كاوا كرمياني- اعتداء على ضريح الصحفي كاوا كرمياني و كسر الاقلام المعلقة على ضريحة.  شه مال عادل سليم

 

في ذكرى استشهاد الزميل والرفيق العزيز كاوا كرمياني ـ 5/12/2013 تزامنا مع الذكرى السنوية لاستشهاد الزميل (كاوا كرمياني) قام الجلاد ( المجهول ـ المعروف )بالاعتداء على قبر زميلنا الشهيد , وقام بكسر الاقلام المعلقة على ضريحه ( كرمز للقلم الحر ) وحطم الشموع واكاليل الورود والرياحين ,بعد ان أصبح مزاره ملاذ يحج إليه الصغار والكبار ….

حاول الجلاد باغتيال الصحفي ( كرمياني ) إغلاق صفحته وطي سجلاته وكتاباته ومقالاته من ذاكرة الناس، كما اراد ان يقول لزملائه الصحفيين: في زمن استباحة الدماء، في زمن كاتم الصوت وجبروت المنافقين والمقنعين، القانون لا يحمي احد، عليكم ان لا تحلموا، ولا تقرأو، ولا تنتقدوا، ولا تكتبوا، ولا تعظوا الآخرين. ، وبعد ان باءت كل محاولات القاتل ( المجهول المعروف جدا ) بالفشل، طاف به الكيل ووجه حقده في الذكرى السنوية الرابعة لاغتياله على ضريح زميلنا الشهيد ( كرمياني ) وحطم وكسرالاقلام المعلقة على ضريحه الذي أصبح شاهدا جديدا على جريمة الجلاد الذي حطم جسده البريء منذ (4) اعوام امام اعين عائلته ، لا لشيء، الا لانه كان يحلم بمستقبل افضل له ولزملائه ولشعبه المغلوب على امره ….
كان الزميل ( كاوا ) يتحدث دائما وبدون خوف عن المضايقات الامنية والحكومية والانتهاكات والتهديدات التي يتعرض لها الصحافيون والإعلاميون خلال عملهم في اقليم كوردستان , وكتب على صفحته في الفيس بوك قبل اغتياله : ( لايمكن ارجاع مشاكل الفساد الاداري الى موظفي الإقليم الذين لا تغطي رواتبهم رمق العيش , بل يقع اللوم على (حيتان الفساد ) فليس من المعقول (التوقع باستاقامة الظل اذا كان العود أعوجأ) .
و كتب ايضأ : ان ما بين المُلاحقات القانونية، والمضايقات الأمنية يظل الصحافيون مغلولي الأيدي، أقلامهم مُكبّلة، وممنوعين من الخوض في قضايا عديدة تهم الشأن العام ومنها (الفساد الذّي ينخر قطاع الطاقة والثروات الطبيعية والمؤسسات الحكومية في اقليم كردستان ).
كما تحدث لي شخصيأ عن الضرب والتهديد الذي تعرض له من قبل بعض المسؤولين في الإقليم على خلفية نشره تحقيق استقصائي عن الفساد وتهريب النفط الخام في منطقة كرميان.
وعليه حذرته وقلت له : احذر من انتقام الجبناء يا صاحبي , فهؤلاء هم حيتان الفساد والسرقة , يقتلون كل من يقف في طريقهم , تطلع الية ( كرمياني ) وقد اذهلة اسلوبي فى الحديث معة ,ثم أطلق ضحكة طفولية بريئة ورد قائلا بصرامة :
هل تريد ان اسكت امام أفة الفساد التي تفتك بابناء شعبي ؟ هل تريد ان اسكت امام ممارسات السلطة الفاسدة التي تمارس دور الاله على الارض وتحاول طوال الوقت السيطرة على مشاعر وتفكير الناس من اجل استلابهم وتحويلهم الى روبوتات بحاجة الى صدقات السلطة ؟ هل تريد ان اترك اللصوص وتجار النفط يسرحون ويمرحون على هواهم ويسرقون أموال الشعب ؟ هل تريد ان اسكت عن الجرائم التي ترتكب بحق شعبي وابناء منطقة كرميان المحروقة والمتضررة من انفال صدام ؟ هل تريد ان اشارك في سرقة اموال الشعب ؟
لا…لا…طالما بقيت روح في جسمي، سوف أبقى صامداً، واحارب الحيتان الفساد مهما كلفني الامر , ولدية وثائق سوف انشرها قريبا في مجلتي ( رايل ) عن سرقات ونهب النفط وتلاعب بقوت الشعب وتورط بعض الحيتان في هذه السرقات… وارسل لك نسخة منها..
وقبل ان يوفي ( كرمياني ) بوعده , تركنا ورحل قبل ان يرى ( امد )(1 ) الذي كبر واصبح يسأل والدته ويستفسر منها عن سر غياب والده الصحفي ؟!
ختاما اقول :
نم قرير العين وعهداً ايها القديس الشهيد أن نبقى مثلما أردت، اوفياء للشعب والوطن وللكلم الحرة ، ولن يهدأ لنا بال قبل أن نعرف الحقيقة، كلّ الحقيقة ……
تحية إلى عاشق القلم والكلمة الحرة ….تحية الى كاوا كرمياني …ولروحه البيضاء أكاليل الرياحين …
والخزي والعار للقتلة المجرمين ولكل الذين يناصرون الاستبداد، و الطغيان ….

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1 ) (امد ) الولد الوحيد للعائلة , ولد بعد اغتيال والده ( كرمياني ) باسابيع ….