لا أمل في كوردستان الجنوب في دولة- فرياد إبراهيم

في البداية أقول: إستلهاما من مقال الزميل الأخ هشام عقراوي :

 (الاستراتيجية الخاطئة للكورد تٌبعدهم دوما عن التحرير كلما أقتربوا ..أين الخلل الكوردي و الدهاء التركي)

أكتب هذا المقال الذي  أتفق فيه معه على جوهر اطروحاته و أؤكد فيه على نقطة واحدة: لا أمل بأي كيان كوردي في جنوب كوردستان في ظل الأحزاب الحالية.

حسب اعتقادي وقناعتي انه لن تنجح اية محاولة لإقامة دولة في الجنوب الا بعد ان تختفي الحكومات والأحزاب العشائرية ويحل محلهم جيل واعي اكاديمي نظيف نزيه تلتف حولهم الشباب الواعي المتنور المستقل مؤمن بشئ واحد وهو القضية القومية

وبعد أن تختفي الحزبية ، فالأحزاب فشلت وستفشل في كوردستان لأن هناك التحزب يعني التقاتل والمنافسة على اقتناص الفرص لتأمين هدفين اثنين لهم وبس: الجاه والمال

الجاه ..عن طريق تقريب الأقارب وأصحاب السوابق وتسليم كافة المرافق الحيوية والمالية والإدارية لهم

المال ..عن طريق الثراء غير المشروع ، اي فساد وسرقة االمال العام

فلا القادة ولا رؤساء الاحزاب الكوردية يطمحون ولا طمحوا يوما بصورة جادة لإقامة دولة كوردية

كل محاولاتهم انصبت وعبر العقود على الابتزاز والتنازع على السلطة وايهام الشعب والهاء الجماهير بقضايا هامشية لصرف انظارهم عن معاناتهم اليومية من كل النواحي الاقتصادية والخدمية والمالية والأمنية والتربوية والقضائية والصحية وغيرها..

لم يكن في نية اي رئيس حزب ولا في نيّة من نصب نفسه قائدا بالوراثة  انشاء دولة وحتى عندما دعا الى الاستفتاء. لم يكن في ذهنه سوى البقاء.

و لتثبيت عرشه كان قد بنى مع الطرف التركي علاقة صداقة شخصية وثيقة لا علاقة دبلوماسية،  الى درجة انه  سلم اموره الإقتصادية والمالية والأمنية وحتى حمايته الى حفيد اتاتورك الذي، و بعيدا عن روح الصداقة ، اغراه بأن لا يبدل رأيه تجاه دعوات الاصدقاء من الدول الغربية كفرنسا وامريكا بشأن تأجيل الإستفتاء، فاستمع الى العدو لا الصديق..

وبالمقابل سارع الطرف الآخر في السليمانية بالتحالف مع ايران وحدثت اكبر نكسة…

من المفضل تسميتهم: أحزاب النكسات..

هذا هو الفرق بين العقلية السياسية الماكرة والعقلية السياسية الغشيمة الجاهلة المؤمنة بالقيم العشائرية : من اكرام الضيف وبناء صداقة على اساس الثقة والعهود والأتفاقات  الثنائية الشفهية الإرتجالية والاعتماد في كل الأمورالحساسة التي تمس القضايا الجوهرية والمصيرية على حيّة سامّة ذات تأريخ أسود وأحمر.

فالسياسة تقول أمامك: انا معك،  وخلفك يعمل ضدك

كونوا واقعيين ولا يتهم طرف طرف آخر

هناك امل في كوردستان الشرق والغرب والشمال لا في الجنوب لأن الحزبان الحاكمان في جنوب كوردستان يتحالفون مع الشيطان ولا يتحالفون مع بعضهم البعض

كادت هيرو ان يغمى عليها حين سمعت اعلان الاستفتاء وكأنها كانت تشعربالغيرة ان ينتقل شرف اعلان الدولة الى الطرف الآخر.

وهنا تطفو عقدة القبج مرة أخرى الى السطح ، والقبج طائر معروف بأنه عدو نسله

فاسرعت بعمل كل شئ من اجل احباط المشروع ولو على حساب امة بعينها ولو على حساب احتلال أربيل من قبل شذاذ الآفاق والمطلوبين للعدالة الدولية المدعو ق . س. الايراني

وقد تتمخض تكاتف وتلاحم الاطراف الثلاث بمعزل عن الطرف الجنوبي الغارق بالفضائح والفشل والنكسات عن صنع شئ من أجل الهدف المصيري

اما الجنوب فليس المطلوب منهم سوى التفرج…واحسن خدمة تُتوقع منهم هي : عدم إقامة تحالفات مع دول الجوار لضرب الحركة الكوردية الثلاثية الإنفصالية ولينحصر نطاق مشروعهم القومي في حدودهم الحالية ..وان أرادوا التوسع في الأرض فباستعادة الاجزاء التي سلموها وبدون دفاع الى اعدى اعدائهم لانهم وجدوا في هذا العدو الذي يتكلم لغة أخرى ويعتنق مذهبا مختلفا الوسيلة الوحيدة للحد من صعود الآخروبروزه ولو بالقول…

عشرين مرة كتبت خطان متوازيان لا يلتقيان وكذلك الحزبان الكورديان الحاكمان

الطريق مسدود والأمل مفقود هناك،  ولا حتى لو فرضنا ببروز نجم مستقل اكاديمي كفوء ك (برهم صالح) ـ فلسوف يفعلون به ما لا تفعله الرياح بالخيمة البالية وببيت الشعر..!

