وسوسة الشيطان، وانتخاب الاصلح- جواد الماجدي

ان للشيطان وساوس، وطرق تجبب للبني ادم امور حياتية تدفعهم للعمل بها كونها مفيدة لهم، بالمقابل هي تضرهم من جهة اخرى، ومن حيث لا يعلمون.

الانتخابات: عملية ديمقراطية تمارسها اغلب دول المعمورة لا يصال من تراه مناسبا لموقع ما، قد لا يكون هو الاجدر احيانا، لكنه يملك القدرة على التأثير بالناس، والمجتمع سواء انتمائه لحزب ذو شعبية، او عشيرة متنامية النفوذ، والعدد، او صاحب اموال يستطيع بها ان يشتري الذمم، ويؤثر على الشارع وغيرها، اي ان المحصلة ليس كل من وصل بالانتخاب هو الاصلح، والاجدر! ناهيك عن القوانين، وانظمة الانتخابات سيما في العرق(سانت ليغو) حيث يصل لقبة البرلمان من حصل على 500 صوت، وتتجاهل اصوات الالاف لأنه في قائمة مفردة، او ما شاكل ذلك، ليبقى المرشح تحت رحمة زعيم الكتلة.

على مدار 14 عام ونحن في العراق نمارس عملية الاقتراع، والانتخاب، علنا نصل الى من ينقذنا من هذه الدوامة الكبيرة التي نعيشها، لكننا مع الاسف الشديد انحرفنا عن توجهاتنا الوطني، لننتخب حسب الهوية الطائفية التي اوجدوها من يدعون السياسة، وانتخبنا من اجل العشيرة، او المذهب، او الحزب، ومنا من انتخب من اجل التعيين، ومن اجل البطانية، او (كرت الرصيد ابو الخمسة)، او وعدا بالتعيين وغيرها، غير ابهين بالعراق، ومستقبلنا، ومستقبل اطفالنا على المدى المتوسط و البعيد.

انتخاب الاصلح؛ شعار يرفع ايام الانتخابات، ليوهم به بعض سذج العقول، او الذين ينادون، او يرومون التغيير، لترى بعض الاحزاب او جلها تتلون كالحرباء، لتنزع جلدها، وتغير لونها، لكن مضمونها واحد، فتراها تجلب، او تستقطب بعض الشخصيات قد يكون لها الرغبة بالتغيير، لكنه يصطدم بتوجهات، واراء رئيس الكتلة ليبقى وحيدا في البرلمان لاحول له ولا قوة( يفر بآذانه) ويصرح هنا، ويصرخ هناك، ولا يوجد من يسمعه، او يصغي اليه، وقد تستقطب الكتل من له الاسم، والشهادة، والعشيرة لكنه جاء للجلوس تحت قبة البرلمان فقط لأجل المكانة، والامتيازات الانية، والمستقبلية، حيث الراتب التقاعدي وغيرها،( والشعب له ربه).

نعم انتخب الاصلح، ومن اراه شريفا، وله تاريخ ابيض، ويمتلك العقلية، والادوات والافكار، وبرنامجا انتخابيا اطلع عليه، لكن اعطني قائمة مستقلة لا تنتمي الى القوائم التي اعتلتها، او تتوجهها تلك الوجوه الكالحة التي لم تجلب لهذا البلد الا الخراب والدمار.