تحالف الحكيم والصدر ….قراءة في الواقع ؟!!- محمد حسن الساعدي 

أبرز المتغيرات التي أفرزها الوضع السياسي في البلاد في السنوات الماضية هو أن الأحزاب الشيعية والتي كان من الصعبالتفكير باحتمالية تفككها ، أصبحت اليوم مشتتة ومنقسمة حالها حال باقي الكتل ، وأبرز هذه المتغيرات هو الزيارة التي قام بهاالصدر إلى الحكيم في مقر أقامته بالنجف الاشرف ، حيث تشير المصادر أن اللقاء انتهى بمجموعة من التوافقات المهمة بينالطرفين ، يمكن أن تفرز تحالفاً مستقبلياً مما يجعلنا أمام متغيرات كثيرة على مجمل التحالفات القادمة ، حيث تشير أغلبالتحليلات أن مثل هذا التحالف يمكن به أن يحقق التوازن في داخل البيت الشيعي ، إذ يمكن لهذا التحالف أن يكون كمقدمةلتفاهمات في المحافظات والمركز ، حيث كانت هذه التفاهمات سبباَ في حصول الحكيم والصدر على البصرة وبغداد ، وأن يكونلهما توجهاً لتشكيل الحكومة الوطنية ، هذا أن تحقق للسيد العبادي الفرصة في الالتحاق بهم .

هناك عوامل مهمة تجعل من هذا التحالف أن يكون قريباً من أحداث تغيير جوهري في مجمل العملية السياسية خصوصاً وأنذلك سيؤثر بالتأكيد على تحالف العبادي مع الحشد ( الفتح + النصر ) وعلى الرغم من حصول الأخير على العدد المريح فيالبرلمان القادم ، إلا أن مثل هذا التحالف يمكن لآي أمر مفاجأ أن يغير قواعد اللعبة السياسية ، خصوصاً وأن الحكيم يتمتعبعلاقات مميزة مع السنة والأكراد ، وهذا الأمر ينطبق مع الصدر إلى حد ما ، مما يجعل هذا التحالف مهم خلال المرحلة القادمةإذا ما تم الأمر بسلاسة ودون أي تعقيد بين الطرفين .

السيد العبادي بدا وخلال خطوته الأولى في التحالفات مطمئناً لموقعه لذلك بدأ بوضع شروط مسبقّة ، خصوصاً مع حليفه الجديد(تيار الحكمة ) من قائمة الشركاء ، ليضع شروطاً وصفها المحللون بالتعجيزية ، وهي رسالة للحكمة ( انك غير مرغوب بك )الأمر الذي جعل الأخير ينسحب ، حيث وصف المحللون هذا الانسحاب (بالانتحار السياسي ) ولكن من ينظر إلى هذا الأمر منجانبه الآخر يجد أن الحكيم وعلى ضوء فترة وجوده السياسي ، كان محافظاً على حجم وعديد جمهوره ،وربما حصل هناكتراجع خلال فترة ما ، إذ ذهبت أصواته إلى شركائه في التحالف الوطني ، مع حصول فراغ سياسي جعله يتراجع بين الجمهور، إلا أن مجمل الوضع يبدو لا خسارة فيه ، وأن التيار الشبابي الجديد الذي دخل اللعبة السياسية بأسم ( الحكمة ) لا يبدو أنمستميت على ثقل وجوده السياسي حالياً ، بقدر ما يسعى إلى بناء قاعدته الجماهيرية لخوض الاستحقاق القادم ، ألا وهوالانتخابات المحلية ، والتي يعدها الجميع تمثل خطوة مهمة في تغيير الخارطة السياسية في المحافظات ، وبما يحقق التوازنفي القوى السياسية الشيعية .

الأمر المهم الذي ينبغي الالتفات له في هذه التحالفات ، هو ضمان حفظ صوت الناخب ، وعدم ضياع الأصوات هنا أو هناك ،خصوصاً وان الجميع يعلم أن الانتخابات السابقة كان ارتفاع أصوات الصدريين على حساب أصوات المجلس الأعلى الإسلامي(سابقاً ) وهذا الأمر يجعل الطرفين أمام اختبار صعب في الحفاظ على أصواته من الضياع لهذا الطرف