عبدالقادر ابو عيسى:  أميركا نمر من ورق قالها ماو وتؤكدها كوريا وايران

في مقالات سابقة ذكرنا بأن المنطقة ” الشرق الاوسط والعربية ” مقبلة على حالة صعبة من التوتر والمخاض العسير تتولد منه حالة تختلف عن المعروف المتداول في السياقات والوسائل والاهداف تفرضها شعوب المنطقة على حاكميها ومستعمريها نتيجة أدراكها ومحاكاتها المنطق ورفض التضليل والتزويروالاحتيال . العناصر الفاعلة في المنطقة عسكريا واقتصاديا ً معروفة واضحة النوايا والاهداف أميركا اسرائيل روسيا إيران . الولايات المتحدة الاميركية زعمة الاستعمار الجديد اداراتها السياسية تخطط لخمسةعقود بالمتوسط  هي من قام ويقوم بصنع الحركات الفاعلة سلباً في المناطق المؤشرة كأهداف عمل محسومة النتائج والفائد الربحي المراد استحصاله بأقل الخسائر, لكن من المعروف ان مثل هذه الحركات والادارات السياسية التي تنصّبها الدول الاستعمارة في ساحات هيمنتها غالباً ما تمتاز بالعمر القصير واحيانا تكون بمثابة سيف ذو حدّين . نتجة انفضاحها وكشف حقيقتها من قِبَل الشعوب الفاعلة والمتعاملة معها وناتجها عدم احترام الشعوب لها ولقراراتها والعمل على الاطاحة بها . واضح للجميع ان اميركا ” ام الاستعمار ” الحديث ونقصد بالحديث للفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية . هي من خلق القاعدة وهناك من ساعدها في ذلك من الدول الموالية لها وبطلب منها ان لم نقل بأمر منها . وهي ايضاً من صنع الحركة الخمينية في ايران . كل الفاعلين والمشاركين مع ام الاستعمار ” اميركا ” بأنتضار نتائج الربحية . وهم كذلك من خلق داعش وتعاملوا معها وادارتها بالشكل الذي يخدمهم . من اهم اهداف هذه الركائز الاستعمارية السيطرة وتحجيم الانظمة المناقضة والمناهضة لهم كمستعمرين , هذا جانب والجانب الثاني المهم المردود المادي الناتج عن الاستحواذ على ثروات الدول والشعوب المجنى عليها وتصريف بضائعهم وسلعهم وخدماتهم . ماللذي دفع اميركا لغزو العراق وفرض سيطرتها على معظم دول المنطقة غير هذا , اسرائيل من جانبها تعمل على حماية نفسها ككيان مُغتَصِب تخشى الازاحة والازالة وهذا الذي ” سيحصل حتما يوم ما ” روسيا ايضاً من مصلحتها تصفية معارضيها وخاصة المسلمين الشيشان بعد استدراجهم لمناطق القتل , يضاف لهذا بيع منتجاتها من الاسلحة والعتاد والخدمات الاخرى السياسية والاستخباراتية . الجميع راضٍ بأيران ودورها التخريبي في العالمين الاسلامي والعربي . وهذا من الاهداف المركزية الرئيسية التي تخدمهم جميعاً . وصلوا في مشروعهم التخريبي هذا الى مدى بعيد . لكن هذا السلوك الاستعماري الاجرامي اللصوصي سلاح ذو حدين كما اسلفنا . بدأت تباشيره بالتسارع نتيجة اسيقاض شعوب المنطقة من سباتها . الشعب الايراني ثار صارخاً بشكل مرعب متسائلا عن اسباب الهدر المالي الهائل الغير مبرر لثروته التي هو الاحق بها ومستوضحاً عن سبب قتل آلاف الايرانيين خارج وطنهم لأسباب غير مقنعة واهية كاذبة لا تستحقها مثل هذه التضحيات . اقتنع بشكل كامل واضح غير مشوّش ما تفعله حكومته يصب في صالح اميركا واسرائيل وليس ايران , من اهدافهم تدمير قوة سوريا العسكرية والاقتصادية وهذا ما حدث ويحدث . وكذلك العراق ولبنان وليبيا واليمن وحاولاتهم لنقل جرائم عصابات ” آل كابوني ” اليهم , الفرد البسيط يتسائل لماذا فرضت اميركا خطوط الطول والعرض على العراق قبل احتلاله ولم تفرضها على سوريا ولماذا منع استخدام السلاح الجوي الليبي من العمل