المحطة الغربية- مصطفى محمد غريب

غادرتُ قاطرة الذهاب

ونويتُ أن أراقب الكلام

عجبتُ من نفسي ومن نفسي خشعتْ

وقلت إني جالسٌ هنا

ابحث عن وجهٍ بلون الأقحوان

لعله يمر فجأةً

فأستغيثُ بالزمان

أشيعُ ناظري واترك المحطة

لكن وجهي ظل كالمسمار في حجر الصوان

يلوح كالعنقاء من بعيد

كطائر الإسفار في انبعاثهِ الجديد

لا ريش لا جنح ولا منقار في الهبوب

في دربه المركون

يلوح  كالثعبان

كهيكلٍ مستهلكٍ مرعوب.

يا صاحبي.. هذا القطار لن يمر في المحطة الغربية

لأنني مسمار جحا المستميت

ولأنها صارت من الآثار في الغبار

والسكة الحديد

تلك التي كانت تصل كركوك أو أربيل

قد تم خلعها، وباعها سعدان* ديننا الجديد

 في المزاد..

وهدمت نوافذ البناية العتيقة..

يا صاحبي .. صبرتُ لا انوي الذهاب

وإنما الرجوع

لكنني مصر في المحطة القديمة

 استحلب الوجوه

من كان يا مكان

ومَنْ عَزَفْ في الدوران

ومن تركْ عرافة السؤال

أين صفت أجسادنا البرهان في معالم الزمان؟

***

يا صاحبي قدمت من خلف المنازل العتيقة

كي اثبت البرهان

وقادني شراع عنكبوت

للساحة الصغيرة

رأيتُ سعداناً على الشعار

فقال لا تحزن على رؤاك

أصعب ما عندي غباك

وأنت تبحث عن جناح

كأنها، ضلوع شرع الكفاح

ها أنني يا صاحبي في ساحة المحطة الغربية

كالنصب من حجر الصوان

انتظر الإشارة

1/1/2018

* السعدان نوع من القرود الصغيرة الحجم