إيران تتحمل مسؤولية قرار ترامب‎ – هاني العامري

لم يكن الحلم الامريكي الاسرائيلي بجعل القدس عاصمة لأسرائيل  ليحتاج سوى تحقق بعض الظروف الموضوعية وإن طال هذا الحلم كل هذه السنين رغم الهيمنة والقدرة العسكرية لكنهم انتظروا اللحظة الحاسمة وأهمها وابرزها أن يقوم أبرز روؤسا الدول العربية المؤثرة بالطلب والاستجداء  من أمريكا ذلك ؟ ومواقفة  الاكثرية الآخرين, وما لقاء ترامب روؤسا العرب في السعودية وعقد اتفاقيات وصفقات بمئات المليارات وقبلها تصريحات ترامب في حملته الانتخابية حينما كرر من تصريحاته بقوله يجب على الدول النفطية أن تدفع ثمن حمياتنا لها خير دليل ؟ ويبدو أن ثمن الحماية لم يكن الأموال فحسب ولكن تجاوز الى ثمن آخر ومن نوع آخر لم يكن من ضمن الحسابات والمخططات المسبقة بل هو تحول وفق تغير الظروف واستغلال غباء وطغيان ايران اللامحدود التي تجاوزت حدودها وحدود المواثيق الدولية والتاريخية والأخلاقية حينما نشطت واحتلت دولاً ومدناً ونشطت اذرعها في كل مكان واضحت بعبعاً مرعباً وقنبلة موقوتة تعامل معها رؤسا العرب بجهل وارتباك ولين وتوسل تارة اخرى ما خلا بعض التصريحات والمواقفة الخدولة والمتأخرة جداً ؟ وهنا كان بيت القصيد الأمريكي لإنتزاع الموافقة والطلب السري باعلان القدسة عاصمة اسرائيل والثمن مقابل حمايتهم وانقاذهم
من الوحش المفترس ايران خصوصا اذا ما عرفنا انه لاتوجد في نفوس هؤلاء وعقولهم اخلاص حقيقي وتمسك رسالي بقضية فلسطين في الظروف الطبيعية ؟ فكيف اذ ما اصبحت القضية الفلسطينة والقدس والتخلي عنها في ظروف عصيبة مقلقة مرعبة ! ونرجع الى ايران لماذا فعلت ذلك وماذا كانت تتوقع من راعي البقر ! وهل غفلت عن الدهاء الامريكي وكيف يتعامل ويستغل المستحدثات بل كيف يتفنن في تهيئة المقدمات والاسباب فكيف اذ ما وفرها الآخرين على طبق من ذهب ؟ وماذا كانت تتصور ايران وزعيمها الروحي الولي الفقيه هل الرهان على الشعارات يكفي ويحقق الغرض كيوم القدس وفيلق القدس وهل الخيار العسكري الذي تتجنبه بكل ما أوتيت من مكر يكفي للحفاظ او استرجاع القدس ؟ أليس الحرب العصرية
الآن سياسية وفكرية وباردة حققت وتحقق مالم يلم يحققه عنفوان وجبرون هتلر من قبل !! إذن ألا تتحمل ايران مسؤولية قرار ترامب والمساهمة الفعلية بصورة مباشرة أو غير مباشرة بتهئية الظروف والأسباب ؟ نكرر الاستفهام هل حصل ذلك عن غباء وجهل فأين الولي المسدد وعلمه بالسياسية !! أم هل حصل عن رضا وتخطيط واتفاق وراء الكوليس وفي الدهاليز المظلمة لإاين الشعارات والإدعاءات القدسية المقدسة والاقصى اولى القبلتين ويوم القدس وفيلق القدس وغيرها!