سامي البهادلي – خصخصة الكهرباء ..معاناة جديدة تضاف لمعاناة العراقيين‎

لا يخفى على الجميع إننا في زمن المصائب والمحن وكأنها كُتبت علينا ، ولا أعلم السبب الله تعالى هو وحده يعلم ، ومن الناحية الموضوعية نستطيع القول أن ما جرى وسيجري على العراق وشعبه هو بسبب الحاكم الظالم الذي زرع كل عمليات البطش والبلاء والقهر ملبيًا كل رغباته ورغبات أسياده ضد شعب أعزل طيب وأخرها وليس أخيرها هي عملية (خصخصة الكهرباء) فبعد قطع الحصة التموينية وجفاف الأنهار وزرع الفتن والفوضى والقتل ، والتهجير تم إضافة مصيبة مضافة لمجموعة المصائب التي مرت وتمر على شعبنا الجريح المظلوم ، وهنا قد سجل أحد فقهاء العراق قوله حيث ذكر في موقف مشرف له قائلاً ((بالتأكيد نحن معكم لأننا مِنْكم وفِيكم ومَعَكم وإلَيْكم ، فلَسْنا من الهند أو الباكستان أو أفغانستان أو الشيشان أو إيران أو غيرها من بلدان .

بل نحن من العراق ومن أهل العراق نشعر بمعاناتِكم ونتألّم لآلامكم ونحزن لحُزنِكم ، لكن هل سألتُم أنفسَكم هل الأوْلى والأرجَحُ والمتعيَّنُ والواجبُ أن تخرجوا من أجل الكهرباء لأنفسِكم الآن وفي هذا الوقت وهذا الحَرّ الحارق أو أن تخرُجوا من أجلِ إخوانِكم وأهليكم وأطفالِكم ونسائِكم وشيوخِكم وأعراضكم النازحين المهجَّرين الذين سكنوا العراء .

والسعيد منهم من يحصل على خيمة ممزقة يحتمي بها ، تحرقُهم حرارة الشمس ولهيب الحر ويلسعُهم ويقرصُهم ويجمّدهم زمهرير البرد وهم عُطاشى جياع مرضى في رُعْبٍ وذلٍّ وَهَوانٍ ومنذ سنوات لا أملَ لهم في النجاة بل لا أملَ لهم في الحياة ، عشراتٌ بل مئاتٌ منهم من الأطفال والنساء والشيوخ ماتوا من لهيب الحرِّ ، ومِثْلُهُم ماتوا تحت قساوةِ البرد .)) واعتقد ان هذا هو خطاب العقلاء وأصحاب الضمير الذين كانوا ولا زالوا ممن جعل مصلحة بلده وشعبه فوق كل الاعتبارات والمزايدات الحزبية والفئوية التي كانت ولا زالت تشكل الشغل الشاغل لكثير ممن يدعون الوطنية ، و حقيقتهم خلاف ذلك وقد ايقنها الجميع إلا العملاء والخونة!!!!.