ترامب حررهم من القدس).. (وازال عقبة امام السلام)..(ونقل السفارة لاورشليم..لمصلحة المسلمين)-  سجاد تقي كاظم

   جميع المطلعين.. يدركون بان قرار (نقل السفارة والاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل) لم تقرر بزمن (ترامب) بل بزمن كلنتون.. عام 1995 عندما اقر الكونغرس الامريكي قانون يعترف بالقدس عاصمة لاسرائيل، والزم الرئيس الامريكي بنقل السفارة من تل ابيب للقدس بمدة اقصاها شهر ايار عام 1997.. وعلى الرئيس تقديم عذره في حالة عدم نقلها.. (لذلك عندما قال ترامب ان نقل السفارة قد تأخرت كثيرة) فهو صادق في ذلك ضمن القانون الامريكي نفسه..

   وكلنا نعلم ايضا بان الازمة الفلسطينية ما هي الا مجرد (ازمة لاجئين، وعائدية القدس).. مع موافقة الجميع على (مشروع الدولتين، وهناك اكثر من مليون فلسطيني داخل اسرائيل ومتجنسين بجنسيتها ويشاركون بالانتخابات الاسرائلية).. فنقل السفارة الامريكية للقدس، يزيل عقبة امام عملية السلام.. بقرار امريكي حازم.. وخاصة اذا ما علمنا بان من يدعي بان (نقل السفارة) سيؤدي الى زيادة التطرف، ويعرقل عملية السلام.. فهو واهم.. فالتطرف والارهاب ليس له علاقة بالقدس، فمعظم ضحايا الارهاب هم مسلمين وليس اسرائيليين، والفلسطينيين منذ عام 1948 لحد 2017 نفذوا اقل من 80 عملية انتحارية ضد الاسرائليين، في حين نفذوا 1300 عملية انتحارية فلسطينية ضد الشيعة بالعراق منذ عام 2003.. ثانيا ان اتفاقية السلام شبه مجمدة منذ عقود ولحد الان، ولا دخل لها بالقدس سواء بها سفارة امريكية او عدم وجودها..

    ثالثا كل صراعات بالعقود الماضية.. هي بين (معارضات اسلامية ساعية للسلطة لاقامة دولة الخلافة او دولة ولاية الفقيه كلا حسب مذهبه على اسس طائفية تميع الحدود لاقامة انظمة (حكم الخليفة الاوحد، او حكم ولي الفقيه الاوحد).. وبين قوميين عرب ساعين لاقامة انظمة شوفينية قومية عنصرية تسلطية قائمة على الانقلاب العسكري كأنظمة القذافي وصدام وجمال عبد الناصر)..

  اما ازمة اللاجئين.. فهي مهزلة ثانية.. لان الضفتين وقطاع غزة.. يستحيل ان تستوعب ملايين النازحين واللاجئين الفلسطينيين بالخارج الذين يقدر عددهم (بـ 8 ملايين ونصف مليون نسمة تقريبا)..، و عدد سكان الضفتين وقطاع غزة يبلغ (ثلاثة ملايين ونصف مليون نسمة).. والضفتين وقطاع غزة لا تستوع  (الثلاث ملايين)..، وهناك اكثر من 100 الف فلسطيني يذهبون يوميا عبر المعابر لداخل اسرائيل للعمل.. وملايين من اللاجئين الفلسطينيين مقيمون ومتجنسين بدول العالم واغلبهم لن يرجعون حتى لو فتح لهم ذلك.. والضفتين وقطاع غزة ارض فقيرة اقتصاديا.. فكيف سوف يتم احتواء هؤلاء؟؟

  اما الاوربيين من بريطانيين الذين يتباكون على قرار ترامب.. فنقول اليس وعد بلفور وتسليم فلسطين لاسرائيل جاء بفعل بريطاني.. ولم تعتذر بريطانيا لحد الان عن ذلك؟؟ فامريكا تعاملت مع امر واقع اوجده غيرهم، فلا يلامون عليه.. ثم اليس من رسم خرائط الشرق الاوسط القديم هم الاوربيين (سايكيس بيكو زيزانوف) ببداية القرن الماضي، وتم حرمان الفلسطينيين والشيعة العرب  والكورد من حقهم بدول لهم بمناطق اكثريتهم؟؟

 ثم ان امريكا مثل السمك ماكول مذموم.. فامريكا تدعم المسلمين لاسقاط الظالمين كحكم طالبان وصدام، وتدعمهم ضد الصرب لنصرة مسلمي البوسنة.. فبدل رد الجميل.. يتم عض اليد التي مدت لهم، وامريكا تدعم المسلمين ضد الارهاب وتقيم تحالفات عسكرية من اجل ذلك، ايضا ينكر جميلها.. و يتم التحالف مع اعداءها من روس وايرانيين، في وقت (الروس حلفاء لاسرائيل واصدقاء لها،  وروسيا تقيم علاقات مع تل ابيب، وروسيا مع حق اسرائيل بالقدس الغربية، وان يكون للفلسطيين القدس الشرقية).. كذلك الايرانيين رغم ادعاءهم امتلاك الاف الصواريخ التي تصل لاسرائيل لم يطلقون صاروخ ايراني واحد على اسرائيل منذ مجيء الخميني لحد اليوم).. وهنا (نحاجج الايرانيين بما يطرحون.. ولا ندعم الحرب ضد اسرائيل)..

