علي الحسيني. – نظرة جديدة وسط الأفكار.‎

من الواضح ان الشباب العربي، متجه وبقوة لتقليد الغرب بكل شيء، بالمأكل، والمشرب، والملبس، والعادات والتقاليد، وحتى الأخلاق والثقافة، فيبدو أن بعض الأفكار المستوردة البعيدة عن واقعنا، تكون هي العلاج الامثل، من وجهة نظر الشباب هذه الأيام، لنأخذ هذه النظرة الشبابية، ونستثمرها من جانب آخر، مع الاستغناء عن سلبيات هذه النظرة.
  كلنا نعلم إن مجتمعنا العربي المحافظ، بعيد كل البعد عن المجتمع الغربي المنفتح، لذلك يعتبر التطابق والتشابه بينهما شبه معدوم، وهذا ما يفرضه الواقع، من هذا المنطلق الصعب، سنضع استفهام صغير، وهو كيف يمكننا أن نستثمر شيئا من هذين المجتمعين، بعد ما ذكرناه من إختلاف وتباعد بينهما، هناك جوانب كثيرة في المجتمع الغربي متقدمة علينا بكثير، هذه الجوانب الإيجابية الكثيرة في المجتمع الغربي، لم نلاحظ قيام أي منظمة او حزب او مؤسسة او حتى الحكومة من توجيهها او استثمارها لمصلحة البلاد او المنطقة بشكل من الأشكال، ما خلا التوجه والطفرة النوعية التي قام بها تيار الحكمة الوطني في هذا المجال.
  لقد قام هذا التيار بحركة تنشيط وتطوير للشباب، بتوجيه من قيادته المقبولة لدى الجميع المتمثلة برئيسه عمار الحكيم، الذي يعتمد على الشباب ويعتبرهم اللبنة الأساسية للمجتمع، عن طريق تشجيعهم وحثهم على التطور والتقدم في كافة المجالات، مما أدى لخلق أفكار جديدة، تستقطب كل حداثة وتطور من المجتمع الغربي، بشكل يخدم البلاد، ويُقَدَم للمجتمع عن طريق الشباب الواعي العلمي المثقف.
  لقد قدم عمار الحكيم عن طريق تياره الجديد، خدمة عظيمة لهذا الوطن، وللشباب أيضا، حيث انه صنع في فترة قصيرة روح شبابية انفجارية طامحة، إذ اننا نلاحظ شباب يتسابقون لتطوير أنفسهم، وهذا التطوير تعود مكاسبه للبلاد، إن وطن لديه شباب متعلم ومثقف ومتطور الأفكار، سيكون وطن متعلم ومثقف ومتطور الأفكار، وهذا كله يصب في خدمة العراق، إذ ان كل شاب يتفرغ للتعلم ولبناء ذاته، سيبني بلده من خلاله بكل تأكيد، وهذا هو بيت القصيد، فلو فعلنا هكذا فأننا سننتزع شبابنا من التفرغ والتقليد إلى التسابق

 والإنجاز.

  سيكون لدينا شاب واعي يأخذ من الغرب أفكارهم المتطورة على كل الأصعدة، ويتسابق معهم لخدمة وطنه، لا يقلدهم بالأمور التافهة فقط، التي تؤخرنا عن العالم وتشغل شبابنا عن العلم والتطور، فلو وجد الشاب نفسه مشاركا في صنع القرار، وفي قيادة الأمة، ومسؤولا يتحمل أمور عظيمة وجسيمة، فهو بهذا سيخرج من دائرة الأتكال، ليدخل في صلب العملية السياسية، بما فيها من فروع وتوابع، فهو سيرشح الوزراء، وهو سيكون مسؤولا، وهو الذي يتحمل اي إخفاق، وبهذا سيكون مشاركا وليس مجرد ناقدا متذمرا. 
  اقولها وبصراحة لقد لاحظت وبمحض الصدفة، أن تيار الحكمة الوطني أصبح مثل خلية النحل، التي تعج بالشباب النشيط المجد، بين داخل وخارج، هكذا تجري الامور وكل شاب منهم يحمل هموم وطن، يتسابقون نحو النجاح، وكلهم طموح للوصول لغايتهم التي استشفيتها من أجوبة بعض الشباب، أن غايتهم نبيلة تفوق المصلحة الشخصية، فقد أخذوا جوهر القضية ولبها، ألا وهي المثابرة والضمير والإخلاص للوطن، وهذا ما تميز عنا به الغرب، وهذه الروح الكامنة في شبابنا فجرها الدافع المعنوي الكبير الذي قدمه تيار الحكمة الوطني للشباب، بتمكينهم من القيادة والمشاركة في صنع القرار.