القضية الكوردية … أصدقاءها يتحولون الى أعداءها !!! – حسين حسن نرمو 

بالتأكيد القضية الكوردية كقضية إقليمية ، ليست وليدة يوم الاستفتاء 25 / 9 / 2017 ،

إنما تمتد جذورها لأكثر من قرن من الزمن ، ربما كانت بداية سخونة القضية أثناء

تعامل أمبراطورية الرجل المريض معها ( أي القضية الكوردية بقيادةالشيخ عبد السلام بارزاني حينذاك )

، حيث كان للشيخ نشاطات في جمعيات كوردية لنشر الأفكار السياسية منها في مدينة الموصل ،

تحولت فيما بعد الى حركة مسلحة ( 1909 – 1914 ) بعد رفض الحقوق القومية للكورد من العثمانيين ،أنتهت أنتفاضة أو حركة الشيخ عبد السلام

بعد إعتقاله وتسليمه ثم إعدامه في ك 1  1914 في الموصل وبأمر من والي المدينة سليمان نظيف پاشا ،

من الجدير بالذكر وحسب الوثائق التاريخية بأن الكورد أنفسهم كانوا أدلاء لأعتقاله ،

ثم الآمربالإعدام أيضا ً ( الوالي ) كان كورديا ً …

بعد عامين من انتهاء تلك الحركة المسلحة ، تحديدا ً في عام 1916 وبعد قرب انهيار الدولة العثمانية ،

ليتم تقسيم إرثها بين الدول الاستعمارية حينذاك ،

لذا بدأوا بتقسيم أو توزيع كوردستان ( أرض الكورد ) على أربعة دول ،

عرفناها بعد ترسيمحدود تلك الدول ( تركيا – العراق – أيران – سوريا ) وفق اتفاقية سايكس – پيكو المعروفة …

ربما لهذه النتيجة وانتهاء حركة الشيخ عبد السلام ،

أندلعت وبعد نهاية الحرب الكونية الأولى ثورات أو معارك تحت قيادة الشيخ محمود الحفيد ،

منها معركة مضيق بازيان ،

حيث قاد الشيخ محمود مجموعات مسلحة لمحاربة الاحتلال البريطانيوحتى قوات روسيا القيصرية

في ايران ،

أعتقل وحكم بالإعدام ثم أستبدل الحكم بالنفي والإبعاد ،

حيث أضطر الإنكليز فيما بعد إعادته  الى السليمانية مرة ً أخرى ،

حيث للأسف ، استخدم البريطانيين الكورد وخاصة الشيخ محمود ورقة  ضغط ،حينما أرتأووا ضد الأتراك ،

حاول الأتراك أيضا ً الاعتماد عليه في مواجهة النفوذ البريطاني ، ربما تحت غطاء الدين ضد الأجنبي …

بعد نهاية الحرب العالمية الأولى ، عقدت الدول المنتصرة معاهدة أخرى ( سيڤر 1920 ) ،

تنفس الكورد الصعداء لورود فقرة حق تقرير المصير للشعوب الواقعة تحت سلطة الامبراطورية العثمانية

وفق مبادئ الرئيس الامريكي ولسون . لكن !سرعان ما تراجعوا أصدقاء الشعوب المضطهدة ومنهم الكورد طبعا ً ،

لتنقلب الآية ، بإلغاء ما ورد في سيڤر وفق معاهدة لوزان 1923 لصالح الدولة التركية الحديثة بقيادة أتاتورك ،

حيث من الجدير بالذكر بأن للكورد وخاصة العشائر فيكوردستان تركيا الدور الرئيسي في دعم وإسناد

وربما وصول أتاتورك الى الحكم في تركيا الحديثة …

يجب أن لا ننسى بأن الكورد وصفوا إلحاق ولاية الموصل بالعراق الجديد بعد البصرة وبغداد بالخيانة

بحقهم حينذاك كونها كوردستانية وحسبالآراء وربما بتعضيد بعض الوثائق التاريخية ..

بعد تأسيس الدولة العراقية وإبان العهد الملكي 1921 – 1958 ، كان هنالك شعور بالغبن لدى الأكراد العراقيين ،

لا سيما بعد إستقدام الأسر العربية الى كركوك ، هذه كانت أثناء تولي ياسين الهاشمي الوزارة الثانية 1935 ،

استمر المزيد منالاستقدام للعرب في عهد حكومة رشيد عالي الگيلاني الى كركوك وأطرافها …

تنفس الكورد الصعداء مرة ً أخرى بعد الانقلاب الذي قادها عبد الكريم قاسم لقلب نظام الحكم من الملكية الى الجمهورية ،

ربما ساند البعض من الكورد الضباط الأحرار ، لذا وبعد كتابة الدستور المؤقت حينذاك ،

ورد في إحدى مواده بأن العربوالكورد شركاء في الوطن ، في حين كانت مادة شكلية وبقت الشراكة حبر على ورق ،

حيث سرعان ما أنكر قائد الانقلاب دور الكورد في العملية السياسية حينذاك ،

بحيث أدى الى إندلاع ثورة أيلول عام 1961 لم تنتهي إلا بخيانة ألما تسمىبأصدقاء الكورد الأميريكان

وشاه إيران بالتعاون مع العراق ومباركة ثم استضافة توقيع أتفاقية الجزائر لدى الرئيس الجزائري بوميدين ،

