إلى قائد الإنسانية .. عبدالله أوجلان – دلشاد صلاح الدين مراد

على الرغم من مرور عشرين عاماً على المؤامرة الدولية بحقكم والتي أودت بشخصكم إلى زنازين الفاشية التركية، إلا إن الشعب الكردستاني وحركته التحررية لم يتخلوا عنكم بل زاد ذلك ايماناً وعزيمة في تصعيد النضال في كل الساحات المتاحة، وهو ما أفشل كل المخططات لتصفية قضية الشعب الكردستاني عموماً.

وكما نعلم إن الفاشية التركية لم تستطع أيضاً التأثير عليكم أيضاً، بل على العكس قمتم بكتابة خارطة حل – مانيفستو الحضارة الديمقراطية- ومن خلالها تم تطوير الأسلوب النضالي لحركة التحرر الكردستانية، وكذلك من خلالها تم طرح نظرية الأمة الديمقراطية التي تعتبر خلاصاً لشعوب الشرق الأوسط من الأزمات التي تعانيها المنطقة عموماً.

وباعتماد هذه النظرية والفلسفة تم تحرير مناطق روج آفاي كردستان ومعظم الشمال السوري، وتشكلت الإدارات الذاتية الديمقراطية في المناطق المحررة، وتم تطوير الحالة الإدارية نحو اعتماد النظام الفيدرالي الديمقراطي الذي يشكل لب نظرية الأمة الديمقراطية التي طرحتموه لنا.

ونحن في روج آفا والشمال السوري نلاحظ مدى نجاح هذه الفلسفة على أرض الواقع، فنرى الكردي والعربي والسرياني والآشوري والكلداني …الخ يشاركون معاً في بناء نظامهم الإداري وكذلك في كل حملات التحرير في مناطق الشمال السوري.

وبسبب ذلك كله يعيش أركان الدولة التركية الفاشية حالة من الهيستيريا نتيجة التقدم الملحوظ في تطبيق الفلسفة التي طرحتموها في مناطق روج آفاي كردستان والشمال السوري وكذلك اتساع مؤيدي حزب الشعوب الديمقراطية في باكور كردستان، مما دفعت بالفاشية التركية إلى تصعيد يرقى إلى حالة من الإبادة السياسية والجسدية، فقامت بفرض العزلة على شخصكم واعتقال الآلاف من الوطنيين في باكور كردستان وقمعت كل الوسائل الديمقراطية أمام الشعب في باكور. ودعمت المرتزقة ودفعتهم لشن هجمات على مناطق روج آفا وهي الآن تشن حرباً على شعبنا في إقليم عفرين. ولكن ورغم كل ذلك يقوم شعبنا بتطوير دفاعه الذاتي واعتمد مبدأ المقاومة الشاملة لرد العدوان التركي القائم.

أنا على يقين بانتصار خيار شعوب روج آفا وشمال سوريا في اعتماده على فلسفة الأمة الديمقراطية المطروحة من قبلكم، لأن وحدة الشعوب لا تقهر أبداً، فالتاريخ يعيد نفسه وتجربة الميديين في توحيد المنطقة يعاش في الوقت الراهن.

نعم إن الدولة التركية لم تستطع أن تؤثر عليكم أو على خيارات شعبنا قيد أنملة من خلال اعتقالكم، وكما قلتم في حديث لكم “أنا لست أسيراً بل الدولة التركية هي الأسيرة”، فإن الذي يطرح أفكاراً وفلسفة حرة هو ليس بأسير، بل الطرف الذي يظلم ويعتقل الأحرار ويقمع حقوق الشعوب هو الأسير، فلو لم تخف الدولة التركية من الفكر الحر لما لجأت إلى الأساليب القمعية.

إن الدولة التركية مطالبة بإنهاء حالة العزلة المفروضة عليكم وإخراج شخصكم من زنازينها واتباع ندائكم لإحلال السلام في الشرق الأوسط بدلاً من سياسة الحرب والقمع.

 

دلشاد صلاح الدين مراد

كاتب وصحفي – رئيس تحرير صحيفة روناهي

*كتبت هذه الرسالة في 7 شباط  2018م في سياق الحملة الجارية من قبل منظمات المجتمع المدني في روج آفا- شمال سوريا لكتابة رسائل إلى القائد عبدالله أوجلان.