(ردائة وخبث العراقيين) نتاج (النرفزة بين مكونات غير متعايشه) فولد (الانهيار) وسوء الاخلاق n- سجاد تقي كاظم

   يرددون مقولة.. (ان اردئ شعب باخلاقه هو الشعب العراقي).. ويعطون دلائل على ذلك وهم على حق (بعنوانها وحتى جوهرها بشكل عام.. ولكن لم يفسرون ذلك على اسس علمية، ولم يعطون المسبب لذلك.. وهل هي غريزية ام مكتسبة، ام بين بين)..  .. فمثلا نجد في كل دول العالم (اذا وجدوا شخصا مغوليا او مختلا عقليا.. يصاب الناس بالم عليهم وحزن).. (ولكن بالعراق نجد العراقيين يجعلونهم مثال للسخرية والضحك بلا اي رحمة ولا شفقه).. وكذلك (الفساد المهول الذي لا يوجد له مثيل بالعالم، القتل والذبح والصك والخطف الجنائي والارهابي على مستويات مرعبة.. انتخاب القوائم الفاسدة رغم فسادها لتعكس فساد نفوس الملايين الذين انتخبونهم..  عدم المبالاة بمشاعر الاخرين)..

     واكثر شعب يريد اظهار عكس حقيقته.. خداعا لنفسه والراي العام.. هم (شعوب منطقة العراق) وخاصة (الشيعة منهم).. فيدعون انهم اهل الكرم لمجرد ولائم وبذخ بالطعام بالزيارات الدينية، في وقت ملايين العراقيين والشيعة خصوصا يعيشون الفقر والعوز والحاجة والبطالة طول السنة.. (ليتبين بان شعارهم الرياء، وعدم وصولها لمستحقيها الحقيقيين).. واهل الانبار يستضيفون الطارق لهم بالولائم والدليمية.. ولكن نفس هؤلاء الذي يطرقونهم سوف يجدون انفسهم قد ذبحوا على الهوية وعذبوا لمجرد انتماءهم المذهبي والمناطقي.. على يد اهل الانبار السنة.. في وقت الشيعة افضل لهم تخصيص هذه الاموال  على الطقوس لبناء مستشفيات وبناء مدارس لابناءهم ومؤسسات خيرية حقيقية من ان يتفاخرون (بسراب يعتقده العطشان ماءا).. ونقصد الولائم الباذخة التي هي مثال التبذير..

   يدعون انهم (اهل الكرامة والاباء وهيهات منها الذلة) وهم اكثر الناس (ذلة) وصلت ليقبلون ارجل واحذية .. لمجرد مازوخية شديدة لديهم.. مثال تقبيل (قنادر) وارجل الذي يمشون لكربلاء، و الهدف اذلال الشيعة العرب امام الايرانيين.. (لا يوجد ايراني يقبل رجل اي انسان في زيارة الامام الرضا عليه السلام).. ولكن جعل الشيعة بمنطقة العراق (اذلة) تذكرنا (بحالات نفسية لجماعات لا تستطيع ممارسة الجنس الا اذا تم اهانتها واذلالها من قبل الطرف الاخر).. (لا يمارس الزيارة للحسين الا ان يذل نفسه، في وقت خرج الحسين لرفعة راس الناس).. (وحتى المقصود بالذلة لله.. غير الذلة المهينة اليوم التي نراها من طقوس بكربلاء)..

    وكذلك (الخبث بافعالهم التي تصل لرفض استقلال الكورد بدولة لهم.. حسدا ونكاية من مكونات اخرى ضد كوردستان).. (وخبث بافعال مكونات اخرى ضد الشيعة عندما شاركوا بالحكم بعد عام 2003 فانتهجوا الارهاب).. وتصل لكراهية انفسهم (بعرقلة قيام اقليم وسط وجنوب.. في وقت يعملون بكل خنوع لمصالح ايرانية لتأمين ممر بري لايران للمتوسط، وجعل العراق ولاية لايران تحت ولاية الفقيه الحاكمة بطهران)..

