هل (مقتدى الصدر..اليوم اكثر نضوجا)..(لكن اتباعه هم الاكثر جهلا)..(فكيف سوف يواجه؟) .سجاد تقي كاظم          

 

هل (مقتدى الصدر يبدو اكثر نضجا)؟؟ بالوهلة الاولى بعد تصريحاته في لقاءه مع الاعلامي احمد ملة طلال ببرامج (بالحرف الواحد) يوم 21/11/2017 .. ام هو (اكثر انكسارا) او (اكثرا ضعفا).. ام هو (اكثر ادراكا لما يجري حوله)..  (وما هو النضوج بكلامه)؟؟ هل (عدم التصعيد مع نظام الحكم ببغداد).. (الانفتاح على السعودية والخليج).. (رفضه الطبقة السياسية الحاكمة منذ عام 2003 عبر استبدالها).. (عدم ترديد شعارات العداء ضد امريكا بكل صغيرة وكبيرة بشكل يثير الضجر).. (تقليلة من الاعتماد على نظرية المؤامرة).. (تقليل حدية الخطاب ضد كل من يخالفه ويعارضه).. (رفضه زج شباب الشيعة بالمستنقع السوري).. (رفضه المليشيات.. ومنها الحشد).. (مطالبته بدمج الحشد بالمؤسسة العسكرية ما عدا ما اسماها المليشيات الوقحة).. (سحب قواته من كركوك.. لعدم زج سرايا السلام بازمات عرقية داخلية بين العرب والاكراد)..

وهل مقتدى الصدر يحاول ان يمشي (بخط موازي للسستاني).. حتى يحصل على (شرعية غير مباشرة لخطواته) .. فاذا انتقدوه انتقدوا السستاني بالمحصلة؟؟ وبالتالي يجنب نفسه الانتقاد.. (فيعمل ليس فقط على تقوية العبادي بوجه طهران، بل تقوية مرجعية  النجف امام خطر لا يستطيع الصدر مواجهته بوحده.. وهو مشروع ايران للسيطرة على مرجعية النجف العليا عبر طرح موظف حكومي ايراني شهرودي موالي لحاكم ايران خامنئي وولاية  الفقيه.. ليكون بديل عن المرجع السستاني الذي لا يؤمن بولاية  الفقيه)..

(هل نضوجه نتيجة كبحه عسكريا من قبل نوري المالكي بصولة الفرسان المدعومة امريكيا بحينها).. (ونتيجة سياسة قشر البصلة التي اتبعت ضده من قبل قوة دولية.. مع تياره ومليشياته .. والتي تمخض عنها انشقاق فصائل مسلحة عن مليشياتها الام جيش مهدي.. كالعصائب وغيرها)… كما  انتهجت قشر البصلة مع تنظيم القاعدة بحينا .. فبرزت الصحوات العشائرية السنية واكثرهم كانوا بالقاعدة وخرجوا عليها ليقاتلونها)…

ام كل ذلك لكونه اي مقتدى الصدر (يشعر بالخطر والضعف).. لكونه لم يعد هو وحده بالساحة يملك مليشيات مدعومة اقليميا.. بل اصبحت هناك 100 مليشية اخرى ..  وزعامات سياسية (تحسب لها شعبية).. ام لانه ادرك بان الشارع الشيعي يكره مقتدى الصدر.. وكل من يعمل على تقويضه وتقويض مليشياته جيش مهدي.. يزداد شعبية بين الراي العام الشيعي والتي استثمر ذلك نوري المالكي في حينها.. خص الصدر خير استثمار بصولة الفرسان التي رجحت المالكي انتخابيا على  تحالف الصدر والحكيم معا.. (ليس حبا بالمالكي ولكن نكاية بالصدر).. فاراد الصدر اليوم يسحب البساط من المالكي وخصومه بدعم العبادي نكاية بالمالكي.. اي بدء يلعب معهم نفس لعبتهم و لكن عكسيا.

(هل هو اكثر خوفا) من (تياره نفسه) ليس فقط من المليشيات المسلحة التي انشقت عنه.. ومعروفه بالدموية (وانها كانت النخبة بجيش مهدي التابع لمقتدى الصدر، التي يطلق عليها المجموعات الخاصة في حينها واليوم يطلق عليها بالعصائب بعد انشقاقها عن جيش مهدي..).. (هل لادراكه بانه اصبح مجرد غطاء لجماعات مسلحة وقوى سياسية وبرلمانية ووزراء يثرون ويهيمنون باسم الصدر الذي يرعبون به الشارع.. ولا يجني الصدر منهم شيء لا ماليا ولا غيرها.. غير فقط كراهية الشارع له).. (هل لادراكه انه مجرد جسر لصعود رؤوساء وزراء .. وبعدها يهمشونه كأي نكره).. (هل دعمه للعبادي هو استقواء ببغداد، لمواجهة او التوازن مع خصومه كالعصائب وقيس الخزعلي الذين يستقون بايران وخامنئي)..