والمشاركة بصد المرتزقة الغازين من قبل ااميركا وحلف شمال الاطلسي . العالم والشعوب العربية والاسلامية وخاصة الشعب الايراني يتسائلون حائرين . النظام الايراني اعلن منذ يومه الاول لإستيلائه على السلطة محاربة اسرائيل والعمل على تحرير بيت المقدس , مجرد شعارات بدون فعل واضح ومقنع يؤكد صحة هذا التوجّه , مع العلم امكانية وصولهم لحدود التماس مع اسرائيل في سوريا ولبنان وحتى غزة . والعالم يعرف تماماً طبيعة التناغم بين اسرائيل ومن يرعاها ويخدمها بأفعاله وسلوكه مئاة الغارات الاسرائيلية على اهداف في سوريا منذ العام 2013 دون رد فعل سوري أو ايراني أو من حزب الله اللبناني او روسي . للتغطية على هذا الزيف تم الرد على اسرائيل واسقاط احدى طائراتها . معلوم بأن التطور الجديد ليس بمبادرة سورية بقدر ما هو دفع من ايران لاتخاذ مثل هذا القرار . اسرائيل تسعى الى بقاء الحال كما هو عليه من ناحية التخريب والتدمير وخدمتها بالنيابة , لكن ما قامت به سوريا احدث رد فعل كبير . أيران ليست ضعيفة امام اميركا بل لها القدرة في التأثير على مراكز قرار الدول الفاعلة في محيط الحدث . أميركا لن تنسى ابداً تصرفات ايران وشطحاتها الغير متزنة فقد تم احتجاز الدبلماسيين الاميركان في السفارة الاميركية في طهران ولمدة 440 يوم تقريبا سنة وشهرين كان ذلك في عهد الرئيس جيمي كارتر وفي عهد ريغان ” رولاند ريغان ” شهد تفجير مقر المارينز في بيروت يوم الثالث والعشرين من تشرين الاول ـ اكتوبر عام 1983 وقبلها بأشهر قليلة تفجير السفارة الاميركية في العاصمة اللبنانية التي كانت تقع في منطقة عين المرية البيروتية قتل فيها عدد كبير من ضباط وكالة المخابرات الاميركية ” سي آي أي ” على رأس هؤلاء ” بوب إيمز ” الذي كان اول من حذر ايران من احتمال تعرضها لهجوم عراقي في عهد صدام حسين . جاء ذلك في كتاب ” الجاسوس الطيب ” للكاتب ” كاي بيرد ” . وايضاً عملية ” الخُبَر ” للعام 1996 قتل فيها عسكريون اميركيون في المملكة العربية السعودية قامت بها ايران . علاوة على تهديدها المستمر بأغلاق مضيق هرمز ومنع الملاحة الدولية فيه . قامت فعلا بشلّه اثناء الحرب العراقية الايرانية بملئه بالالغام البحرية . اميركا لن تنسى هذا ولن يغيب عن بالها تهديد مصالحها في العراق لابل وجودها فيه . فقد صرحت ايران مراراً بأن القوات الاميركية رهينة لها في العراق وتكرار هذه التصريحات من قبل قادة الميليشيات العراقية التابعة لإيران مثل هادي العامري والخزعلي وغيرهم . ولا يمكن تغافل العامل الجغرافي الجديد فالحدود أمينة ومفتوحة من ايران الى اسرائيل عبر العراق وسوريا . لهذا كله اميركا تتحاشى ايران وخاصة في العراق والدليل على ذلك فأن كل قواعدها العسكرية ومعسكراتها في المناطق السنية واقليم كوردستان ولا وجود لها في مناطق الجنوب الشيعية لقناعتها بقدرة ايران على تحريك سكان هذه المناطق ضد التواجد الاميركي ومصالحها وخاصة النفطية الموجودة في هذه المناطق . وأيضاً لا تنسى هي واسرائيل تواجد حزب الله اللبناني في جنوب لبنان على الحدود الاسرائيلية عوامل ليست في صالح هاتين الدولتين . المهم أيران واميركا في حرج كبير واسرائيل ورسيا وتركيا ايضاً. سبع سنين من غرق في الوحل السوري بلا حلول وما يزيد الطين بللاً تحركات شعوب هذه الدول المريبة الرافضة لهذا الحال السيء . الذي ينذر بالخطر وخاصة النظام الايراني والتركي والروسي . . . . عبدالقادر ابو عيسى . كاتب ومحلل سياسي حر مستقل .