يافطة حربنا ضد حزب الاتحاد الديموقراطي وليس الكرد- بيار روباري

هذا الشعار أو اليافطة، رفعها الفصائل الإسلامية والعروبية اللبنانية، إبان الحرب الأهلية اللبنانية، حيث كانت تقول: «نحن لا نحارب المسيحيين بل نحارب حزب الكتائب، ونسعى الى عزله عن المسيحيين».

ونفس هذا الشعار يرفعها اليوم الفصائل القومية- الإسلامية السورية وتقول: ” نحن لا نحارب الكرد بل نحارب حزب الإتحاد الديمقراطي، ونسعى الى عزله عن الكرد“. إن التاريخ يكرر نفسه، وعلى ما يبدو أن القوميين والإسلامين السوريين، لم يتعلموا أي درس من تجربة الحرب الأهلية اللبنانية المريرة.

إن رفع مثل هذه اليافطة من قبل الفصائل السورية العربية الإسلامية السنية، المشاركة في الحرب على عفرين، كقوات درع الفرات وأحرار الشام، والتي لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وهي حرب تركية خالصة من اولها إلى تاليها. وبحربهم لطرف سوري داخلي كالكرد، ينتزاع منهم دور الأكثرية المفترض بهم أن يقوموا به، كجامع بين كافة مكونات الشعب السوري القومية والمذهبية.

إن المشاركة في هذه الحرب القذرة ضد الكرد في مقاطعة عفرين، ينهي تمامآ مثل هذا الدور، ويقضي على هذه الأكثرية ويحولها إلى فصائل مختلفة ومتناحرة فيما بينها، ويضعها في صف النظام، الذي إستنجد بالغرباء على أبناء شعبه. ثم كيف لهذه الجماعات العربية السنية المتطرفة، تبرر دعمها للدولة التركية، وإعتبار إحتلالها للأراضي السورية أمرآ مشروعآ، وتحرم ذلك على النظام، وتعتبر إستجلابه للروس إلى سوريا، خيانة؟؟

بالطبع هذه سياسة الهدف تبرر الوسيلة، التي يتبعها جماعة الإخوان المسلمين وملحقاتها، والإئتلاف الوطني السوري معآ. إن السيادة الوطنية لا تتجزآ، وكل من دعى ويدعو طرف أجنبي إلى سوريا، ويستقوي به على أبناء وطنه يعتبر خائن. وإذا اردنا أن نكون منصفين، الروس لا يحتلون أراضي سورية، ولا يقيمون مناطق تخضع لإدارتهم المباشرة، هم فقط يقدمون الدعم للنظام السوري المتحالفين معه منذ أكثر من أربعين عامآ خلت. بينما الأتراك يحتلون أراضي سورية معروفة إحتلالآ حقيقيآ، وتدار من قبلهم بشكل مباشر، يفرضون فيها نظام تعليمهم ولغتهم، ويرفعون الأعلام التركية فيا. والأتراك علنآ يقولون، إن هذه المناطق ومن ضمنها مدينة حلب أراضي تركية.

وبالتالي لا يمكن لهذان التياران العروبي- الإسلامي السني، الإختباء خلف هذه اليافطة الكاذبة والمخادعة ومشاركتهم الأتراك في حربهم ضد الكرد، كشفت عورتهم العنصرية، وفتحوا بابآ واسعآ لحرب قومية بين العرب والكرد، هم وحدهم يتحملون مسؤولية في حال وقوع مثل هذه الحرب مستقبلآ. وثانيآ، هذه المشاركة كشفت، أنهم ليسوا دعاة الحرية والمساواة، وإقامة نظام ديمقراطي في سوريا. كل همهم هو الوصول الى السلطة، وبأي شكل كان، وعن طريق أي طرف كان.

ومن الجانب الأخر، ليس من مصلحة الكرد والعرب السوريين، ربط القضية الكردية في غرب كردستان بالقضية الكردية في شمال كردستان (بتركيا) بشكل عضوي، لأن بذلك نجعل منها قضية عابرة للحدود الوطنية، وهذا سيخلق الكثير من المشاكل نحن بغنى عنها، وهذا بالضبط ما يحاول إستغلاله الفصائل الإسلامية والقومية المتطرفة السنية، ومحاربة الكرد تحت هذا العنوان. أي الارتباط العضوي بين حزب الإتحاد الديمقراطي، وحزب العمال الكردستاني بقيادة اوجلان.

إن إنجرار العرب السنة وهم الأكثرية، الى مستنقع التنظييمات والجماعات المسلحة المتطرفة، والهويات المذهبية، يغلق الأبواب على المشتركات العامة، التي تجمع عموم السوريين ومن كافة المكونات، ويجعل منهم طرف من الأطراف، ويعقد إمكانية حل سياسي مقبول في سورية، ويفتح الباب أمام دوام النزيف السوري الى ما لا نهاية، وهذا ليس في مصلحة وعلى رأسهم العرب السنة. لهذا على القيادات السنية القومية والدينية الواعية والمعتدلة التحرك سريعآ، لوقف هذا التدهور المريع، والسقوط في الهاوية قبل فوات الأوان.

وختامآ، لا يمكن الفصل بين حزب الإتحاد الديمقراطي، وجناحه العسكري قوات الحماية الشعبية (ي ب ك)، والشعب الكردي، وخاصة في هذه الفترة، التي يتعرض فيها الكرد إلى مخاطر جدية، تستدف كيانهم وجودهم، كتلك التي يتعرضون لها في منطقة عفرين، على يد الجيش التركي الهمجي والعرب السوريين القوميين منهم والإسلاميين.

 

10 – 02 – 2018

One Comment on “يافطة حربنا ضد حزب الاتحاد الديموقراطي وليس الكرد- بيار روباري”

  1. ان حرب اردوكان وتركيا هي ضد الشعب الكردي وهذا واضح جلي ليس فقط للعقلاء بل حتى للحمقى. ان دولة تركيا الحالية تحارب الشعب الكردي منذ مئة عام على الاقل ولم تكن في ذلك الوقت لااسرائيل ولا الاحزاب الكردية.

Comments are closed.