صوت كوردستان: قوات الحماية الكوردية بحركة سياسية واحدة أنهت الحصار الشامل على عفرين و أسالت اللعاب من فم الدب الابيض.. الكورد هم العامل الحاسم و الاقوى في سوريا.

قوات حماية الشعب و سوريا الديمقراطية تثبت مرة أخرى أنهم اللاعب الرئيسي في تغيير المعادلة السياسية و العسكرية في سوريا و كلما خطت تركيا و باقي القوى المعادية خطوة من أجل محاصرة الكورد و أبعادهم عن الساحة السورية و أرضهم، نرى قوات الحماية تغير اللعبة رأسا على عقب و تخرج من الازمة بشكل أقوى بكثير.

فلو بدأناها بكوباني التي دفع فيها أردوغان بداعش لغزوها و أحتلالها  و الى الدخول في جرابلس و  منع تركيا من التقدم الى منبج و الى الرقة التي حاول فيها ايضا اردوغان أستخدامها كحجة للتوغل في سوريا هذان الحدثان  الكبيران جعلا من قوات سوريا الديمقراطية و قواة حماية الشعب القوة رقم واحد في سوريا.

أحداث عفرين الاخيرة و التي كانت الاخطر على الكورد بشكل عام كانت الاخطر على الاطلاق و أستطاعت قوات حماية الشعب التعامل معه بكل حنكة على الرخم من الاستعدادات العسكرية و الدبلوماسية و السياسية الكبيرة التي أعدتها تركيا و القوى الدولية في المنطقة.

فأمريكا تركت الكورد لوحدهم و روسيا أتفقت مع تركيا و أقليم كوردستان التزم الصمت و شارك هو الاخر في الحصار على عفرين و غربي كوردستان و أوربا لم تحرك ساكنا و الامم النتحدة لم تدافع حتى عن المدنيين.

يوم أمس حصل تفاهم بين نظام الاسد و بين قوات حماية الشعب و بموجبه تم قدوم بعض القوات الشعبية السورية و التي يقدر عددها الى الان ب 400 شخص فقط الى منطقة عفرين و بموافقة الحكومة السورية و بها تم رفع الحصار عن عفرين و تحولت هذه الخطوة السياسية العسكرية الى نقطة تحول في مسار الاحداث  في عفرين. و مع أن قدوم هذا العدد من المقاتيلين سوف لن يغير ميزان القوى العسكري ألا أنه أعطى زخما سياسيا كبيرا للاحداث.

فروسيا غيرت نبرتها من الكورد و طالبت بلسان وزير خارجيتها بالتشاور مع الكورد في سوريا و الاتفاق على حل جميع المسائل مع قوات حماية الشعب.

أردوغان بكل غضبه و أكاذيبه يستعد الان للتفاوض مع نظام الاسد لايجاد في الوقت الذي كان ينادي بأسقاط الاسد.

أمريكيا سيكون لهذا الاتفاق بين قواة الحماية الشعبية الكوردية و نظام الاسد تأثرات كبيرة و خاصة أن هناك مخاوف من تقارب أكبر بين قواة الحماية و القوات السورية  و أمريكا تدرك ايضا بأنها هي السبب في وصول الاحداث في سوريا الى هذا الحد و أقدام تركيا على الهجوم على عفرين و أستخدام حتى الاسلحة الكيماوية و أمريكا لم تحرك ساكنا.

كل هذا جرى بمجرد قدوم 400 من القوات الشعبية السورية، فماذا سيحصل في حال زيادة التعاون بين قوات الحماية الكوردية و القوات السورية؟؟ أو تحركات أخرى.

هذه الايام سيكون لها تأثيرات كبيرة على مجريات التوازنات و التحالفات السياسية و العسكرية في سوريا و كل من الاسد و أمريكا و روسيا يدركون أن الكورد هم الورقة الرابحة بيضة القيان في سوريا. الكورد هم الذين يرجحون كفة طرف ضد الاخر و تركيا تدرك هذه الحقيقة و تعلم في حالة تغلبها على الكورد فأن تركيا ستنهي الاسد و النفوذ الايراني في سوريا.