ولا تأخذنكم جعجعة النصر – نور الدين الخليوي

بعد ثلاث سنوات من القتل والقتال انتصر العراق على قوى الظلال الداعشي، انتصار لم يكن بالسهل، الاف الشهداء قد سقطوا مخلفين ورائهم جيش من الارامل والايتام وامهات ثكلى تندبهم، والملايين من الاموال قد صرفت على هذه الحرب، اثقلت ميزانية العراق و ادخلته في حقبة تقشف لم يتخلص منها الا بعد مدة ليست بالقصيرة، اثر الحرب واضح وجلي على العراق اجمع.

بعد كل تلك المخلفات لابد ان نتوقف لفترة من الزمن و نتدبر، هل ما خلفته الحرب لابد له من علاج؟ او لا يجب ان تنسى! هنالك عدة اراء في ذلك لكن الاغلب يذهب مع معالجة الاخطاء، نعالج كي لا تعاد الكرة مرة اخرى ولايوجد  احد مستعداً لكي يبذل كل ذلك مجددا، لذلك اتخاذ ماهو لازم حول مواجهة التطرف الفكري ونبذ العنف والطائفية، من اهم الامور التي يجب علينا جميعا ان نهتم بها، ولكي نتخلص منه الى الابد يجب ان نجفف منابع التطرف و اغلاق منابر التحريض و اسدال الستار على مسرحية الطائفية المقيتة.

اخطاء الماضي التي أودت بالعراق نحو الهاوية، لم يكن احد متنبه لها ولما بعدها من مخاطر، وذلك بسبب تغافل البعض و تهاون البعض الاخر، فما سبق هذه الاحداث من حراك خطير، حيث وصفتها الحكومة حينها بزوبعة في فنجان، حيث كانت حكومات تلك المحافظات ايضا بغالبية أطرافها، مع من وصفوا أنفسهم بالثوار المطالبين بحقوق اهل السنة والجماعة، ووجدت الجماعات الإرهابية النشطة في سوريا حينها، ضالتها بهم واتخذتهم الحليف الأوحد لانشاء دولة الاسلام المزعومة، استغلت سيطرتهم على مناطق شاسعة فدخلت خفية الى العراق.

تدهور الاوضاع سهل الكثير لهذه الجماعات، زاد نشاطها الفكري في مناطق الفوضى والمظاهرات، غرست الفكر المتطرف في اذهان الناشئة زادت حدة الطائفية بين ابناء تلك المناطق، على مدى سنتان قبل بدء حراكهم العسكري عملوا على تقوية الافكار المتطرفة، ولم تكن هذه اول مرة تدرس الافكار هذه حيث سبقهم اليها، تنظيم القاعدة على مدى عدة سنوات، وبعد تهيئة القاعدة الرصينة لهم اجتاحوا اربع محافظات، وسط  شيء من الدهشة والحيرة على محيا الدولة وجيشها، الجيش الذي تآكل بسبب الفساد  وخارت قواه في تلك الحقبة، ولم يكن عودة تلك المدن و القصبات بالامر السهل، بل كان بأرواح شباب بأعمار الزهور ذهبوا محررين من اجل ان نحيا سعداء في عراق الشهداء.

النتيجة حذار حذار ياشعب ان يعود امثال هؤلاء و يغسلون عقولكم مجددا، فمن ادعى لكم الدولة ترك ملايين منكم يسكنون الخيام و في حاجة للقمة العيش، وهم في اماكن الراحة والاستجمام يضحكون على ما يحصل في العراق، فعلينا مواجهة الفكر المتطرف في اي طائفة ومن اي شخص كان.