هل مقتدى الصدر تغيير كنضوج.. ام (تغييرت سياسته السابقة التي كانت تقوم على تاييد وصول رئيس للوزراء بالعراق لمجرد نكاية بخصوم سياسيين.. كما فعل من ترجيحه كفة (الجعفري من الدعوة مقابل عادل عبد المهدي المجلس الاعلى).. (ترجيحه المالكي كبديل عن الجعفري).. فساهم بوصول رؤساء وزراء فاشلين.. فاستبدل سياسيته هذه الى دعم رئيس وزراء يستقوي به مقتدى نفسه ضد خصومه المدعومين اقليميا..)… وليس (تاييد رئيس وزراء يعتقد الصدر يمكن ان يكون مطيه بيديه فان لم يحصل ذلك يتصادم معه سياسيا وعسكريا كنوري المالكي.. فسياسته هذا مكنت خصوم مقتدى الصدر منه.. وجعلت خصوم الصدر من جهة اخرى يستقوون بايران وخامنئي .. نتيجة سياسات ساهم بها الصدر نفسه باضعاف حكومة بغداد).. (لماذا مقتدى الصدر دائما يسند منصب رئيس الوزراء لشخوص مبهمة بحينها.. كالجعفري ثم دعم المالكي الذي كان مجهولا).. فلماذا يدعم اليوم (رئيس وزراء كالعبادي)؟؟

هل مقتدى الصدر فعلا نضج؟؟ واذا كان كذلك .. كيف سوف يوازن او يواجه رداة الفعل الاهتزازية داخل  تيار ابيه ومليشياته جيش مهدي “سرايا السلام”.. فمن اتبع مقتدى الصدر بعد عام 2003 هم الاكثر جهلا.. لانه كان يجذب الجهلة لشخصيته المتشنجة وتبنيه الشعاراتية والعداء الغير مبرر ضد القوات الامريكية التي اسقطت صدام.. بل جذب حتى البعثيين والانتهازيين والوصوليين.. وشرائح من الفقراء الذين لديهم ردة فعل من الاحباط والياس .. فجندوا بمليشيات الصدر ضد القوات الحكومية  والامريكية بعد عام 2003..

علما كل الموبقات التي ينتقدها مقتدى الصدر اليوم..  يتحملها هو .. وهو اول من سنها سنة سوء السوء.. فتاسيس المليشيات خارج ايطار الدولة هو اول من اسسها (مليشيات جيش مهدي).. وقتل خصومه خطفا بصندوق سيارات تعرف بالبطة.. ومهاجمة مكاتب الاحزاب والقوى المعارضة لهيمنته.. هو اول من انتهجها بعد عام 2003.. وتورطه باول جريمة قتل سياسية تورط بها   (قتل الشهيد عبد المجيد الخوئي) رحمه الله..  وفشل القضاء العراقي كان هو وراءها.. عندما فشل ا لقضاء باخضاعه لجريمته بقتل  الخوئي..

وقتله شرطة  النجف حديثي التطوع.. بعد عام 2003.. وتاسيس المحاكم اللاشرعية كان هو اول من اسسها حتى قبل القاعدة وداعش.. التي بطشت بكل من يعارضه طغيان ال الصدر على الشارع الشيعي بمنطقة العراق قبل غيرهم.. ورفع السلاح بوجه الدولة كما حصل (بصولة الفرسان).. ورفعه السلاح ضد القوات الامريكية  التي اسقطت صدام والبعث وحكم الاقلية السنية بل موروث 1400 سنة من حكم السنة على رقاب  الشيعة عام 2003.. وجعله المدن والمناطق الاهلة بالسكان الاخرى ساحة للصراعات العسكرية مع القوات الحكومة والامريكية ايضا هو اول من انتهجها..

