الملاحظات العشر في جينوسايد الايزيدية- حسو هورمي

منذ اول مظاهرة نظمت امام البرلمان الاوربي في بروكسل بتاريخ 2014.08.08 للتنديد بجرائم داعش والمطالبة بانقاذ مايمكن انقاذه ونحن في تفاعل مستمر مع هذه القضية ،حيث قمنا بزيارات كثيرة الى عواصم العالم والى مسرح الجريمة في شنكال وسهل نينوى ضمن وفود دولية واللقاء بالكثير من صناع القرار العالمي والمشاركة في مؤتمرات دولية ومحافل اممية ،فضلا عن نشر ثلاثة كتب عن داعش والابادة الجماعية للايزيديين ( الفرمان الاخير 2015،الطفولة المفقودة 2017 ، عن جحيم الدولة الاسلامية 2017) وكتاب اخر ينتظر الطبع ،لذا اصبح عندي تراكم في الروئ والملاحظات والمعلومات حول راهن الايزيديين ووضعهم مابعد قدوم داعش وهنا اقول وباختصار ودون تصفيط ورص كلمات كثيرة ،معاناة النازحين وضحايا داعش مستمرة وخوفي ان تتحول مخيماتهم الى دائمية على شاكلة المخيمات الفلسطينية في سوريا ولبنان ،وعدم وجود خطاب ايزيدي موحد تجاه قضيتهم والتعاطي السلبي للنخب الايزيدية للملف ودون أخذهم بعين الاعتبار التحولات والمتغيرات الواسعة التي دخلت على الوضع العراقي ( بغداد – اربيل) والإقليمي والدولي منذ اغسطس 2014 ادى الى ظهور ازمة ادارة وفقدان الثقة واستمرار الهجرة في ظل غياب تنسيق مثمر بين الفاعلين والناشطين في الداخل والخارج ووجود مرتزقة وظفوا القضية برمتها لصالحهم الشخصي وعدم استثمار وسائل التواصل الاجتماعي والوسائد الاعلامية ، ايجابا في خدمة القضية ،بل العكس هو مايحدث ……الخ ،كل ماذكرته اعلاه ظاهر للعيان وعليه وَجَب وضع الملاحظات التالية :

1. بخروج العراق من البند السابع لميثاق الأمم المتحدة، بقرار مجلس الأمن المرقم 2390 في 8 ديسمبر 2017 ،فقدنا نحن الاقليات فرصة ثمينة في قيام المجلس باحالة ملف داعش وجرائمه الى المحكمة الجنائية الدولية اثر طلب احدى الدول الاعضاء الخمسة وهذا ما لم يحدث .

2. عدم قيام الحكومة الاتحادية في بغداد ولا وزارة الشهداء وشؤون المؤنفلين في حكومة اقليم كوردستان بفتح المقابر الجماعية وتوثيق الادلة بشكل علمي وقانوني وبحسب المعايير العالمية وحمايتها .

3. غياب ضمان المساءلة وإنهاء الإفلات من العقاب، وعدم محاسبة المقصرين في سقوط شنكال ” سنجار” و المتعاونيين مع داعش .

4. لم يعقد جلسة استثنائية لبرلمان كوردستان من اجل مناقشة ما تعرض له الكورد الايزيديين في قضاء سنجار وغيرها من ابادة جماعية على ايدي تنظيم الدولة الاسلامية . ( سؤال برسم النائب شامو شيخو ).

5. عدم تعويض المتضررين و ذوي الضحايا والناجيات والمخطوفين ورد الاعتبار لهم وانصافهم من خلال تشريع قانون او قرار خاص من مجاس النواب العراقي .( سؤال برسم كلا من النائب فيان دخيل والنائب حجي كندور ).

6. عدم وجود تعاون ملموس من الحكومة العراقية مع الامم المتحدة والمنظمات الدولية في تدويل جرائم داعش.

7. نجحت بعض النفوس الايزيدية المريضة في تقزيم قضيتهم وحرف بوصلتها من خلال ضرب الرموز والفاعلين على الصعيد الدولي والمحلي والتقليل من شأن المتعاونيين والمتعاطفين وبهذا فقدنا الكثير من الاصدقاء والزملاء في المجالات الاعلامية والدبلوماسية والتوثيقية والاغاثية…….الخ.

8. قيام بعض الشخصيات والمنظمات بالاتجار بموضوع الناجيات والمختطفات من خلال جمع التبرعات في اوروبا وامريكا وكندا وظهور نمور من ورق تعتاش على معاناة الايزيدية .

9. فضيحة الفساد الموجود في ملف تسفير الناجيات الايزيديات الى المانيا عام 2015 اثرت سلبا على مستقبل باقي الناجين والناجيات حيث تراجعت حكومة المانيا عن استقدام المزيد منهن الى المانيا لغرض التاهيل (سؤال برسم كلا من الناشط ميرزا حسن دنايي الذي ينتحل صفة الدكتور والطبيبة نغم نوزت ).

10.قيام رئيس حكومة اقليم كوردستان بانشاء ودعم مكتب لشؤون المختطفات والمختطفين ،خطوة جيدة وفي الطريق الصحيح واحصائيتها عن الخسائر وضحايا الجينوسايد ، اعتمدت بشكل رسمي من قبل الامم المتحدة وتمويل عمليات تحرير السبايا من قبضة داعش جاري بالضافة الى مساعدة الناجيات والناجيين في الحصول على الاوراق الشخصية الثبوتية ،وان كنا نتمنى من الجهات المعنية في الحكومة العراقية ايضا بدعم المكتب .

ملحوظة : نشر هذا المكتوب في العدد الحادي عشر من جريدة روز ارتيكال _ دهوك بتاريخ 17 يناير 2018