د. مهدي كاكه يي- الدين الإيزدي

نبذة تأريخية عن الكورد والآشوريين والعلاقة بينهم (45) – أسلاف الكورد: الميديون

ديانة الميديين ومعتقداتهم 

الديانة الإيزدية هي فرع من الديانة الميثرائية التي سادت في كوردستان كما تؤكدها صور ميثرا وأهريمن المكتشفة في موقع الحضر القريب من سنجار التي هي موطن الإيزديةad.

يؤمن الإيزديون بإله واحد كَخالق العالم، والذي هو موضوع في رعاية هذه “الكائنات المقدسة ” أو الملائكة السبعة، الذين من ضمنهم “رئيس الملائكة، طاووس ملِك. طاووس ملك، كَحاكم العالم يسبب أموراً جيدة وسيئة التي تحدث للأفراد، وينعكس هذا الطابع المتناقض في الأساطير من سقوطه المؤقت من نعمة الله، قبل ذرف دموع الندم لإطفاء الحرائق لسجنه الجهنمي والتصالح مع الإله. هذا الإعتقاد مبني على إنعكاس الأفكار الصوفية على الملاك إبليس الذي رفض بِفخر إنتهاك التوحيد بعبادة آدم وحواء على الرغم من أمر الخالق الصريح للقيام بالسجود لهما. بسبب هذا الربط بالتقاليد الصوفية لِإبليس، بعض أتباع الديانتَين المسيحية والإسلامية يساوون بين (طاووس ملِك) و الشيطان الذي هو روح الشر عند هاتين الديانتّينae،af  والتي يتم إضطهاد الايزديين بسببه منذ قرون ويُنظر إليهم  ك”عبدة الشيطان”. إستمر إضطهاد الايزديين في مجتمعاتهم المحلية داخل حدود العراق الحديث، من قِبل كل من صدام حسين والمسلمين السُنّة المتزمتينag. في شهر أغسطس/آب سنة 2014، تم إستهداف الإيزديين من قِبل إرهابيي الدولة الإسلامية في العراق والشام في حملتها لِ”تطهير” العراق ودول الجوار من الوجود غير الإسلاميah.

الإيزديون، الذين لديهم الكثير من القواسم المشتركة مع اليارسانيين، يقولون أن العالم الذي خلقه الله، كان في البداية لؤلؤة. وبقيت في هذه الحالة الصغيرة جداً والمغلقة لبعض الوقت (أربعون ألف سنة) قبل إعادة تكوينه بشكله الحالي. خلال هذه الفترة تم إستدعاء الأشخاص السبعة المساعدين للخالق (هَپتاد Heptad) للوجود و أبرم الله معهم إتفاقية وعهدَ إليهم العالم. إلى جانب (طاووس ملك)، شمل أعضاء المجموعة السبعة، الذين تمّ إستدعاؤهم إلى حيز الوجود من قِبل الخالق قبل ظهور أي شئ آخر، هم (شيخ آدي) ورفيقه (شيخ حسن) والمجموعة المعروفة بإسم الأسرار الأربعة والذين هم (شمس الدين) و(فخر الدين) و(سجاد الدين) و(نصرالدين).

(الطاووس) الذي يُقدّسه الإيزديون، هو إله القمح السومري القديم دموزي (تموز) الذي، حسب القاعدة الكوردية، تحوّل (الميم) فيه الى (واو) ليصبح (تَووز) أي (طاووس)24. هكذا نرى أن إسم (طاووس) متأتٍ من إسم الإله السومري (دموزي) وهذا يؤكد عُمق الديانة اليزدانية في التاريخ والتي الديانة الإيزدية هي أحد فروعها.

الإيزديون يعيشون في المنطقة الحدودية الواقعة بين جنوب كوردستان وشماله وكذلك يعيش أعداد كبيرة منهم في أرمينيا. تُقدّر نفوسهم بِحوالي مليون نسمة.

المصادر

  1. الدكتور جمال رشيد احمد (2002). تموز .. تَووز.. تاووس ابن الآلهة شاووشكا. مجلة شاووشكا، العدد 4، صفحة 6 وما بعدها.

المراجع

  1. Taufiq Wahby. The Remnants Of Mithraism In Hatra and Iraqi Kurdistan, and its traces in Yazidizm > The Yazidis are not Devil. Worshippers Printed by Eveleigh Printing, pp. 42-52, Church Rd., S. W. 13, 1962.
  2. Kurdish Society by Martin Van Bruinessen, in The Kurds: A Contemporary Overview, ed. Philip G. Kreyenbroek, Stefan Sperl, Routledge, 17 Aug 2005, p. 29 “The Peacock Angel (Malak Tawus) whom they worship may be identified with Satan, but is to them not the Lord of Evil as he is to Muslims and Christians” .
  3. The Yezidis: The History of a Community, Culture and Religion, by Birgül Açıkyıldız, I. B. Tauris, 30 Sep 2010, p. 2 “Muslim and Christian neighbors of the Yezidis in the Middle East consider the Peacock Angel as the embodiment of Satan and an evil, rebellious spirit” .
  4. http://www.telegraph.co.uk/news/worldnews/1560714/The-Devil-worshippers-of-Iraq.html
  5. https://www.nbcnews.com/storyline/isis-terror/who-are-yazidi-why-isis-targeting-them-n175621