مقومات الصمود الكردي في عفرين –  بيار روباري

ما أن بدأ الأتراك بهجومهم على مقاطعة عفرين الكردية، حتى أخذ المحللون والمهتمون بالشأن الكردي، يتسألون: ما مدى قدرة الكرد على الصمود، في وجه ثاني أكبر جيش في حلف الناتو؟ وأسئلة إخرة كثيرة طرحوها إلى جانب ذلك. مثل لماذا مقاطعة عفرين؟ وما أهداف العملية التركية، وكيف ستنتهي؟ وكم ستكلف من أرواح؟ ومن هم المستفدين من هذه العملية؟

أهمية مقاطعة عفرين يكمن في موقعها الإسترتيجي، إذا أنها تقع في أقصى شمال غرب سوريا، ولا تبعد سوى 40 كيلومتر عن مياه البحر الأبيض المتوسط. لذا تحتل مكانة مهمة في استراتيجية الطرف الكردي، ولم تتوقف المساعي الكردية يومآ، لربط عفرين بمقاطعة كوباني والجزيرة. ومن هنا كان المسعى التركي في إفشال المشروع الكردي، وقدمت تنازلت كبيرة لروسيا، من أجل الدخول إلى مدينة جرابلس والباب، لمنع الكرد من توحيد إقليمهم ترابيآ.

وعودةً الى إمكانيات الكرد على الصمود، فالجميع يعلم لا يمكن المقارنة بين قوة الجيش التركي، وقوات الحماية الشعبية، التي لا تمتلك سوى القيل من السلاح والعتاد، ومعظمه قديم. كما إن قوات الحماية الكردية ليست جيشآ، ولا تمتلك أي سلاح ثقيل، كالمدفعية، والطيران الحربي، ولاصواريخ مضادة للطيران. كل ما يملكه الكرد، هو الإيمان بعدالة قضيتهم، وثانيآ يدافعون عن مناطقهم وقراهم، وليس أمامهم خيار ثاني سوى المواجهة. ومع ذلك قرار الكرد مقاومة المحتلين ورد عدوانهم، ورفضوا تسليم منطقهم للنظام السوري، كما طالب بذلك الروس، شركاء أنقرة في العدوان. رغم ضعف إمكانياتهم، الوحدات الكردية، وقلة عتادهم، إلا أنهم قرروا الدفاع عن أراضيهم، وأعراضهم إلى أخر نفس.

وكلما طالت المعركة، فهي لصالح الجانب الكردي، والمعركة، لن تكون بحسب تقديري نزهة للجيش التركي، والمتطرفين المتعاونين معها من المرتزقة السورين. لأن المقاتلين الكرد متدربين على حرب العصابات، ولهم تجربة لابأس بها في هذا المجال. لذا الأمر لن يكون لصالح تركيا، ولاسيما إذا أدت العملية العسكرية إلى وقوع ضحايا في صفوف المدنيين. وهذا سيجلب المزيد من التعاطف مع الكرد، ومثله من الضغوط على تركيا، في المحافل الدولية.

ونتيجة ذلك قد نشهد تطور في المواقف الإقليمية والدولية لصالح الكرد، والأخطر من هذا هو احتمال تفجر الوضع الداخلي التركي، إذا ما أخذنا بالاعتبار، وجود ثلاثين مليون مواطن كردي، يعيشون في جنوب شرق تركيا، وقسم كبير منهم يعيشون في اسطنبول، وأزمير وأنقرة. وهؤلاء لن يلتزموا الصمت، وسيخرجون في تظاهرات، واحتجاجات رافضة للعملية العسكرية التركية، وقد ينتج عن ذلك حرب أهلية، على غرار ما شهادناه أثناء معركة كوباني.

وفي الجانب الأخر، تركيا لن تستطيع أن تتراجع بسهولة، عن حملتها العدوانية ضد عفرين، لأنه إذا تراجع أو فشل، سيشكل ذلك انتصاراً قوياً للكرد، وسيعزز من أسهم حزب (ب ي د)، بين الكرد عمومآ، وسيجعل منه قوة بلا منافس على الساحة الكردية السورية. وهذا سيكون نهاية اردوغان السياسية، وخسارة استراتيجية فادحة لتركيا، وضربة قاسية للروس وحليفهم النظام السوري أيضآ.

الخلاصة:

الجميع يتمنى خسارة الكرد في المعركة، ومن ضمنهم الأمريكان أنفسهم “حلفاء” الكرد والمجلس الوطني الكردي المسخ، الذي لا يختلف عن الجحوش في جنوب كردستان. وخسارة الكرد للمعركة، يعني نهاية المشروع الكردي الفدرالي، الذي عملوا عليه لعدة سنوات. من هنا يدرك كل طرف، مدى المعركة التي يخوضها، ولهذا ستكون قاسية للغاية، إن لم تتدخل القوى لوقف هذا الجنون.

23 – 01 – 2018

2 Comments on “مقومات الصمود الكردي في عفرين –  بيار روباري”

  1. لعنات الامة الكردية الى يوم يبعثون على اي طرف لديه ذرة ميل الى اردوكان الكلب قاتل الاطفال. هذه معركة الامة هذه ام المعارك هذا الصمود هو لاجل رفع راس كل كردي شريف. انا لااعتقد ان المجلس الكردي يريد ان ينكسر شوكة الاكراد واذا ماتقوله صحيحا فعليهم الخزي والعار الابدي وهم سيدخلون التاريخ كخونة كما دخلها ال هيرو.

Comments are closed.