دعوة للسريان الآراميون في العراق بِعدم المشاركة في الإنتخابات البرلمانية القادمة لعَدم وجود قوائم مستقلة تُمثلهم – وسام موميكا

دعوة صريحة وواضحة أوجهها لأبناء شعبي السريان الآراميون في العراق لأجل أن لايقعوا في مَصيدة القوائم الإنتخابية الكلدانية والآشورية وتُستَغل أصواتهم من خلال هذهِ الإنتخابات بِشعارات رَنانة وكاذبة كما حَصَل في الإنتخابات البرلمانية السابقة بحجة أننا شعبٌ وأمة واحدة أو بالأحرى تكون اللعبة مُختلفة هذهِ المرة وأن القوائم هي مسيحية ومرشحيها مسيحيين ، كما أن محاولات وسعي رؤوساء ومرشحيي هذهِ القوائم للتأثير على عواطف ومشاعر شعبنا السرياني الآرامي هذهِ المرة لن يكون كسابقاتها وخاصة ماأثبته فَشل البرلمانيين السابقيين والحاليين المحسوبين على شعبنا ، هذا الشعب السرياني المسكين الذي عانى منذ ٢٠٠٣ من الإقصاء والتهميش وهضم كامل حقوقهِ القومية وحرمانهِ من ممثلييه الحقيقيين لتمثيلهِ ضِمن مفاصل الدولة العراقية بِسبب تآمر الجميع ضد تطلعاتهِ القومية المشروعة ، ومن ضِمنهم الحركة الديمقراطية الإشورية برئاسة السيد يونادم كنا حتى قاموا بإلغاء وإقصاء السريان من الدستور العراقي !

ولأسباب كثيرة ومتعددة نحن الكتاب والسياسيين القوميين السريان الآراميون منذ أن بدأنا بالكتابة والنشر لتدويل قضيتنا القومية وفي المواقع الإلكترونية المختلفة ومنها الخاصة بشعبنا المسيحي الكلداني والسرياني الآرامي ، كُنا ولازلنا نَنشر الوعي القومي لتوعية شعبنا السريان الآراميون من خطورة هذهِ المُخططات المشبوهة التي تُحاك ضدهُ قبل وبعد زوال نظام صدام ، ففي ٢٠٠٣ بدأ المُخطط يَستهدف بلداتنا وقرانا الرئيسية الكبيرة في (سهل الموصل ) ومنها بلداتنا العريقة ( برطلة وبغديدا وبعشيقة وبحزاني ) وقرى سريانية أخرى صغيرة محيطة بهذهِ البلدات الكبيرة التي كانت ولاتزال سريانية اللغة والثقافة والتاريخ وبتراثها الأصيل وبِغياب واضح للمسميات الكلدانية والآشورية في هذهِ البلدات والقرى ، لكن وجود بعض ألأحزاب الآشورية الحاقدة كالحركة الديمقراطية الآشورية وميليشياتها المسلحة المَشبوهة التي ترهب من خلالها أبناء شعبنا الآمن والمُسالم في ظِل غياب سلطة الدولة والقانون وخصوصاً بعد دَحر تنظيم داعش الإرهابي الذي كان قد إستولى على هذه البلدات والقرى التابعة للسريان للآراميون في سهل الموصل وتحريرهِ من دَنس هذا التنظيم الإرهابي بِهمة وبسالة الجيش العراقي والقوات الأمنية الحكومية ولكننا بَعد تحرير مناطقنا لازلنا نتخوف من إرهاب ميليشيات (NPU) التابعة للحركة الديمقراطية الآشورية وإستخدامها للترهيب ولإجبار أهلنا السريان في سهل الموصل للتصويت لصالح قوائم آشورية ومنها قائمة الحركة الديمقراطية الآشورية المؤتلفة مع مع يسمى بالحزب الوطتي الآشوري الذي تأسس في زمن نظام صدام حيث كان يسمى بالحزب البعث الآشوري ، فهنا أود أن أناشد حكومة العبادي بِتحمل مسؤولياتهِ الأخلاقية والحكومية لحماية شعبنا السرياني الآرامي في سهل الموصل من مثل هذهِ الممارسات والتي من المؤكد أن تَحصل خلال فترة الإنتخابات .

