نحن في زمن تعدد الألهه- خالد الناهي 

ربما البعض يستغرب ذلك، ولكن ذلك الأستغراب سوف يزول عندما نعرف اننا احياناً كثيرة نعبد غير الله، وان كنا في اللسان نقول عكس ذلك.

فمن يجب ان نطيعة هو الله، هذا ما نقوله في لساننا، لكن ما نفعله ان اصطدمت طاعة الله مع طاعة من نحب بغض النظر عن اسمه، سوف نضحي بطاعة الله، ونختار طاعة المحبوب

من يجب ان نخشاه هو الله، هذا ما نلهج به دائماً
لكن الحقيقة اشد ما نخشاه هو غضب من نشعر انه اقوى او اعلى شأن منا بغض النظر عن اسمه، حتى وان كانت الزوجة.

ومن يجب ان نثق به هو الله، هذا جوابنا ان سؤلنا
لكن الحقيقة نحن في جميع امورنا نعتمد على غير الله في تحقيق ما نصبوا اليه، والدليل غضبنا عند عدم تحققه.

من يجب ان نسلم له امرنا هو الله، هذا ما يقوله عقلنا
لكن الحقيقة تصرفاتنا تقول، نحن اعتمادنا على اشخاص نعتقد انهم من يقررون كل شيء.

ان من يقسم الأرزاق هو الله، جميعنا يقول ذلك عند كل صباح
لكن اغلبنا يحتال في اخذ ارزاق غيره، وفي مختلف الأشكال، حتي وان كان بسفك الدم

من بيده الموت والحياة هو الله، هذا ما سمعناه وتعلمانه من ديننا
لكن لم نطبقه ونعتقد به في حياتنا، فنخشى الموت في كل تصرف نتصرفه، ونهرب منه هروب الشاة من الذئب.

فجميع ما ننسبه لله في اللسان من حب ، خشية، يقين، ايمان ويقيين في الحقيقه ننسبه الى غير الله في تصرفاتنا

نعم نتمنى ان نكون اولئك الأشخاص الصالحين والمطيعين لله، لكن الأمنيات دائماً تختلف عن الحقيقة
وان تصفحنا التاريخ قليلاً سوف نجد الكثير من الحفظة للقرأن والمتفقهين بالدين وحتى المجاهدين في سبيل الله قد سقطوا في حب ملذات الدنيا وتركوا عباداتهم وجهادهم جانباً، وراحوا يلهثون خلف المحبوب الدنيوي، ورب العالمين يخبرنا ان هناك من يتخد الهه هواه

لذلك فالألهه متعددة، ربما تكون زوجة، ابن، سيارة، او حتى طير
فالهتنا متعددة في العمل والتصرف، اما اللسان واحد.