هذا ناهيك عن المزيد من الاتفاقيات والمصالحات مع الحكومات العراقية المتعاقبة ،

خسر الكورد الكثير منحقوقهم ، لا بل تعرض الكورد الى أشرس حملة عسكرية للإبادة الجماعية سُميت

بالانفال …

هذا ما أشار إليه المرحوم البارزاني مصطفى في حديث مع إحدى الصحف الأجنبية بعد نكسة عام 1975 ،

حيث قال بالحرف الواحد ( لولا الوعودالأميريكية لما وقعنا في الفخ ) ، كان يقصد أتفاقية الجزائر …

بعد عمليات الأنفال السيئة الصيت عام 1988 وإنتهاء الحرب العراقية الإيرانية ،

توقع القائد الكوردي المرحوم مام جلال في لقاء مع مجلة السفير اللبنانية ،

بإقدام صدام حسين على إحتلال الكويت بعد الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالعراق أثرالحروب المدمرة ،

هذا ما حصل بالفعل ،

لذا حالف الحظ الكورد كثيرا ً هذه المرة بعد حرب الخليج الثانية عام 1991 للقيام بالانتفاضة بعد أندلاعها

في جنوب العراق في آذار 1991 ،

ثم الهجرة المليونية وحماية الكورد من التحالف الدوليبقيادة أمريكا وفق قرار من الامم المتحدة ،

تلتها انتخابات برلمانية كوردستانية وتشكيل حكومة محلية عام 1992 ،

كل هذا وصل الإقليم الى مطاف الدولة الصامتة ( يعني فقط بدون صوت في الامم المتحدة ) مثلما وصف

من قبل الكاتب العراقيالمعروف حسن العلوي مؤخرا ً ،

لا سيما بعد سقوط بغداد وصولا ً ليوم الاستفتاء 25 أيلول الماضي ،

هذا الْيَوْمَ الذي رجع عقارب الساعة لأقليم كوردستان العراق إلى الوراء من حيث فقدان الكثير من الأراضي

( الكثير من الوحدات الإداريةالخاضعة تحت سلطة الإقليم )

ليخضع كافة المناطق المتنازعة عليها لسلطة الحكومة المركزية في بغداد .

خلاصة القول … نستنتج من كل ما ورد في مقالنا هذا ، بأن في الكثير من الأحيان ، كان للكورد أصدقاء ( أصدقاء المصالح ) . لكن ! سرعان ما تحولوا إلى خانة المعارض والمتشدد ضد مصالح الكورد العليا المتمثل بتقرير المصير …

خيرمثال حي ، وهذا ليس حصرا ً ، هو تركيا جارة إقليم كوردستان والمستفيدة رقم واحد من نفط الإقليم والاستثمار فيه ،

هذا ناهيك عن التجارة المتبادلة ، حيث عقدت رئاسة الإقليم آمالها كثيرا ً على تركيا الأردوغانية  للدفاع عنها كحليف استراتيجي .

لكن ! للأسف لا تأتي الرياح بما تشتهي السفن ، حيث كشرت تركيا أنيابها بقيادة أردوغان قبل الكل ،

لتقف موقفا ً مضادا ً للأستفتاء ،

لا بل ومن خلال تصريحات أردوغان يهدد وأحيانا ً كثيرة يستهزء بالمواقف والسياسةالكوردستانية في إقليم كوردستان .

16 / Nov / 2017

One Comment on “القضية الكوردية … أصدقاءها يتحولون الى أعداءها !!! – حسين حسن نرمو ”

  1. تحية طيبة
    يا أخي ليس لأحد أصدقاء ولا أ‘عداء الإنسان هو يصنعهم لنفسه ، وهكذا الدول ، والمجموعات … ، والصديق الحقيقي هو الذي يكون مصيرهم مشترك أعني مصير الأمن القومي وليس المالي ، كوردستان لا تعرف من هم أصدقاءها ، قادتها مرضى العقول مصابون بفايروس الدين ، ومع ذلك يعتمدون على أمريكا المسيحية ، لا لشيء فقط لأنها قويّة ثم لا تنسى في نظر الكورد أمريكا فقط تريد النفط وهذا وهم نسجوا عليه مراراً وفشلوأ ولم يتراجعوأ ، بكل بساطة يعتقدون إذا تمسكوا بكركوك فستتمسك بهم أمريكا ، طيب لماذا لا تتمسك بالعبادي الذي أيضاً سيعطيها النفط ،
    حتى الغبي كان يعلم أن التحالف مع العرب السنة ضد الجعفري والمالكي وكل الشيعة هو ضد الهدف الكورد حتى الفيدرالي وليس الإستقلال فقط فأرض الكورد تحت العرب السنة ومنهم يُنتزع بقوة البرلما إذا إتحدوا مع الشيعة لكن من تنصح ، حتى إلأتف السنة الآن وهم يٌُدمون الدعم البرلماني غير المحدود للعبادي وليذهب الكورد بأصواتهم إلى الجحيم فهم لن يُؤثروفي الأغلبية الساحقة ( الشيعة والسنة ) مهما كان هذا كان بيد الكورد فلم يستفيدو منه فحاربهم المالكي وهذه هي النهاية
    ومن ناحية إيران وتركيا نفس الشيء ومع ذلك فالدين السني لم يدع مجالاً للكورد للإستفادة من إيران الشيعية التي أدارت جميع الثورات الكوردية ولا تزال كذلك لو تمكن الكورد من تجاوز الدين المضاد لهم

Comments are closed.