ام كل ذلك نتيجة (انتهاج مقتدى سياسية .. تبديل جلده كالافعى).. او (لان دوره المرسوم اليه حاليا يتطلب ذلك).. (او  ادرك مقتدى الصدر انه كان مجرد ادات تستخدمها اجندات لمصالحها الخاصة).. (فايران دعمته ضد امريكا التي اطاحت بصدام وحكم البعث وحكم الاقلية السنية عام 2003). .لتصفية ايران حساباتها مع امريكا لمصالح ايران القومية  العليا وابتلاع العراق.. وبعدها وضعت ايران مقتدى الصدر على الرف.. لتدعم خصومه العصائب والنجباء وامثالهم.. وادراك مقتدى الصدر (النظرة الفوقية له ولتياره من قبل خصومه) فالدعوة تحالف الصدر معهم.. والدعوة كانوا يعتبرون (انفسهم القادة والتيار الصدرية القاعدة الشعبيه لهم) ومقتدى الصدر مجرد (وحش يهددون به خصومهم).. وكذلك (ما يشاع من دعم دول اقليمية عربية سنية للصدر) من اجل تصفية حساباتهم مع الاحزاب المتهمة بالولاء لايران بعد عام 2003.

نضوج مقتدى الصدر الحقيقي.. هو يوم يزور الولايات المتحدة الامريكية.. حتى لو يبرر ذلك الصدر (بانه يفصل بين معارضة سياسات الحكومات الامريكية.. وبين الشعب الامريكي).. ليقيم جسور علاقة وتواصل مع الشعب الامريكي.. لتكون اكبر ضربة لخصوم الشيعة العرب. .واكبر ضربة لنظام طهران.. واكبر ضربة قاصمة للطائفيين السنة والتكفيريين..  فصدام والسنة كانوا يعلمون يوم يتقارب الشيعة وامريكا هو ليس فقط نهاية حكم صدام بل نهاية موروث 1400 سنة من حكم السنة على رقاب الشيعة.. وفعلا زار وفد شيعي امريكا والبيت الابيض بزمن بوش.. وارسلوا رسالة بان الشيعة بمنطقة العراق ليسوا اعداء لامريكا وشعبها.. و لكن هم ضد الطغيان الصدامي.. وفعلا دعمت امريكا  اسقاط صدام عام 2003.. في وقت الشيعة العرب لعشرات السنين تم خداعهم من قبل معارضة محسوبة شيعيا موالية لايران.. برفع شعارات العداء ضد امريكا سخرتها  ايران لمصالحها.. ليطول حكم صدام والبعث 35 سنة..

في وقت ايران كانت  تقيم علاقات مع صدام بالتسعينات دوبلوماسية وسياسية بعد اكبر مجزرة قام بها صدام ضد الشيعة والكورد عام 1991.. واقامت ايران قنوات اتصال مع امريكا باجتماعات كيري ظريف .. لتجني ايران صفقة النووي  ورفع العقوبات و رفع التجميد عن المليارات.. لتتجاسر ايران بان اي قرار مصيري من بغداد للرباط لا يمر الا  عبر طهران لمصالح ايران القومية  العليا.. فايران تريد ارسال رسالة خبيثة بان اي قرار مصيري يرتبط بالشيعة خارج ايران ودول المنطقة لا يمبر الا عبر طهران وليس عبر النجف وكربلاء و العمارة و النجف والبصرة وبغداد.. وكأن الشيعة العرب مجرد مرتزقة وتوابع لايران بكل استخفاف من قبل الايرانيين لشعوب المنطقة.

وخلاصة القول.. ان مقتدى الصدر لم يطرح اي مشروع سياسي بديل.. وهنا الطامة الكبرى.. اي اعتبر العلة بالسياسيين .. وليس بالكتل السياسية.. وليس بالعملية الانتخابية اصلا.. وكلامه كان فضاض في كثير منه.. مثلا (التكنوقراط).. هل هم قومية  مذهب  ؟؟ من هم؟؟ كيف تميز التكنوقراط عن غيرهم.. الم يحكم السنة العراق تحت شعارات العلمانية والقومية.. بطشا بالشيعة والكورد.. نعم فشل الاسلاميين المحسوبين شيعيا .ِ. وكلك الاحزاب الاسلامية السنية..  وفشل الجميع.. (ولكن ما هو سبب الفشل).. الم تفشل المركزية بالعراق.. لماذا يزور مقتدى الصدر فقط دول محددة (الامارات والسعودية وايران وقطر والاردن وتركيا) لماذا لا يتحرك على  اوربا وامريكا واليابان.. لماذا يزور الامارات الفدرالية التي فدراليتها سر نجاحها.. ولا يدعو لفدرالية وسط وجنوب من الفاو لسامراء مع بادية كربلاء النخيب وديالى كاقليم للشيعة العرب المظلومين..