     وهم لم ياخذون حقائق نفسيه تشير (بان الانسان اذا تجعله يجاور من يشعر بالخطر منه وبالتهديد) سوف تبرز لديه (ردة فعل) عنيفة تصل للقتل والتسقيط وكتابة التقارير والخطف والخيانة والارهاب.. لحماية نفسه.. اي هي ردة فعل اكثر منها هي فعل..

   تجد (عراقيين).. يرددون بلا وعي .. بل حتى الهذيان شعارات الوطنية .. في وقت هم يدعون هم اعداء الاستعمار.. في وقت ما يسمونه اوطان صنعها لهم المستعمرين اصلا بخرائط الشرق الاوسط القديم… في وقت هم ينزعون للاستقلال ككورد بكوردستان.. وكسنة عرب بالمثلث السني ينزعون للحكم المطلق ببغداد او اقليم للسنة العرب او كيان سياسي للسنة العرب مع اخوانهم بسوريا.. وبالجنوب يهيمن شيعة موالين لايران ويجهرون بذلك ويعتبرونها عقيدة..

  شعوب منطقة العراق.. لا يدركون بان اوربا وامريكا واليابان لم ينهضون بشعارات  الوطنية ولا  بالفكر الوطني.. بل (بالقيم الاخلاقية والانسانية). . بعد اكتواءهم بشعارات الوطنية والافتخار القومي البائس.. التي ولدت النازية والفاشية وقبلها الصراعات الدينية والمذهبية باوربا لقرون..

  فاوربا تطبق (القيم الانسانية الاخلاقية).. بعد ادراكهم ان الوطنية لا دخل لها (بالامانة والنزاهة).. بل هي (قيم اخلاقية).. وبالتالي (الفساد يعكس قيم ترتبط بالوطنية والقومية والدينية) بشكل وباخر.. (كان نبرر سلب الناس اموالهم عبر تبخير الميزانيات الانفجارية.. بحجة دعم قاضيا مصيرية ترتبط بدولة ونظام.. ).. والوطنية لا دخل لها برمي النفايات بالشوارع من قبل الافراد من عدمه.. ولكن القيم الاخلاقية هي التي لها دخل.. عدم قتل الناس.. ليس من القيم الوطنية والدينية والقومية.. بل هي من القيم الانسانية الاخلاقية.. بالمقابل (القيم الوطنية تبيح القتل للاخر بدعوى وحدة الاوطان البائسة.. وكذلك  القيم  الدينية والقومية).. تبيح قتل الناس بالجملة في سبيل مبادئها المريضة.. العدل والمساواة.. ليست قيم دينية او قومية او وطنية.. بل قيم انسانية اخلاقية..

ما نبحث عنه في اوربا وامريكا كلجوء ليس القيم وطنية او دينية او حزبية او قومية.. بل نبحث عن القيم الانسانية والاخلاقية من اجل ان نعيش بامان وعدالة وحقوق  انسان.. ومساواة.. فيجب علينا ان نغيير كل مفاهيمنا.. ونلعن الوطنية والقومية والدينية المسيسة للابد.. ونضع مقاييس جديدة.. نقيس به االسياسيين ضمن مقولة الامام علي لا تنظر لمن قال ولكن انظر لما قال. .(لا يعرف الحق بالرجال ولكن يعرف الرجال بالحق).. اعطونا (الحق اي المقياس) الذي نقيس به الاخرين لنعرفهم..    فالوطنية للعلم تصنع طغاة وظلم.. والقومية والدينية المسيسة تصنع الدكتاتورية الشمولية ايضا..

    ونرجع لمنطقة العراق.. ففي المجتمع اليوم لو جئت لاحدهم وقلت له (ليش اخي انت لست متدين.. لاتصلي لا تصوم..) قد يضحك بوجهك.. او يعطيك مبرر.. المهم (لامشكلة لديه).. ولكن (لو قلت له.. اخي ليش انت ما عندك اخلاق) .. اجلكم الله.. يكون جوابه (جيب عمك جيب خالك.. افصلك  اليوم)..اذن اخلاقية المجتمع هي من يجب ان نوعي الناس بها ونعرفهم بها.. (فالتدين يعطي حيل شرعية.. ويبرر للفاسد فساده بحجة ان الله غفور رحيم وعلي شفيعنا.. او اي سبب كان.. او  ابوك واكبر واصلي واتوب).. او او  او..

