كوكب التحالف السني بين الافل والظهور- امجد العسكري


قد لا تكون هي العبارة المناسبة، ولكن سأتكلم بلسان السياسي المستفيد، واقول ” مصائب قوم عند قوم فوائد” هذا هو حال المتربصين بالأصوات الانتخابية، بجميع المكونات العراقية ما خلا المكون السني، حيث يعد النقطة المعنية بالعبارة السابقة، وما عاشته القرى المنكوبة من دمار وعمليات تجريف للمنازل في المحافظات الغربية، ونزوح من والى كبد الصحراء، على اثر عمليات التحرير، يعد بمثابة القشطة التي قصمت ظهر تحالف القوى السنية
جميع زعماء التحالف، على علم ودراية بأن الانتخابات القادمة ستكون الأسوء، بالنسبة لقاعدتهم الشعبية، حيث خسروا العديد من اصوات الناخبين، ادركوا جيدا خطر النتائج الانتخابية، بالنسبة لما ستكون عليه عملية الاقتراع، فعمدوا الى تأجيل الانتخابات بجميع الطرق، بذريعة التحايل على الدستور، وان العوائل في المناطق المحررة غير مؤهلة لخوض الانتخابات، وبعد ان صوت البرلمان على قرار تأجيلها، لربما خرجوا بنتيجة جيدة، بالنسبة لتأجيل انتخابات مجالس المحافظات، الى ما بعد عودة النازحين، اي قرابة الستة شهور، اما في الانتخابات البرلمانية، فلم تكن الاعذار كافية لتغير نص دستوري صوت عليه غالبية العراقيين.
بعد ان استنفذت الحيل تجاه الاصوات الناخبة والدعم المحلي، بعد نفور زعماء التحالف من المناطق الجنوبية، امر طبيعي بعد توفر المقبولية من المكون الشيعي، فعمد الاغلب على بناء اواصر بين المحافظات الوسطى وما تبقى من المناطق السنية في غرب العراق، هي ايام لم تكن بالحسبان بالنسبة للمكون السني بشقيه السياسي والناخب السني، وكما ان لقاءات زعماء التحالف السني بقادة التحالف الكردي، قد يأتي بنتائج مخجلة او قد لا يأتي في الاساس، بسبب العلاقات المتوترة ما بين الطرفين منذ قديم القدم
المراقب للمشهد السني، سيجد نمطا غير مألوف، يختلف جذرياً عما هو عليه في الدعايات الانتخابية السابقة، وهو تكرر زيارة سفراء ووزراء من دول خارجية، ولقاؤهم بسياسي القوى السنية، من الممكن ان يحمل بين طياته بنود واتفاقيات، مغطاة نوعا ما بغلاف المتبناة، التي تتم على اساسه زيارة السفير، فالعديد من الشعارات التي اطلقها زعماء التحالف، تنم عن ان اعمار المحافظات المنكوبة، واعادة تأهيلها، وتعتبر هي الهدف الاساس، ولكن من المحتمل ان تكون الغاية المنشودة هي التحالفات التي تعقد بضغوطات خارجية، لا نستبعد من نشوب تحزبات بين قوى سنية وشيعية في الايام القادمة.
ضبابية المشهد السياسي” هذه العبارة داء لكل دواء، حيث توهن التصريحات, وتغيب النوايا الحقيقية لجميع اللقاءات والزيارات بين القوى ا لسياسية العراقية، ولكن الامور باتت اوضح مما هو عليه من سابقتها، فالشعب العراقي لم يعد كشعب 2003 ، خمسة عشر عاما كانت كافية لتلقى المواطن العراقي صفعات كفيلة بأن تفقده صوابه، ومع نهاية كل نهار اي بعد الانتخابات، سنراقب مجرة البرلمان لنرى نجوم تأفل واخرى تبزغ من جديد.