العجب بالنفس .. وعلاجه الحاضر- فلاح الخالدي

العجب هو الاغترار بالنفس والاعتقاد أنها الأفضل والأحسن والأمثل في كل شيء, وهنا يدخل العجب عند الحاكم والسلطان ومدير الدائرة والموظف المسؤول وحتى عند الإنسان العادي عندما يمتدحه أحد ما, وعند رجل الدين وإمام الجماعة وغيره, فالعجب هو آفة الأعمال التي يقوم بها الإنسان إن لم يضع لها علاج, رغم أن علاجها حاضر في الشريعة الإسلامية , ولكن يجب أن تستند ألى عقل الإنسان وتفكيره في تأدية أعماله وأن يجعلها أولاً خالصة لله وليس له فضل على أحد في شيء قدمه لأن الله هو من وفقه وأكرمه وفضله في منصب أو وظيفة أو غيرها , ليختبره ويرى اخلاصه ومع الأسف الأغلب يفشل في هذا الاختبار بسبب تلك الآفة وهو العجب.
ففي إلتفاتة دقيقة وعلاج إسلامي روحاني للنفس ولجامها واحساسها أنها مملوكة للغير ليس لنفس الإنسان وحده تطرق الأستاذ المرجع الصرخي في كتابه الطهارة إلى هذه الآفة قال ….
((إن أفعال الصلاة تمثل أحد الأساليب العملية المناسبة لمعالجة العجب والتكبر عند الإنسان ، كما في وقوفه ذليلًا صغيرًا أمام الله تعالى وعندما يركع ويسجد لله على نحو الذُّل والعبودية ، وكما في التحاق المصلي بصلاة الجماعة فيكون في صفوف المصلين من هو أقل منه مالًا وولدًا وحسبًا ونسبًا.) انتى كلام الأستاذ.
وختاماً علينا اخوتي أن نعي ما نفعل في صلاتنا من قيام بين يدي الباري جلت قدرته وسجود وركوع ونستحضر أننا ليس لنا فضل على إنسان كل الفضل يرجع إلى خالقنا الذي نحن بين يديه ونرى الأمور كما هي على حقيقتها ولا نتكبر على شخص من خلال المشاهدة الواقعية وما نراه في الصلاة حيث نرى الجميع ممتثل لهذه العبادة ولايستثنى منها أحد الفقير والغني والرئيس والمرؤوس ورجل الدين والإنسان العامي والجاهل والمتعلم حقاً إنها مثال للإقرار أن النفس مملوكة لله ويجب أن يكون ما نقوم به لله في خدمة الناس وليس لنا فضل على أحد.