انتصار التظاهرات الايرانية – هاني العامري‎

من زاوية أخرى ننظر بعين الانتصار المعنوي والخطوة الأصعب في تاريخ الشعب الايراني بغض النظر عن النصر الواقعي بزوال الحكم الطاغي في إيران ..حققوا نصرا عظيما وفق الظروف والمعطيات حينما خرجوا محتجين متظاهرين لأنهم يعرفون ما ذا يعني خروجهم وما يترتب عنه من ظلم وقمع ووحشية وهذا يكشف عن مدى حجم معاناتهم ونفاذ صبرهم على الظلم وكما يقول المثل اشجابرك على المر غير الأمر منه ؟وفوق كل ذلك حينما قرروا بشجاعة فائقة سحق وحرق صور خامنئي وتمزيق وتهديم الجداريات التي تحمل صوره نفق على بناءها من مال الجياع ؟ وهذه الخطوة وحدها نصر مستقل لما سبب بانهيار حاجز الخوف والرعب والتمهيد مستقبلا وتشجيع النفوس المترددة ..ومن رؤية أخرى هذه التظاهرات كشفت بالعين اليقين ازدواجية نظام الملالي وكلهم بمكيالين حينما يتظلمون ويتباكون على شعب البحرين مثلا حينما خرج متظاهرا على نظام حكمهم وتدخلوا بصورة مباشرة وغير مباشرة ونعتوا الحكم هناك بأبشع الأوصاف ؟واليوم نفس شعبهم يثور عليهم ويقمعنونه بوحشية ويصدر الفتاوى التكفيرية بحقه كمحاربة الله ويشنون حرب اعلامية ضد من ايد هذه التظاهرات من الخارج واعتبروه تدخلا سافر وقحا. .وهو ذات العيب فيهم ؟؟ وهذا بحد ذاته نصر ومكر إلهي وتخطيط غيبي لفضح النفاق والنوايا الخبيثة ؟ أما دعوتهم للخروج بتظاهراتهم مؤيدة للنظام وضد تظاهرات الرفض والاستنكار فهذا نبأ يحكي عن ارتباك النظام والحرج الشديد الذي فيه لتغطية ما كانوا يتسترون عليه ويصورونه للعام بأن النظام مؤيد وملف حوله كل الشعب .؟وأيضا لهم مآرب أخرى منها إعطاء الضوء الأخضر لقتل وقمع كل المحتجين وفيهم عن الآخر بحجة وحكم الشعب المتظاهر المؤيد ويوجد تفكير أبعد من ذلك أقل مايسمى شيطاني …فهم يبغون صراع واقتتال الشعب فيما بينه وليقتل من الطرفين ما يقتل والنتيجة إدخار ماينفق عليهم وهم احياء في ظرف اقتصادي قاهر وشديد ؟