القصد من كلامي.. لدينا تضخم بالاسلامجية.. والطقوسية.. بلا اي قيم اخلاقية.. والتضخيم الاسلامي والقومي انتقل لمفاصل المجتمع مع الاسف (الفساد الاجتماعي).. اي (عدم اخلاقية المجتمع) التي انهارت قيمها المجتمعية.. بعد (انهيار اخر امل لهم بالقدوة.. ونقصد رجل الدين).. الذي كشف فساده وعجز او فشله.. فانهار المجتمع لعدم وجود بديل للقدوة الاجتماعية.. التي تعكس مبادئ اخلاقية.. مثلا …  تقول له لا تكون عونا للظالم.. يقول لك ان الامام الرضا..  كان ولي عهد احد  الخلفاء العباسيين الظالمين..تقول له هذه الاموال يجب ان لا تسرق.. يقول لك (هذه الاموال مجهولة الصاحب ويفعل بها الحاكم الشرعي مالتي ما يشاء)..

    تقول لهم . .اصبحوا وطنيين.. يقولون لك .. وطننا الاكبر هو الوطن الاسلامي وجمهوريتنا الاسلامية في ايران).. او (الخلافة الاسلامية).. او او او .. وانت تقدم لهم (اوطان سايكيس بيكو)..  اذن يجب توعية الناس باهمية اخلاقية المجتمع.. ونشير بانهم لا اخلاقيين.. وليس ليسوا وطنيين.. فالوطنية مجرد شعارات بالية.. كالقومية..

 من ما سبق نشير بان (احد اهم اسباب مظاهر سوء الاخلاق بل انعدامها) التي تفتك بالمجتمع بمنطقة العراق هو (وضع مكونات متنافرة لا يجمعها جامع ولا يوحدها موحد).. بكيان سياسي واحد.. وفرض نظام حكم مركزي مقيت.. فبالتاكيد تنفجر كل مظاهر الكراهية والحقد والاستعداد للقتل.. القومي والمذهبي و الديني والمناطقي وما يولد من جيوش من الارامل والايتام والمطلقات، ويولد جيوش من المجرمين الذين لديهم استعداد للقتل الجنائي والسياسي والارهابي معا.. ولا حل الا تشيكل ثلاث دول بمنطقة العراق لفرز الخنادق الديمغرافية والجغرافية.. لاعادة الامور لنصابها..

تنبيه:

ازمة من ازمات منطقة العراق انهم وقعوا ضحية .. لدول اقليمية هيمنت عليهم بما صدرته لهم من افكار قومية  عنصرية فاشية كالناصريين من مصر .. التي فاقمت النزعة القومية.. والبعثية من سوريا.. واليوم النزعة الدينية المسيسة للمذهب لمصالح ايرانية.. بمليشياتها وتنظيماتها التي توالي ايران.. ولا ننسى النزعة السنية المتشددة الرافضة للاخرين التي تسببت بتهجير وقتل وسبي ملايين المسيحيين واليزيديين والشيعة  التركمان  والشبك.. (تنبيه.. منذ اندساس الافكار القومية الفاشية البعثية والناصرية المدعومة مصريا .. تغيرت النفوس بشكل  مخيف وصلت لمذابح وابادات للشعب الكوردي على اسس قومية  عنصرية.. ومذابح للشيعة على اسس طائفية سنية).. واهم نقطة ادخال ملايين الاجانب من المصريين للعراق ودورهم الكارثي بنشر الجريمة والمخدرات والفساد  والقيم الاخلاقية المبتذلة  والتلاعب الديمغرافي وحتى التطرف والارهاب جذوره مصرية وغيرها من المظاهر التي لم يشهدها الداخل العراقي.. فكان المصريين  بمثابة اخطر من الصهاينة في فلسطين.. ويعاني العراق من نتائج ادخالهم اليه لحد اليوم..

 كل ذلك لان (منطقة العراق مشروع لدولة فاشلة.. يسهل اختراقها من قبل المحيط الاقليمي).. وكما نردد دائما .. (ازمة منطقة العراق.. ليس لانه بلد موحد يراد تقسيم.. بل منطقة جغرافية يراد توحيدها قسرا)..

……………………….

سجاد تقي كاظم