في زمن صدام.. هناك ظاهرة طبيعية.. (الناس تخاف من البعث الذي تكرهه).. وتحذر ابناءها من (انتقاد صدام والبعث خوفا من الانتقام من السلطات القمعية).. أي علاقة (خوف وكراهية).. ولكن ان تجد علاقة (حب ورعب “خوف”) فهذا مسالة يجب التمعن فيها.. فاليوم هناك ظاهرة (مشوهة ومتناقضة).. التي تجدها بالشارع الشيعي بمنطقة العراق.. بان العوائل الشيعية حتى التي تتعاطف مع (مليشة الحشد وتدعمه).. تجدها تحذر ابناءها (من انتقاد زعماء الحشد كقيس الخزعلي ).. فالاب يقول لابناءه.. (بابا حبيبي دير بالك.. تره اشلفوك).. (اشلوفك تعني اخطفوك).. (بابا استر علينه).. وكذلك تجد من (ينتقد قيس الخزعلي والعصائب ومقتدى الصدر وغيرهم).. امام احد معارفه او اصدقاءه.. يقولون له.. (. كون تنتقد هؤلاء بالشارع.. يمعود دير بالك)..
والمقصود هنا (بمليشية الحشد).. ليس (المتطوعين الكفائيين الشيعة).. فمليشية الحشد.. هي (المليشيات الايرانية الولاء).. (كالعصائب والنجباء وكتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء.. وامثالهم) التي تعلن جهارا ولاءها لايران ونظام الحكم فيها ولزعيمها الاجنبي خامنئي القائد العام للقوات المسلحة الايرانية.. وهذه مليشيات ترعب الشارع الشيعي بمنطقة العراق وتبطش بكل من ينتقدها ويرفض سياساتها الموالية لايران.. وبطشها بكل من يعارضها ويخالفها الراي.. بمعنى (مليشة الحشد وقائمتها ا لسياسية) هي مشروع للدكتاتورية على رقاب شيعة العراق وعلى عموم منطقة العراق.
بشكل عام.. هناك حقيقة يجب ان يدركها الشيعة العرب.. بان (تشكيل قائمة موالية لايران تضم مليشة الحشد الايرانية الولاء).. التي كلنا نعلم بانها مليشيات ترعب الشارع الشيعي العربي ببطشها بكل من ينتقدها.. وكلنا نعلم هي مليشيات ولاءها خارجي.. وكلنا نعلم هي مليشيات خارج ايطار الدولة.. من حيث بدء تاسيسها أي اسست قبل اصدار ما يسمى قانون الحشد الشعبي، وقبل فتوى الكفائي، وبدون اذن من الدول، وهي مليشيات قاتلت خارج منطقة العراق بسوريا تحديدا بدون اذن من الدولة، وهي مليشيات قاتلت بالمثلث السني وكوردستان وسوريا لمصالح ايران القومية العليا باعترافها، بتامين ممر بري لايران للمتوسط.. والدفاع عن نفوذ ايران واطماعها بالعراق، والبطش بكل من يعارض الهيمنة الايرانية.
فهل تتأملون من هكذا مليشيات وقائمة سياسية لهم.. تبرز لنا (قادة لبناء دولة.. كمهاتير محمد ماليزيا، شيخ زايد الامارات، محمد علي جناح باكستان)؟؟ الجواب كلا.. هل هكذا قائمة تعمل لمحاربة الفساد وسوء الخدمات والوضع الامني المزري.. الجواب (كلا).. فهي مليشيات مسلحة ولا تفهم غير الدماء والقتل.. ولغة السلاح، هي مليشيات (تستخدم الدين وعنوانه).. وتوالي نظام الحكم الشمولي بايران.. وليس لها أي برنامج سياسي مدني.. وغير معنية بالنهوض الاقتصادي والصناعي والزراعي بالعراق.. فهي تريد حصة من الكعكة العراقية لتسخيرها لاجنداتها الخارجية..
ونسال الشيعة (لماذا لا تستفادون من تجاربكم).. الم تنتخبون قوائم تضم معارضين لصدام واحزابهم الاسلامية المحسوبة شيعيا المدعومة ايرانيا كحزب الدعوة وحزب الفضيلة و كتلة الاحرار الصدرية والمجلس الاعلى وحتى العصائب وبدر لديهم ممثلين بالبرلمان والحكومة.. .. بدعوى (انهم مجاهدين ومن نسل النبي وعلى درب الحسين).. فماذا جرى منذ انتخاب قوائمهم السياسية، غير الفساد وسوء خدمات ووضع امني مزري وانبطاح لايران.. فهل تعتقدون مليشة الحشد الموالية لايران كبدر والنجباء والعصائب وحزب الله.. وامثالهم يختلفون عن من موجود بالعملية السياسية اليوم .. فانتم واهمين.. فهم نفس العقلية ونفس الولاء هو لايران.. وهم أي مليشة الحشد من وفرت الحماية للمنطقة الخضراء حيث يتحصن الفاسدين.. كمليشة الخرساني.. وهم أي مليشة الحشد ايضا هم اجنحة لسياسية للاحزاب الفاسدة الحاكمة اليوم..
وننبه لغرابة اخرى.. بان في وقت نجد شيعة يهاجمون امريكا.. بدون أي خوف من أي انتقام منها.. نجدهم بنفس الوقت يرتعبون من انتقاد الاصنام المقدسة كمقتدى الصدر وقيس الخزعلي وامثالهم..