  ولا ننسى ايضا بان (ايران لديها حدود مع اسرائيل عبر حلفاءها، سوريا الجولان، ولبنان مزارع شبعا) ولم نجد تحرك دبابة ايرانية للجولان او اسرائيل.. بل  العكس عشرات الاف من مليشيات ايران وحلفاءهم تتحرك لتدمير حلب بسوريا، ولم يتحركون للقدس من الجولان او جنوب لبنان.

    لذلك قرار ترامب حرر المسلمين وشعوبهم من القيود، فباسم القدس هيمن الطغاة على الحكم وفتكوا بالشعوب العربية والاسلامية، وباسم القدس عسكر المجتمع لمصالح انظمة واديولوجيات شمولية.. وباسم القدس سيطر الاسلاميين على الحكم فسادا.. (فاعداء اسرائيل هم من حكموا الشعوب العربية بالحديد والنار والمقابر الجماعية، وباسم القدس سيطر الاسلاميين على الحكم فسادا وسرقة للثروات)..

 

ونشير:

(تجربة عقلاء العرب.. ان الحروب مع اسرائيل وسعت حدودها.. ومكنت الطغاة العرب من السلطة)

  ومن يقول (اين العرب والمسلمين ودولهم) نسال.. (الم تحارب تلك الدول اسرائيل ومقابر ابناءهم داخل فلسطين من عراقيين ولبنانيين ومصريين وسوريين وسعوديين واردنيين).. مقابل (ولا قبر لاي جندي ايراني بفلسطين).. وكذلك  الم تستنزف دماء وثروات الشعوب و الدول “العربية” بحروب مع اسرائيل.. فماذا جرى (زادت مساحة اسرائيل).. واخرها عام 1976.. التي سيطرة فيها اسرائيل على القدس..

ثانيا: الجزائر يحكمها رئيس مشلول عبد العزيز بتوفليقة، والسعودية تتعرض لصواريخ ايرانية الصنع يرميها الحوثيين عليهم من اليمن، وتحاصر السعودية من الشمال بمليشة الحشد الايرانية الولاء بالعراق، ومن الجنوب بمليشيات الحوثي الموالية لايران والتي تهدد باجتياح السعودية منذ  اول يوم اجتاحت الحوثي صنعاء وزحفه لجنوب اليمن، وسوريا تعاني الكوارث، ومصر تعاني الارهاب والفقر والديون والبطالة، ولبنان تعاني فقدان سيادتها الداخلية والازمات بسبب حزب الله الموالي لايران، والعراق يعاني من احزاب اسلامية موالية لايران تعيث بالعراق فسادا، وفشلا، اضافة لمشاكل لم يتم حلها منذ عقود وتراكمت.. بالمقابل ايران تسعى لمصالحها القومية العليا بمد ممر بري لها من طهران للمتوسط، ورهن مستقبل الدول من العراق للمغرب بمصالح ايران القومية العليا، بما صرح به روحاني بان أي قرار مصيري من بغداد للرباط لا يمر الا عبر طهران ولمصالح ايران، بكل استكبار ايراني على شعوب المنطقة وتحدي لمشاعرهم.

  ونذكر بان ابطال الخسائر بفلسطين هم الذين رهنوا مصير فلسطين بمصالح انظمتهم الحاكمة.. واولهم جمال عبد الناصر، واليوم يريد من يريد رهن مصير فلسطين بمصالح ايران القومية العليا، لتتاجر طهران بالقضية الفلسطينة، وخير دليل دعمها لحماس التي ترحم زعيمها اسماعيل هنية على بن لادن علنا، وارسال الفلسطينيين للارهابيين للعراق عبر الحدود السورية منذ  عام 2003 باعتراف المالكي الذي اتهم سوريا ونظامها حليف ايران بدعم الارهاب وتدريبه وجذبه من كل دول العالم للعراق عبر الحدود السورية.

  ونشير ما اشار اليه ابو داود القيادي الفلسطيني ببرنامج شاهد على العصر بقناة  الجزيرة الفضائية، بانه في  عام 1967 سارع للذهاب للاردن ثم للقدس،، وما شاهده هو حشود من الفلسطينيين يهربون من القدس.. وعندما يسالهم لماذا ؟؟  يقولون له ان الاسرائيليين احتلوا القدس، وعندما وصل ابو داود للقدس (لم يجد غير دبابتين اسرائليين وبضع عشرات من الجنود الاسرائليين).. وكذلك بان الفلسطينيين كثير منهم باعوا ارضهم للاسرائليين بارادتهم..

   ونكرر بان احد اسباب خسائر الفلسطينيين هم رهن مصيرهم بدول الطوق العربي حول فلسطين، فسلموا مصيرهم مرة لجمال عبد الناصر ومرة لصدام، واليوم يسلم من يسلم مصيره للخامنئي وهلم جر، وتركوا حكمة الزعيم التونسي الراحل بورقيبة والزعيم العراقي عبد الكريم قاسم، في حينها،  فقاسم اكد بان الثقل الاكبر يحمله اهله، أي الفلسطينين وتم اتهامه بالاقليمية والشعوبية لمجرد تصريحه هذا، وبورقيبة طالب بالموافقة قبل عام 1967 على اقامة دولة فلسطينية بالضفتين وقطاع  غزة عاصمتها القدس، وكانت تلك الاراضي بيد (الاردن ومصر).. ورفضها المقبور جمال عبد الناصر المصري.. والذي  تسبب بخسارة القدس على يديه الاثمتين، علما المصريين جردوا الفلسطينيين بقطاع غزة من السلاح عندما كانوا يحتلون غزة، فعندما دخلت اسرائيل لغزة بعد هزيمة المصريين، لم يجد الفلسطينيين سلاح يقاتلون فيه..

 

 سجاد تقي كاظم