وبَعد وضوح الرؤية حول طبيعة القوائم الإنتخابية والإئتلافات الحاصلة فيما بينها لأجل المصالح الخاصة والحزبية الضَيقة ، فإننا لم نَجد ضِمن هذهِ القوائم الإنتخابية حتى تنظيماً سياسياً سريانياً واحداً يكون مستقل القرار والإرادة ليدخل ويخوض الإنتخابات البرلمانية العراقية القادمة لكي يُمثل شعبنا السرياني الآرامي ولانعلم بِمعظم الأسباب التي مَنعتهم من القيام بهذا ، وربما تكون بعض هذهِ الأحزاب والحركات السريانية ومنها حركة تجمع السريان قد إمتنعت عن المشاركة في الإنتخابات المقبلة لأنها تأسست بِقرار ودَعم من الحزب الديمقراطي الكوردستاني (البارتي ) ، وكما نَعلم أن موقف البارتي واضح جداً بِعدم المشاركة في الإنتخابات البرلمانية القادمة في محافظة الموصل ومناطق شعبنا في سهل الموصل وحسب تصريحاتهم و إدعائِهم بأنها مناطق مُحتلة من قِبل الحكومة العراقية كونها إنتزعت من سلطة الإقليم الذي كان يُهمين عليها عسكرياً وأمنياً وحتى إدارياً ، ولذلك ربما تلقت جميع الأحزاب الذيلية المحسوبة على شعبنا أوامر وقرارات بإطاعة قناعات وإرادات صانعيها وداعِميها ومُموليها ومن ضِمنها حركة تجمع السريان التي كنا على عِلم مُسبق بكل هذهِ الأمور وما سيتحتم إليه من نتائج سلبية منذ تأسيس هكذا تَنظيم تابع وذليل !!
أما عن التنظيم الآخر المسمى بِحركة إتحاد بيث نهرين والذين يَدعون من ينتمون إليه بأنهم حزب وتنظيم سياسي قومي سرياني وهذا غير صحيح ، فهؤلاء أيضاً لهم أسباب معروفة لِعدم تَشكيل قائمة أو إئتلاف إنتخابي يُمثلهم للمشاركة في الإنتخابات القادمة لأنهم أيضاً لايملكون القرار والإرادة الحرة المُستقلة وخصوصاً بَعد أن وضعوا التنظيم منذ تأسيسه في حضن الحزب الديمقراطي الكوردستاني (البارتي ) مع عِلمنا المُسبق بأن التنظيم كان أحد أجنحة مجموعة (MUB ) إتحاد بيث نهرين القومي المدعوم من قِبل (PKK ) حزب العمال الكوردستاني …إنها كارثة حقيقية على شعبنا السرياني الآرامي لأن هذه الأحزاب ظهرت على الساحة السياسية الكوردستانية والعراقية بِحجة أنها تُمثل شعبنا في عُموم العراق ولكنها أظهرت عَجزها وفشلها وتخاذلها من فِعل ذلك رُغم الواقع المرير الذي يُمر بهِ شعبنا في العراق في ظِل طغيان قوى الشَر على مصدر القرار في بغداد على وجه الخصوص ودعم حكومة بغداد الطائفية لأحزاب وحركات تُطيع وتَحترم مخططات وإرادات المكون الشيعي !!

إننا نَنظر لقضية شعبنا في الوطن بألم وحَسرة في ظل الإنتكاسات والنكبات والكوارث التي تَحل بهِ بعد فَشَل كل من نادى وإدعى بأنه يستطيع تَمثيل السريان الآراميون في العراق وذلك منذ ٢٠٠٣ ومن ضِمنها أحزاب وحركات وتنظيمات سياسية كلدانية وآشورية ، فها هو وضع شعبنا المأساوي والمهجر من شمالهِ إلى جنوبه يَشهد بِفشل جميع الأحزاب والساسة الكلاسيكيين وذلك لَسعيهم وراء المناصب والمصالح الشخصية والحزبية الضيقة وما خلفوه للعراق من خراب ودمار وفساد مالي وإداري يُقر بهِ عموم الشعب العراقي .

