الثنائي الحائر: برزاني وطالباني! – جان آريان-ألمانيا

أو بلغتنا الكوردية:
Di bee ku: Hevaltiye Quling u Roviye!

إذا كان رئيس حكومة أقليم كوردستان السيد نيجيرفان برزاني ونائبه السيد قبات طالباني يمثلان حزبيهما pdk و ynk اللذين لا يتركان مناسبة او بدونها إلا ويتهمان بعضهما البعض بشتى أنواع التآمر والخيانة على ولبعضهم البعض، فكيف إذا من الحكمة والمنطق ولو قليلا بأن يستمر سير عجلة التحرر القومي الكوردستاني هناك نحو بر المبتغى الشعبي؟!

ألم يخيفنا ذلك كثيرا من التذكير بعودة الصراع الضاري والاقتتال الكوردي الداخلي بين هذين الحزبين سابقا خلال مرحلة الثنائي المتضاد: السيد مسعود برزاني والمرحوم السيد جلال طالباني، وكيفية استقوائهما المعروف بالحكومات الغاضبة والمحتلة لكوردستان ضد بعضهما البعض، ولا غرابة او مبالغة بالقول: أن تلك الارتكابات والسياسات العوجاء كانت تلحق أشد الضرر بمسألة التحرر القومي الكوردستاني بل وكادت أن تسبب تعريب وتشريد وتهديم البقية الباقية من مناطق وشعب جنوب كوردستان وذلك لولا قيام الغرب منذ انتهاء الحرب الباردة السوداء السابقة، لأسباب انسانية ومصلحية استراتيجية آنذاك، بحماية ودعم بعض مناطق جنوب كوردستان والعمل على بناء حكم ذاتي وفدرالي هناك، وذلك رغم تلك المعارك الداخلية والفساد والنهب والهيمنة العائلية لكليهما على اغلب المناصب السيادية المسكينة لسلطات الأقليم، هكذا الى أن حدا بطرف برزاني مؤخرا ولدوافع شخصية وغرورية بأن يخالف ويقفز على توصيات ذلك الغرب الذي نصح جديا بتأجيل الاستفتاء، وبالتالي كانت الكارثة المعلومة الواضحة حتى الآن؟!

هنا، واستنادا الى ما ارتكب من قبل قيادة الطرفين، عندما هاجمت القوات العراقية المعادية قواتهما داخل المناطق الكوردستانية المستقطعة، فاذا بهما تدعوان البيشمركة بالانسحاب او الانهزام /سوى اشتباكات خفيفة مع الجانب المعادي/، وذلك لكونهما يحسبان مليون حساب بامكانية اهتزاز تلك الوجاهات والمناصب الدرويشية ولمصير الملايين المنهوبة وبدأتا منذ ذاك تتوسلان وتلتمسان ليل نهار لدى السلطات العراقية لاجراء مفاوضات الاذعان حتى لدرجة الاعتراف بوحدة العراق والتخلي عن نتائج الاستفتاء المذكور، بينما تهدد وتلح تلك السلطات على التحكم بمطارات وبمعابر الاقليم بل وحتى بالإشراف والإدارة على أمور البيشمركة وإلا التوغل داخل مناطق ومدن الاقليم الاخرى ايضا، فيمكن التصور بأن الثنائي الحائر الجديد او حزبيهما ولتلك الدوافع والحسابات الشخصية سوف يتحاشيان الاقتتال الداخلي والخارجي معا ومهما وكيفما استاء وضع الاقليم وحكمه الذاتي، بل المهم لهما هو مواصلة التمتع والتلذذ بالمنهوب وبالوجاهات والادارة ولو لقريتين باقيتين تحت نفوذهما، هذا وكأن مصالح وقضية تحرر الشعب الكوردي غير معتبرة في أذهانهما، وهكذا سوف تقضيان عقودا طويلة اخرى بذلك الفساد والهيمنة والنهب المليوني وبينما ستظل تلك القضية تراوح مكانها للأسف الشديد!

لذلك كله وفي هذا السياق، من الأهمية بمكان أن يعمل ساسة ونخب شعب جنوب كوردستان على بلورة تنظيم الجماهير للانتفاض وللمطالبة باحداث تغيير ديموقراطي يلبي طموحاته التحررية المشروعة والعدالة الاجتماعية الممكنة من جانب وكذلك التناسب مع خطط الغرب واستراتيجيته في المنطقه على قاعدة المصالح المتبادلة وليس المخالفة مع توصياته من جانب ثان، وإلا مزيدا من النكسات والهزائم ودون تحقيق شيء مهم يذكر.