الشعب يريد حكومة الاغلبية السياسية  لا حكومة المحاصصة – مهدي المولى

اي نظرة موضوعية للتحالفات الانتخابية تؤكد  انها تسير  نحو حكومة المحاصصة اي الجميع تحكم والجميع تعارض  يعني استمرار الفساد وسوء الخدمات  وسرقة المال العام واستمرار نزيف الدم  العراقي

فالقضاء على الفساد واستغلال النفوذ وبناء العراق لا يمكن ان يحدث بالوعظ والارشاد  وانما بخلق آليات جديدة وصنع ظروف جديدة وهذا لا يمكن الا  بحكومة الاغلبية السياسية اي الاغلبية تحكم والاقلية تعارض  اي ينقسم اعضاء البرلمان الى جهتين قائمتين قائمة تحكم  وفق الدستور وقائمة تعارض وفق الدستور

لا يمكن للحكومة مهما كانت ان تنجح في مهمتها وتحقق رغبات الشعب الا بوجود معارضة  صادقة ومن هذا يمكننا القول ان  للمعارضة الصادقة النزيهة دور فعال في تحقيق  احلام وآمال الشعب  يفوق  حتى دور الحكومة  لانها تراقب اعمال الحكومة مراقبة دقيقة  وتنبه وتحذر من اي خطأ اوسلبية وتحاسب  وتعاقب  من يحاول او حاول  ان يخطئ ان يفسد لهذا تقل الاخطاء والسلبيات والمفاسد    وهكذا يمكننا خلق مسئولين صالحين ووضع طارد للفساد والفاسدين   فالمعارضة تبحث عن اي خطأ وعن اي عنصر مخطئ وعن سلبية وعن اي عنصر سلبي وعن اي فساد وعن اي عنصر فاسد   وفي نفس الوقت تحاول عناصر الحكومة ان لا تخطئ حتى مجرد خطأ غير مقصود  وبالتالي يسود الحق والعدل  فيشعر المواطن العراقي بالامن وانه مواطن  محترم ويثق بالحكومة وانها في خدمته ومن اجلها

على خلاف حكومة المحاصصة حكومة هي التي تحكم وهي التي تعارض واثبت ان المعارضة من اجل  مصالح اعضاء الحكومة الخاصة فاذا السني مثلا سرق مليون دينار فالمسئول الشيعي لا يكشف سرقة المسئول السني ويحيله الى القضاء بل يقوم بسرقة مليوني دينار والكردي يقوم بسرقة ثلاثة ملايين دينار  وبالعكس حتى فرغت   خزينة الدولة وتلاشت ثروة العراقيين وهكذا قسمت الكعكة بينهم واذا حدث خلاف وصراع واحدهم يتهم الآخر بالفساد بالعمالة لا يعني احدهم امين  صادق ونزيه والآخر لص  كاذب بل ان الجميع لصوص كاذبون  لهذا لم يلق القبض على اي لص فاسد طيلة اكثر من 14 عاما بل لم يحال سياسي واحد من قادة عصابات السرقة والفساد

رغم ان الكثير من السياسيين وعدو  الشعب بحكومة الاغلبية السياسية وانهم لم ولن يقبلوا بغيرها    وهذا يتطلب من الذي وعد بحكومة الاغلبية السياسية  وسعى من اجل تحقيقها اذا حصل على الاغلبية بشكل الحكومة واذا لم يحصل يشكل  المعارضة فحكومة الاغلبية السياسية تتكون من صورتين صورة المعارضة وصورة الحكومة    ووجود المعارضة هي الدليل والبرهان على وجود الديمقراطية في البلاد والحكم ديمقراطي وعدم وجود المعارضة  دليل على عدم وجود الديمقراطية والحكم استبدادي  دكتاتوري

من هذا يمكننا القول

ان وجود معارضة  يعني وجود ديمقراطية وتعددية يعني وجود حكومة صالحة ديمقراطية خادمة للشعب

وعدم وجود معارضة دستورية يعني  عدم وجود اي نوع من الديمقراطية وان الحكومة فاسدة مستبدة دكتاتورية

وعلى الشعب ان يرفضها ويعلن الحرب عليها لانها غير شرعية

يظهر ان المسئولين  رفعوا شعار حكومة الاغلبية السياسية  بالنسبة لبعض السياسيين كان مجرد شعار للتضليل والخداع ليس الا لم يفهمها الفهم الصحيح  لا يدري ان حكومة الاغلبية السياسية التي تشكل من اكثرية تحكم وتعارض تراقب وتحاسب وتعاقب فاتضح له  ان حكومة الاغلبية السياسية ستحول بينه وبين رغباته الخاصة كما ستكشف سلبياته ومفاسده وربما سيحال الى العدالة وربما ستكون عقوبته  السجن مصادرة امواله المنقولة وغير المنقولة  وربما تصل الى الاعدام

لا شك ان هذا هو السبب الرئيسي الذي جعل هؤلاء السياسيين التراجع عن شعاراتهم  التي تدعوا الى حكومة الاغلبية السياسية