف حجر عثر  عن أداء الدور الإنساني الذي أصبح لا غنى عنه في الحوار، بعيداً عن الثرثرة والرغبة في الكلام دون أي هدف واضح،  والتراجع عما تم تثبيته في الدستور من عناوين عديدة يمثل خطوة خاطئة تأكل من شرعية العملية السياسية في العراق، وتجسد عقلية الاستئثار والسيطرة على الحكم من قبل مكون واحد دون غيره.