مَرحلةُ المُراهَقة فَترَةُ إنتِقالٍ مُهِمّةٌ في تَكوينِ شَخصيةِ الطِفلِ المُستَقبَليّة- ياووز عزت

 

في هَذهِ المقالةُ أُحاولُ الأشارة ِالى بعضِ المفاهيم المهمة للأسبابِ التي تُثيرُ هيجانِ المراهقِ، والتي يَجبُ على العائلةِ إدراكها للتعاملِ الصَحيح مع الطفل المراهق لما له من أثرٍ مُهمٍ في تكوين شخصيَته المُستقبلية وكذلك لتخفيف المتاعب المُحتملة من على كاهل العائلة جراء التعاملِ الغيرِ الصَحيح مع الطفل المراهق

يُؤكدُ عُلماءَ النَفسِ بأنّ مَرحلةَ المُراهقةِ لَيست ثَورة في فَراغ ولكن فَترة تَحضير للأنتِقالِ مِن مَرحَلة الطفولة كأهم مرحلة في حياة الطفل حسب تصورات فرويد، الى مرحلة مهمة اخرى هي مرحلة البُلوغ. وفَترة التحضيرهذه تتخللها جُملة من الخِلافات الناتِجة جَراء التَغيرات المُفاجئة في بُنيَةِ الطفل وطريقة تفكيره وتعامله مع المحيطِ من حولهِ لتترُك تأثيراتها الدائمية في تكوين شخصية الطفل، وحسب تقدير عُلماء النفس انه من الممكن احتواء هذه الخِلافات و توجِيهها الوجهة الصحيحة لأجتياز هذه الفترة بنجاح اذا ما ادرك العائلة اسباب حساسية الطفل خلالها وتَزودوا بِمَفاهيم التعامُلِ الصحيح مع الطفل المُراهقِ وأحتياجته في هذه السنين العصيبة. ويتفقُ مُعظم عُلماء النفس على اهمية مرحلة المراهقة كونها مرحلة تحضير لما بعد الطفولة حيث يؤقلم خلالها الطفل للأنتقل الى مرحلةِ البُلوغ للنُزول بهويتهِ الشخصية المُتميزة الى حَلبةِ الصراع في الحياتِ من اجلِ البقاء. مع التركيز على طُرق التعامُل الصَحيح للوالدين في هذه الفترة لما لها من دورٍ كبيرٍ للمُساعدة في اجتياز هذه المَرحلة بِسلام، والتي قد تُبقي تأثيراتها الدائمية في شَخصية الطفل والتي تتبلور مِن خلالِ اواصرِ العلاقاتِ العاطفية للطفلِ مع العائلة ومع المحيط.

ويُشيرُ علماء النفس على جُملة من التغيرات مع الاقتراب في الدخول الى سن المُراهقة مع ظهور نوعين من الية الدفاع الذاتي وخاصة مع الاولاد أثر تفاعلين مُتناقضين على تكوينِ شَخصية الطفلِ. ورغم اختلافهم في كنهِها وفي تسميتها إلا أنهم يَتفقون على كون هذهِ التغيرات المُفاجئة وتأثيراتها المُتناقظة سَبب مُهيج لدواعي القَلق لدى الطفل وتَتَحكمُ في تصرُفاته وفي طريقة تعامله مع مُحيطه. فَهذه آنا فرويد مثلاً تُخالفُ والدها فرويد الذي حَصرالمُؤثرات المُهمة في بناء شخصية الطفل الى نِهاية السِنين الثَلاثةِ الاولى من عُمر الطِفل والتي فَسرها في طريقة اعتمادهِ التام لوالديه من اجل البقاء، وفي رغباته الجنسية نحواحدهم ومحاولاته الانتقامية منَ الاخرِ في نظريته الشهيرة المعروفة بعقدة اوديبوس التي استنبطها من اسطورة أوديب اليونانية. بينما تولي آنا اهمية كبيرة الى مرحلة المراهقة كفترة مهمة ايضا في تكوين شخصية الفرد المستقبلية. ففي نظريتها تُفسر اسباب الصراع النفسي للطفل مع بدايات الدُخول الى سِنِ المُراهقة التي غالبا ما تَنحصر بين الاعمارمن 11 سنة الى 18 سنة، باليتين مِنَ الصِراعِ النَفسي وهما التَهذيب الذاتي حيث يغلقُ المراهقُ نفسهُ من جَميعِ تَجاربِ المُتعةِ وفعالياتِ السُرور، والعَقلانية حيثُ تُناقشُ وتُقرأ المواضيعُ من مُثيراتِ القلقِ بكثرة وخاصةً ما يتَعلقُ بالمُتعةِ التي كَبح نَفسهُ عنها من دون دراية. فعلى سَبيلِ المثال لا الحصر، فبينما يَمتنعُ المُراهق عن ممارسة الجِنس يبحثُ في  المجلاتِ الاباحية عن الصور الاباحية للاطلاعِ عليها ومناقشتها مع أقرانه.

وأما بلوس “فيطلقُ مُصطلح التَميز الثاني” ويَظنُ بأن بناء شخصية الفَرد المُستقبلية تتأثر ببوادرتفاعُلين مُختَلفين احداها امتداد لمرحلة الطفولة الأولى، حيث يُعلن المُراهق كونَه لايزالُ يعتمدُ على عائلتهِ في مُجادلاته مع الحيات. و في الثانية يُظهرُ بوادرانفعالٍ ناشىءٍ جديد يحُثهُ على التَخلُصِ من قيودهِ العائلية و مفاهيمه الاخلاقية التي نشأ عليها لأستبدالِها بعلاقات صداقة وولاء مع اقرانه حيث يتبادل معهم الافكار والاحاديث والميول والرغبات في مواضيع شتى لترسيخ الروابط القيمة معها.

ووفقاً لأراءِ النظريتين اعلاهُ يمكن الأستنتاج بأن فترة المراهقة فترة عصيبة في حيات الطفل حيث تتقاذف مشاعره التأثرات الناتجة جراء التغيرات الطارئة له، وعليه  يؤكد علماء النفس بأختلاف مدارسهم بأن العائلة الناجحة تكون في سعي دائم لخلقِ تَوازنٍ في الاواصر بينها وبين الطفل المراهق توازي وربما تفوق روابط العلاقات للطفل مع الخارج والمُحافظةِ عليها مع عدم المُحاولة في ارغام الطفلِ في كَسرِ اواصر علاقاتهِ مع اصدقائه. وكما تُهيء البيئة المُناسبة لأواصر صداقة بينهُ وبين العائلة أكثر جاذبية من ارتباطاتِ الطفلِ الخارجية مع أصدقائه. وبِذلك يُقلل نكبات التأثير الخَارجي مع المُحاولة في استقرارالتوازن في العلاقات العائلية والحافظة على المفاهيمِ الاخلاقية التي نشأ عليها.