نيجيرفان ليس أقل فسادآ من عمه مسعود- بيار روباري

 

عند الحديث عن الفساد، علينا أن نميز بين نوعين من الفساد، فساد الأفراد، وفساد الأنظمة السياسية. فالأشخاص الفاسدين موجودين في كل بلد ومجتمع، ولكن ليس كل نظام سياسي فاسد، كما هو الحال مع أنظمة دول العالم الثالث، ومن ضمنهم دول شرق الأوسط، وفي مقدمتهم النظام العراقي الحالي، وشقيقه السوري. وعند الكلام عن فساد الدولة العراقية المحكومة من قبل الشيعة، هذا يشمل ضمنآ إقليم كردستان أيضآ.

ففي ظل نظام سياسي شمولي وفاسد، كالموجود حاليآ في العراق وإقليم كردستان، لا يمكن الحديث عن أي تغيير، لمجرد تغيير بعض الوجوه، دون المساس في أسس النظام السياسي، القضائي، الأمني والإعلامي. لقد تم تبديل ابراهيم الجعفري بنوري المالكي، ولم يجري أي تحسن في الوضع، مما دفع بالعراقيين والأمريكيين، بتغير المالكي وتعين العبادي مكانه، فلم تنتفي الطائفية في العراق ولا الفساد، بل زادات الإمور سوءً. وبدليل تسلط القوى الشيعية على الحكم، وتفردهم بالقرار السياسي، المالي، الأمني، والقضائي في البلد، وإقصاءهم للكرد والسنة العرب بشكل شبه كامل.

من هنا يمكن الإستنتاج، بأن العلة ليس في الأشخاص، على رغم أهميت، وإنما في بنية النظام السياسي، والثقافة المجتمعية المسؤول عنها هي الإخرى النظام السياسي المعمول به في البلد المعين. فبنية النظام الحاكم في العراق، طائفية، ومبنية على المحاصصة، ولهذا لا يسمح بمراقبة المسؤولين، والتحقيق في تجاوزاتهم على المال العام، والتعدي على الدستور وتجاوز القوانين النافذة، فما بالكم بإستجوابهم، وتقديمهم للعدالة لينالوا جزائهم العادل.

وفي إقليم جنوب كردستان، الأمر لا يختلف كثيرآ عما هو موجود في بغداد، ففي الإقليم

العائلية والمناطقية، هي التي تتحكم بالنظامي السياسي في الإقليم، منذ عشرات السنين، بدلآ من الحكم المذهبي. ولهذا لن يتغير أي شيئ في الإقليم، حتى بعد رحيل الطاالباني بسبب الموت، ومسعود البرزاني، بسبب الضغط الخارجي والداخلي بسبب إصراره على إجراء إستفتاء حول تقرير المصير، والذي عارضته أمريكا والأتحاد الأوروبي، إضافة الى الدول المحيطة بالإقليم بشدة.

نجيرفان كان من أعمدة الحكم العائلي، وشغل منصب رئاسة وزراء الإقليم لفترة تصل الى عشرين عامآ مجتمعة، وهو عضوآ دائم في المكتب السياسي لحزبه، منذ أن كان شابآ يافعآ لا يفقه في السياسة شيئآ. إلى أيام خلت كان يحتل الموقع الثاني في الحكم والحزب بعد عمه مسعود، وبالتالي هو مسؤول مسؤولية مباشرة عما ألت إليه الإمور في الإقليم، قبل الإستفتاء ومن بعده. وشارك شخصيآ في تشيد نظام الفساد والإستبداد، والمحسوبية، وسرق أموال طائلة من قوت المواطنين. هذا الشخص يملك العديد من القصور الفاخرة، داخل الإقليم وخارجه، إضافة الى عشرات المليارات المنهوبة من أموال النفط والغاز والعقارات، إن لم نقل المئات.

فكيف لمثل هذا الفاسد والمستبد، الذي وصل لسدة الحكم بالوراثة كالمجرم بشار الأسد، أن يجري تغيرآ في بنية النظام الذي أوصلته للحكم؟ هذا مخالف للمنطق. لذا لن يحدث هذا، لأن ذلك يعني الإنقلاب على نفسه وعلى العائلة، وهذا مستحيل الحدوث لا اليوم ولا في الغد. وسيتشبث نجيرفان بالسلطة مثل عمه، إلى أن يجبر على الإستقالة، أو أن يتوفاه الله، حاله حال بشار الأسد. المستبد الأول، تسبب في ضياع نصف مساحة الإقليم، ومن ضمنها مدينة كركوك الغنية بالنفط والغاز، والثاني، تسبب في دمار سوريا ومقتل حوالي مليون مواطن وتشريد 13 مليون مواطن سوري، ولم يمتلك واحدآ منهم، ذرة من الرجولة ليخرج على الشعب، ويقول:

“أخطأت ولهذا أعتذر لكم عما تسببته به من مأسي لكم، لذا أقدم استقالتي، وأضع نفسي تحت تصرف القضاء، وأنا مستعد لذلك في أي وقت”.

وبدلآ من ذلك بقيا الإثنان في مناصبهم ومعهم نجل الطالباني، ويتحدثون يوميآ ودون أي حياء، عن الوطنية والعدالة والمستبقل!! إن أي ساقطة مهما تدنى مستواها، هي أصدق

من هؤلاء السياسين وأكثر نزاهة. لهذا لا تنتظروا أي خير من هؤلاء،ن وإنتظار أي إصلاح على يد هؤلاء الدجالين، هو درب من الجنون بحق. إن المكان الطبيعي لهؤلاء القتلة واللصوص والمستبدين، هو السجن بكل تأكيد.

في النهاية، لا يمكن للإقليم النهوض من جديد، ما دام عائلتي البرزاني والطالباني تتربعان على الحكم، وتقرران كل شيئ في الإقليم، وأي كلام أخر غير هذا هو مجرد هراء، وخداع للناس لا أكثر.

 

30 – 11 – 2017