ربـــع دولار $ – سجاد ياسين

ربـــع دولار $ – سجاد ياسين

– ألزموهم بما ألزموا بهِ أنفسهم , كتاب التربية الإسلامية للصف السادس الابتدائي يتألف من خمس وحدات , وكان من المؤمل أن يمتحن ولدي في الوحدة الثالثة لكي يتمكن على أثره من إنهاء الفصل الأول والاستعداد لامتحانات نصف السنة .

– وأنا اختبر حفظهُ و ذكائه مررتُ بحديث نبوي شريف عن ( تحريم السرقة ) يقول [ لعن الله السارق ] , بينما في نهاية الصفحة هناك حقل لمعاني الكلمات …. يعطي المدلول التفسيري لمعنى ( العن ) الوارد في الحديث , وقد جاء بمعنى ( الطرد من رحمة الله تعالى ومن كل خير) …… بينما كان مدلول ( السارق ) هو كل من يأخذ أموال الناس وحاجياتهم من دون علمهم ورضاهم أو يعبث بها .

– وعندما وصلنا للزبدة ( أهم مايرشد إليه الحديث ) تفاجأة بنقاط سبع :

1- السارق مطرود من رحمة الله تعالى ولاينال الخير .

2- السارق منبوذ في المجتمع ولا يحبه ولا يحترمه ولا يثق به احد .

3- يعاقب القانون السارق على سرقته .

4- السرقة تنشر الرعب والجريمة في المجتمع .

5- الله تعالى يعاقب السارق في الدنيا والآخرة .

6- النسب والجاه لا تحمي السارق من العقوبة في الدنيا ولا تحميه من غضب الله تعالى .

7- المسلم أمين ونزيه بعيد عن السرقة .

– إننا كمسلمين علينا التحلي بالخلق القويم وبالنزاهة والأمانة , لهذا وبعد يوم طويل وشائك من السأمة والكسل والفترة في تغير الحال , وقع ناظري على فرضية الربع دولار $ في عالم النت الافتراضي , وكان جدولا رقميا بحتا خاليا من المشاعر , ولكن عند قراءتهُ ينتابك كم هائل من المشاعر والأحاسيس المختلفة على حجم الغبن والضياع والبأس الذي نعيشه عموما , وأنا ناظر إلى المعين أو ما يعرف بالأجير اليومي صاحب الامتياز العقدي ب 90 ألف بالشهر , لذلك أنا فكرت إذن أنا موجود رحم الله ديكارد , لانهُ من تساوى يوماه فهو مغبون ومن كان أمسهُ أفضل من يومه فهو الخاسر الأكبر .

– إنها ليست معادلة أو فرضية كفرضية دوبرولّي على تصور نظرية بور , ولا ادعي إني خارقٌ حتى أبطلت ما جاء بهِ شرودنكر من إبداع في معادلته على الإلكترون الموجه في ثلاث أبعاد ؛؛ بل هو حساب عرفي يمكن أن يأتي به صاحب أي ( تكية أو بسطيه أو علوة سمك او مخضر ) … والسؤال أين يذهب النفط وكيف يجمع الربح والوارد قياسا بالصادر ؟؟؟

– العراق يصدر 3.800.000 برميل يومياً …… الدولة رفعت الميزانية لسنة 2018 باعتبار البرميل / 45$ دولار صافي للدولة …

– لو أخذنا ( 25 ) سنت من هذه ال 45 $ دولار ( يعني ربع دولار من كل برميل ) …. واعتبرنا تعداد سكان العراق 40.000.000 مليون نسمة …. وقمنا بضرب ربع السنت بعدد البراميل المصدرة  … 0.25 × 3.800.000 = 950.000 $ ( تسعمائة وخمسون الف دولار يوميا ) .

– وعند تحويل سعر الدولار مقابل الدينار العراقي  1250 × 950.000 = 1.187.500.000 دينار عراقي

( مليار ومائة وسبع وثمانون مليون وخمسمائة ألف يوميا ) .

– ألان نقسم العدد السابق على تعداد الشعب العراقي حتى نستخرج حصة كل مواطن

1.187.500.000 ÷ 40 مليون عراقي  = 29 ألف و687 دينار وهي حصة كل فرد باليوم .

– أما حصة الفرد كل شهر  29.6875 × 30 يوم = 890625 ( ثمانمائة وتسعون ألف دينار عراقي شهريا ( حصة كل فرد عراقي بالشهر ) .

– فهل صحيح إن رواتب الموظفين تنهك كاهل الدولة , ناهيك إن نصف الشعب ليسوا بموظفين … هذا كله ونحن قد أغفلنا باقي المصادر والثروات من السياحة والمطارات والكمارك والعتبات المقدسة والضرائب والنقل ووو .

– كل هذا الخير وسعر البرميل 45 $ دولار … أما عندما كان 140 $ دولار  …

فتذاكر النسيان باهظة الثمن .

 

الكاتب

سجاد ياسين