**

فرياد

6 Comments on “لا أمل في كوردستان الجنوب في دولة- فرياد إبراهيم”

  1. برهم صالح مؤهل لقيادة الكورد وسمعته جيدة ومقبول من قبل كل الأطراف لا يحتاج الى شاسوار ولا الى التغيير ولاالاسلاميين وانما يحتاج الى إرادة وعزيمة وشجاعة واتفاقه مع هؤلاء خطاء

  2. لا فض الله فاك أيها الكاتب العبقري لقد وصفت الحالة أو بالأحرى المأساة التي يعيشها الكرد وصفا واضحا في غاية الدقة ويا ليت عامة الشعب يفكرون مثلما تفكر…..

  3. الى الاخ مروان الكوردي
    من صميم قلبي أشكر لك تقديرك لمقالنا المتواضع.. ان دل هذا على شئ فإنما يدل على سمو شعورك ودرايتك للأحداث ونعمقك فيها ووعيك وكورديتك الخالصة
    ***
    الى ابو تارا
    أتفق معك تماما د. برهم صالح مؤهل تماما، لكنه يخاف—ماذا يحدث لبقعة عسل يحيط بها الذباب من كل مكان
    قد ينجح ان التف الشباب حوله فليحاول..
    وتقبلوا خالص احترامي

  4. لقد تأخرت كثيرا في قول هذه الحقيقة المؤلمة، وسيبقى حلم الدولة قائمة لحين يفهم اكثيرية شعبنا في باشور بان ألد أعداءه هو البارزاني والطالباني ولا استثني الشيرواني ، ولابد من التخلص من إرثهم و ثقافتهم و كلتورهم بتبني الفكر الثوري التحرري لكنسي احزاب باشور الكبيرة وإعطاء المجال للأحزاب الصغيرة لتشق طريقها عسى ولعل ان يقدموا لنا شيئا مخالفا.
    أنا قلت رأي في ملامصطفى البارزاني بانه لن يقاوم سنة واحدة لا لعجز الكورد عسكريا بل لعجز في عقلية القيادة والشعب معاً.
    نحن في باشور لم نتحرر من عبادة أشخاص مثل طالباني وبارزاني ولَم ترتقى بعد الى مستوى الفكر الوطني الكوردستاني . الانتقال من مرحلة عبادة اصنام الى عبادة الاوطان يمثل نقلة نوعية في الفكر الشعبي، ويكون ذلك بتعرية وفضح القيادة الحالية وإسقاط القدسية عنهم والمطالبة بتقديمهم للعدالة بصفتهم سراق وحرامية بل و خونة القضية الكوردستانية ، هذا ما كنت اقولها وأصرح بها وأواجه فاضل ميراني وغيره من قادة الپارتي في كل سمينار جماهيري وعليه أنا الان هارب في متروبولات أوربا و لازال يحاربونني بالترهيب والترغيب.
    لابد من شمس باشور ان تشرق من جديد وتلقي بالبارزاني والطالباني ومن لف لفهم في مزبلة التاريخ

  5. برهم صالح ليس نجما ولا قائدا ولا صالحا لمهمة تحرير كردستان وما تأسيسه لتنظيمه الجديد الا من أجل بقاء السلطة على حالها لانه في السر لا يزال تابعا لعائلة جلال وسيكون تنظيمه الجديد عاملا مساعدا للعائلة المذكورة لان الانتخابات القادمة سوف تذهب الاصوات التي لا تريد العائلة بسبب الخيانة والفساد والفشل الذريع في تقديم الخدمات الى تنظيم برهم لانه الاقرب اليهم وخاصة في السليمانية. والا كيف يجرأ برهم ان يؤسس تنظيما جديدا منافسا للعائلة المحتكِرة للسلطة في السليمانية دون ان يهدده احد؟! ولا تنسى ان برهم هذا عراقي قح كعمه جلال!

  6. لا خير في هذه الوجوه السياسية الحالية في كوردستان
    هذا ما أكدت عليه في مقالي- الجملة تفيد التعميم – لم استثن برهم–
    جاء اسمه مسبوقا ب(لو) الشرطية-
    واختياري لاسمه في هذا الموضع بالذات كان لأكاديميته
    ويبقى الأمل دائما في جيل الشباب الواعي المثقف النظيف المتحمس والمدافع عن قضيته بروحه وماله وهؤلاء كثيرون
    احترم آراء الجميع وتحية للجميع

Comments are closed.