تحالفات  قلققة وهشة- ماجد زيدان

اعلان  المفوضية المستقلة للانتخابات عن استلامها لقوائم المرشحين لانتخابات  مجلس النواب واغلاقها باب التغيير والتبديل في الاسماء  لم ينهي الجدل ومحاولات اعادة  النظر  ببعضها  والسعي  والمطالبة  بتمديد  المهلة  لاعادة ترتيب  تسلسلات  الاسماء او الكيانات ، وحتى هناك  من يامل تغيير تحالفاته  ولمعالجة اوضاع  الذين  خسروا في اخر ساعة  اماكنهم على لوائح هذه  القائمة المتحالفين معها اوتلك  في ”  نكته ”  لا تدل  عن حصافة سياسة من الذي دبر امر   اقصائهم.

 لاول مرة  وضعت  الاحزاب والائتلافات  نفسها في هذا  المازق ، ففي  الانتخابات السابقة كانت  المسألة تجري  ولديها  فسحة  من الوقت  الذي تستغله   لتنظيم قوائمها وتحالفاتها .

الامر  لم يكن هينا  ،  الكل  خائف  من لا يكون او يتمثل  بشكل ضعيف ، ولم يطمئنه   القانون االانتخابي الذي شرع  على وفق ما خطط ،  وذلك للسخط الكبير  على الاداء  السلبي  وحالة  استعصاء  الحلول  للمشاكل على من هم في السلطة  والنافذين  فيها انعكست   بشكل جلي   في صراع  مرير   ادى  الى تشرذم وتفتت  وحدتها  وتشضيها  الى  كيانات  اصغر ،  وكان  وما  يزال  الهاجس الضاغط بانها  قد  لا تتمثل او تخسر الكثير  من  مواقعها  ، وهذا  بات احتمال يلامس  التاكيد  .

من هنا بدأ  تكتيك  تغيير المسميات والمظاهر  والاشكال للايحاء   بانها  في حالة تتجه  نحو  المدنية  وبناء دولة  القانون  والمؤسسات  والاصلاح  ولكن تبين ان ذلك على اساس  المقاسات غير الجذرية  ولم تخرج  من  جلبابها الذي  لايزال فاعلا  ساعة الحسم .

ومع ذلك  لم تتبدد  المخاوف  وذهب  الكل يبحث عن جهة  ما  يتكأ  عليها  ويزيد  من قوته   ، منهم كان اختياره صحيحا و الاخرخطئا ودفع الثمن فورا ، حتى  وان  كانت بعيدة  عنه   سياسيا  وفكريا  ، المهم ان يتشبث بامل الحصول على بقعة ضوء    في دائرة  مجلس النواب الجديد أي ان يكون جزءا من السلطة  اذا كان من القوى الكبيرة . فليس  امامه  لتحقيق هذا سوى التحالفات المصلحية  ولو  انه يعرف هشة وقلقة ومؤقته .

ليس الحال  يقتصرعلى   الاحزاب  السلطوية والتراكيب الطائفية  والعرقية ،بل ان الامر تعداها الى  جهات   خارج   السلطة  قديمة او جديد ة وللتتذوق حلاوة السلطة  وباي ثمن ، وان كان ذلك شكليا وعلى حساب   اشياء كثيرة ما عادت يعار لها  وزنا  في  هذا الزمن الرديء .

لذلك  لا غرابة  ان  جمعت  التحالفا ت  اعداء الامس  والقوى  المتناقضة ، وجعلت  الدكتاتورية  والديمقراطية في بوتقة  واحدة ، وضعت  الشمولي  و الماضوي  الى جانب المدني  والحداثوي  ..

 ان  السمة الغالبة  لهذه التحالفات  الانتخابات  هشاشتها واستعجال بنائها  وتلون  بعض قواها والانتقالات من قطارات  ائتلافها وترك  برامجها  ووعودها  خلفها  الا الامل في المقعد  الوثير لمجلس النواب ، وكثرة  المسؤولين الاوائل  في قوائمها  كأن قبائلهم  عفوا  احزابهم  خلت من يسد  مسدهم ، وكما ان بعضها  اكتمل  ساعة اعلانها  .

 ومن االمفارقات  تستبدل  فيها اسماء وتوضع اخرى دون دراية اصحابها  وصراعات  وشجارات  على التسلسلات  في القوائم لاصطياد  غير المتبحرين في المرشحين  ومناكفات بين هذا وذاك ادت الى اشتراطات بانسحابات فلان مقابل مشاركة علان … لم نسمع من هؤلاء  وغيرهم   انسحابا  عن عدم تضمين خدمة  اوموقف  سياسي او اجتماعي  في البرامج  او رفض تبني  قانونا   يدفع  العملية السياسية  الى الامام ..

يقينا  ان  هذه ا لقوى لا مانع لديها   تتفق  على البرامج  لانها تعلم كلها  سوف لن تنفذ  منها  الا النزر  القليل الذي يؤمن المكاسب   لقادتها مجتمعين اومنفردين  وللمريدين والاتباع .

الجولة  المقبلة لاقامة التحالفات  ستكون بعد اعلان النتائج  ومعرفة  الاحجام  لكل طرف عند  ذلك الوقت ستبنى  تحالفات  اكثر استقرارا على  اساس المنافع الضيقة .