الى رفيقاتي ورفاقي في الاتحاد الديمقراطي – دانا جلال

في البدء كانت الكلمة. الكلمة دون أن يكتبها أحد خرافة مُطلق.

في البدء كانت الثورة. الثورة دون أن يطلقها ثوري اضغاث حلم.

في البدء كان الحلم. الحلم دون ليل وحالم، مطلع قصيدة لم تُكتب.

في البدء كان العشق. العشق دون طرفيها ضلالة وتضليل.

لكم وأنتم الكلمة وفعلها المعرفي. لكم وأنتم الثورة والثوري. لكم وأنتم الحقيقة بعد رحلة حلم وتاريخ ليل كوردي.

قبل أيام أخبرني ابني برزان وهو فرح وفخور بانه التقى عائلة كوبانية وساعدهم وقال لي: والدي المأخوذ بعشق روج آفا، التقيت بعائلة الهفالان وساعدتهم. قلت له: من أجلي. قال: ليس فقط، بل لأني شعرت ومن خلالهم بالفخر امام زميلاتي وزملائي السويديات والسويديين باني كوردي.

أنتم وما أنتم الا قناديل تاريخنا، ومدنكم بقامة العاصمة قنديل فخر لكل كوردي.

 جعلتم الكورديي يكف عن ترديد المقولة التي دفعنا ثمنها كثيراً (ليس للكوردي غير الجبل). قلتم: للكوردي مدن ملحمية ككوباني، ومدن للعشق والجمال كقامشلو، ومدن من الزيتون كعفرين، ومدن هي البدء والنهايات كديريك، ومدن من قصيدة كعامودا.

لقد اكتشفتم ان الكوردي قادر على كتابة ملحمته في المدينة بعيداً عن الجبل.  

في لعبة الامم على صعيد الحكومات، وصراع الأمم على صعيد الدول، كدنا أن نسمع النبضة الأخيرة للأممية والنضال المشترك واخوة الشعوب. 32 شهيدا امميا استشهدوا في روج آفا. لكم الفخر بالانتماء لهذا الحزب لأنه احيا الأممية وأخوة الشعوب في زمن اللعبة والصراعات العبثية.

هناك نقاش بحقيقة الحقبة الاماوزنيات. اكانت حقيقة ام نسيج خيال وحلم انساني بتأنيث الثورة من اجل تحرير الرجل قبل المرأة. لكم الفخر بتأنيثكم للثورة، فمشاركة الروج آفائيات في النضال الثوري المسلح وعبر التاريخ وفي كل الثورات لشعوب معمورتنا لا تقارن بغيرها.

 روج آفا هي الصغرى في واقع الأجزاء المجزئة مرة أخرى في الجنوب. في روج آفا شعب ملحمي والصنف الكريم بعطاءه لكل الاجزاء. تجدهم وتجدهن في كل معاركنا وجبالنا ومدننا الكوردستانية.

حزبكم المُتَّهم من قبل أحزاب تحمل اسم وشعارات كوردستانية هو كوردستاني في الساحة وليس في الفضائية والإذاعة.

رأيت روج آفائية ورفيقتها الباكورية في خانقين يحملن السلاح للدفاع عن المدينة حينما هاجمها الدواعش. جميلات وزاد جمالهن البندقية وميدالية اوجلان.

في مأزق كوردي وحصاره الجغرافي اكتشفتم الحقيقة. نزغتم ثوب الفكر القومي الضيق وأطلقتم لحقوق شعبنا اجنحة الديمقراطية من خلال مشروع الكونفيدرالية الديمقراطية والأمة الديمقراطي لتجسدوا بذلك فكر القائد اوجلان على الأرض.

ان منعني المرض بتلبية دعوتكم الكريمة بحضور مؤتمركم في هولندة، وقبلها القدر بتلبية دعوة الحج لروج آفا والطواف حول قامشلو وديريك كوباني وعفرين أقول: إني معكم، لأنكم بمثابة النبضة من القلب وروج آفا لابد منها وان طال السفر… اليس كذلك رفيقي المُعبق بالثورة نواف خليل.