أما رجال ورؤساء كنائسنا السريانية (الكاثوليك والأرثوذكس ) المُتمثلة بمطارنة بغداد والموصل وكركوك فهؤلاء جميعهم ومع جُل إعتزازي وإحترامي لقداستهم ومَكانتهم الروحية والكنسية نَجدهم قد أقفلوا جميع حواسهم البصرية والسمعية والنطقية وأدخلوا رؤوسهم في التراب وإبتعدوا عن قضيتنا القومية السريانية الآرامية حتى أن هناك معلومات مؤكدة وردتنا بأن مطران الموصل وكركوك للسريان الأرثوذكس مار نيقوديموس داؤود متي شرف قد باعَ ذِمتهِ لحِزب المجلس الشعبي الكلداني ، السرياني ، الآشوري وأخذ يتلقى الأوامر والتعليمات من النائب المُمثل للمجلس الشعبي في البرلمان العراقي السيد رائد إسحاق .وكذلك الحال لمطران الموصل للسريان الكاثوليك مار بطرس موشي والقس شربيل عيسو الذين باعوا وتنازلوا عن حقوق شعبنا وخاصة في بلدة بغديدا للحركة الديمقراطية الآشورية ، فهنيئاً لهُم ولشعبنا هكذا رؤساء وكهنة نَكروا رسالتهم الكنسية والروحية ونَقضوا العَهد وثوابت ودستور الكنيسة السريانية الرسولية التي حَرَمَت التعامل مع أتباع نسطورس وكنائسهم الآشورية الحديثة وتناسوا المذابح والمجازر التي حَصلت لأتباع الكنيسة السريانية عَبر التاريخ على يد النساطرة وللتذكير بِهذهِ المَذابح أنقل إليكم الروابط أدناه :

مذابح السريان على أيدي النساطرة أسلاف الآشوريين والكلدان 

الجزء الأول ؛
http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=545971&r=0
الجزء الثاني ؛
http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=547210&r=0

الجزء الثالث والأخير ؛
https://alqosh.net/mod.php?mod=articles&modfile=item&itemid=37802

وهكذا قد إبتلى شعبنا السرياني الآرامي في العراق بالساسة والأحزاب ومؤسساتهِ الدينية والكنسية لتَخلي الجميع عن الأمانة والمباديء كلٌ حَسب طبيعة عَملهِ ومنصبهِ سواء كانوا ضمن المؤسسات الكنسية أو السياسية فالجميع يَتحملون ما وصل إليه حال شعبنا وقضيتهِ المشروعة والمقدسة في العراق عموماً ، رُغم مطالبتنا لهم مراراً وتكراراً للإلتفات إلى قضيتنا القومية في ظل التجاوزات المُتكررة من قِبل بعض الأحزاب والحركات الآشورية ، ومنذ أن تآمرت هذهِ التنظيمات الآشورية لإلغاء إسم السريان من دستور العراق الطائفي .

وقبل أن أختتم المقال أتوجه بالنصيحة إلى أبناء شعبنا السرياني الآرامي في العراق للإنتباه من مُخطط ولعبة الإنتخابات البرلمانية العراقية ذات الصبغة الطائفية وكما الحديث القائل ( لايُلدَغ المَرء من جُحر واحد مَرتين )..وهذا المَثَل يَنطبق على ماحَدث في الإنتخابات البرلمانية السابقة والتي إستَخدمت من خلالها جميع الحركات والأحزاب السياسية الكلدانية والآشورية والسريانية الكلاسيكية خُططها وألعابها البهلوانية من أجل تَضليل وخِداع  شعبنا المسكين من أجل تَسلق المقاعد البرلمانية والمَناصب الحكومية دون أن يقدموا شيئاً ملموساً وحلولاً ناجعة وسريعة لمعانات هذا الشعب المسكين وحتى لم يُخففوا من معاناتهِ طوال فترة إضطهادهِ وتهجيرهِ ، رُغم أن القوائم الإنتخابية والإئتلافات تُشير إلى إفلاس وإحتراق ورقة هذهِ الحركات والأحزاب والتنظيمات السياسية الكلدانية والآشورية وحتى السريانية المُراهنة والمُعَولة على إستثمار أصوات شعبنا السرياني الآرامي في الإنتخابات البرلمانية المُقبلة ولتحقيق أهدافهم المَشبوهة والخاسرة .وكل هذهِ المُخططات والأهداف المَشبوهة سوف تُفشلها إرادة وإصرار أبناء شعبنا المُتطلعة دوماً نحو التغيير وإسقاط الشخوص الحزبية والطائفية المُنتفعة والقدوم بوجوه جديدة لتَخدمهُ و تبحث عن مصالح الشعب وتَضمن له حقوقهُ في العراق.

وشكراً