قروض الحياة””- زياد السلطاني

 

جميعنا قد سمع بقرض الاسكان، قروض المشاريع الصغيرة، وحتى قروض المتقاعدين، جميعها قروض تستهدف رفع المستوى المعاشي للانسان، جميعها متاحة بين الحين والاخر، وما ان تتاح حتى يبدأ ماراثون جمع الاوراق المطلوبة لاستحصال القروض، كفالة ضامنة، اوراق ثبوتية، والكثير من الامور المعروفة للجميع، لكن انا هنا لست بصدد ان اتقدم بطلب استحصال قرض شخصي، لكن احب ان اتقدم، بمقترح باسم الانسانية، باسم الروح البشرية، عسى ان تصل كلماتي وما اكتب، للشخص المعني الذي بيده القرار، او منظمة إنسانية تتكفل بهذا القرض، ليكون ميثاق شرف لكل دولة من دول العالم تتدعي الانسانية، او تُجانبها على اقل تقدير.

سيادة صاحب القرار المحترم، المعروض امام سيادتكم، مواطن، انسان، روح بشرية، انهكها الالم، نخرها المرض، مرض عضال يسرق من أيامي كما تسرق الثواني والدقائق من الساعات، أهلي، اطفالي، كل من يعرفني، يراقب ملامحي تتغير، يراقب روحي وهي تموت شيئا فشيئا، وليس في يدي حيلة، فيدي قصيرة وعيني ليست ببصيرة، انا لا اطلب قرض لكي اغير سيارتي، منزلي، او حتى لاتزوج مرة ثانية، انا اريد القرض كي اعيش.

لا املك كم الملايين التي يطلبها من بيديه اسباب شفائي، لا املك الشيئ الذي اذا بعته سيوفر لي مصاريف العلاج، فهل ستوافق يا صاحب القرار على منحي قرض من اجل ان تبقى روحي داخل جسدي؟

اعلم بعدم وجود قرض ممكن ان يمنح, ليحمي اطفالي اليتم، لكن بصراحة اعتقد هناك مشكلة حقيقية في منح القروض، جميعها تمنح من اجل توفير سبل وسائل العيش الرغيد، اوليس من الاجدر ان تكون هناك قروض لتمنح العيش؟ لتمنح الحياة.

ختاما سيادة صاحب القرار، اين ماكنت على وجه هذة المعمورة، هناك اناس تصارع المرض فيقهرها، يزهق ارواحا، كان من الممكن لها ان لا تزهق لو توفر لها قرض من اجل العلاج، قرض لا يحتاج الى الكثير من المعاملات او الكفلاء، قرض يمنح لعيش انسان، لينقذ روح، ليحمي عائلة من فقد عزيزها.

اناشد كل ضمير يدعي بأنه حي، اناشد كل مجتمع يتبجح بالانسانية، اناشد كل من له قلب، امنحوهم قررض الحياة، فلا يوجد اصعب من شخص يراقب عمره وهو ينقضي وهو لا يملك تكاليف ونفقات علاجه، اخاطب ضمائر فضلت منح قروض لتسهيل سبل الحياة، واستكثرت منح قروض تمنح الحياة، اين قلوبكم وضمائركم من قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ” مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ” .

اركلوا هذا القانون الأصم الذي يفضل الوسائل على الغايات، والتوافه على المهمات، وامنحوهم الحياة، وختاما لله الامر وأسبابه بيدكم يا أصحاب القرار.