القائمة السوداء –  1- سيامند حاجو- دلشاد يوسف

 يظهر بين كل شعوب العالم وبخاصة أثناء المحن والشدائد والمراحل التاريخية المصيرية أناس يبيعون ضمائرهم من أجل حفنة من المال أو لغاية الشهرة وما إلى ذلك، وفي سبيل الوصول إلى شهواتهم تلك لا يتوانون عن القيام بأي بفعل أو أي أمر يطلبه منهم أسيادهم بحق أبناء جلدتهم. والمدعو سيامند حاجو الذي يقيم في أوروبا وينشر سمومه من هناك باسم تيار المستقبل الكردي نموذج من هؤلاء، فمن هو سيامند حاجو؟

 

مشعل التمو يرفض ضم حاجو

برز اسم سيامند حاجو قبيل الأزمة السورية بسنوات كمدير لموقع الكتروني مشبوه باسم “كوردوتش” في ألمانيا، كان الهدف من ذلك إصدار تقارير مشبوهة ومشوهة وتحريضية لحركة التحرير الكردستانية، أي أنَّه كان يتحرك بحسب سياسة وتوجيهات الاستخبارات الدولية ضد الحركة السياسية الكردية.

في عام 2011م طلب سيامند حاجو من مؤسس تيار المستقبل الكردي مشعل التمو الموافقة على انضمامه إلى التيار إلا أنَّ التمو الذي كان يدرك ما يسعى إليه حاجو ومساعيه في اختراق الحركة السياسية الكردية رفض طلبه بالرغم من عرض حاجو مبالغ مالية كبيرة.

وبعد تصفية تمو في أيلول 2011م  عرض حاجو مرة أخرى طلب الانضمام للتيار وهذه المرة تمت الموافقة على طلبه من القيادة الجديدة للتيار المتمثلة بريزان شيخموس الذي خلف التمو في إدارة مكتب العلاقات العامة في التيار، وعقد الشخصان تكتلاً تنظيمياً في مواجهة عائلة مشعل التمو وبعض القيادات الموالية لها، وعين سيامند حاجو مسؤولاً عن منظمة التيار في أوروبا ومن هناك التف حوله مجموعة من راكبي ومستغلي الثورة السورية ومنهم عبدالسلام عثمان وجيان عمر.

الوشاية والتضليل والتبرير للأعداء

اتبع حاجو أسلوب الوشاية وتقديم معلومات مضللة إلى الأوروبيين في سبيل تشويه صورة وحدات حماية الشعب التي تدافع عن أرض وشعب روج آفاي كردستان، ناهيك دفاع حاجو المستميت عن  إجرام وإرهاب مرتزقة داعش والنصرة، نافياً في لقاءاته مع الأوروبيين في العام 2013م حصول أي مجازر للكرد في تل حاصل وتلعران على يد النصرة والفصائل المتطرفة، وقد تبرأت عائلته منه في تصريح نشر في 13 آب 2013م على أعقاب دفاعه وتبريره لإرهاب النصرة.

وترددت آنذاك أن كل من المرتبطين بتكتل “شيخموس- حاجو” في التيار محمد الشيخ وفرهاد تمي من مدينة الدرباسية متهمون بالتواصل مع المجموعات الإرهابية ومنها جبهة النصرة، وبأن محمد الشيخ قد أعدَّ قائمة بأسماء مائة شخص ورفعها لإحدى الجماعات الإرهابية لتقديم السلاح والعتاد لهم لمحاربة وحدات حماية الشعب.

طرد حاجو و شراء الذمم

كان التيار في مرحلة ما بعد مشعل تمو تعج بالخلافات، فعائلة التمو كانت تصر على الحفاظ على إرث مؤسس التيار مشعل التمو والحذر من دخول بعض المخترقين والجواسيس في قيادة التيار ولذلك كانت العائلة ترغب باختيار العضوة المقربة من تمو “نارين متيني” لقيادة التيار، فيما كان سيامند حاجو الذي انضم للتيار فيما بعد وأصبح مسؤول أوروبا للتيار يقوم بشراء ذمم أعضاء التيار وبخاصة في أوروبا ليجعل منهم كتلة تابعة له، مستفيداً من خلاف رئيس مكتب العلاقات العامة ريزان شيخموس مع عائلة التمو الذين رغبوا بإقصائه عن قيادة التيار.

وفي 11 تشرين الأول 2014م عقد مكتب العلاقات العامة اجتماعه الدوري العام، وانتخب فيه نارين متيني رئيسة لمكتب العلاقات العامة. وعلى إثر ذلك تحرك الرئيس المخلوع لمكتب العلاقات العامة ريزان شيخموس الذي انتقلت إقامته إلى الخارج، والتجأ لسيامند حاجو مسؤول منظمة أوروبا للتيار للانتقام من عائلة التمو لينظما مؤتمراً انشقاقياً لتكتلهم باسم المؤتمر العام لتيار المستقبل الكردي في مدينة إستنبول التركية بدعم من الاستخبارات التركية حيث تم اختيار سيامند حاجو رئيساً للحزب الجديد المنشق عن التيار الأم، وكان من بين قرارات مؤتمرهم إطلاق حملات لتشويه صورة وحدات حماية الشعب والحركة السياسية الكردية في كردستان عموماً وروج آفاً بخاصة، والعمل على تشكيل خلايا عسكرية سرية لمحاربة وحدات حماية الشعب.

وعلى إثر ذلك عقد تيار المستقبل الكردي /الأم/ اجتماعاً له في مدينة قامشلو بتاريخ 21 -10-2014م اعتبر أن ما حدث في إستنبول تحت مسمى المؤتمر العام للتيار هو اجتماع خاص ببعض الأشخاص الساعين للشهرة والطامحين لسرقة اسم تيار المستقبل وأنَّ استهدافهم لوحدة التيار التنظيمية وخطه السياسي من خلال تشكيل تيار وهمي خاص ببعض ذوي النفوس المريضة، وقرر المجتمعون رفع الصفة السياسية والتنظيمية عن كلٍّ من سيامند حاجو وريزان شيخموس وغربي حسو وفاطمة عثمان وجيان عمر وسالار عبدو واعتبار أي عضو يتبنى قرارات اجتماع إستنبول بحكم المفصول من التيار. وأكد المجتمعون أنهم يرفضون العسكرة الحزبية وبخاصة في هذه الظروف الحساسة واعتبروا أنَّ الداعين إلى العسكرة باسم تيار المستقبل الكردي إنما يدعون إلى الفتنة والاقتتال الكردي الكردي.

دعوة قضائية ضد نجل مشعل تمو

في الثاني من نيسان عام 2015م نشر نجل مشعل تمو “مارسيل تمو” عضو منظمة أوروبا في تيار المستقبل على صفحته حول علاقة سيامند حاجو وجيان عمر بجبهة النصرة محذراً من مخاطر تعامل هؤلاء مع النصرة على الشعب الكردي في سوريا. وعلى إثر ذلك تلقى مارسیل مشعل تمو إنذاراً من سيامند حاجو وجيان عمر اللذَين طالباه بإلغاء البوست الذي يكشف علاقتهما بجبهة النصرة وهددا مارسيل بإقامة دعوى جزائية وأخرى مدنية للمطالبة بتعويض قدره 250 ألف يورو.

العميل المدلل لتركيا

وجد الأتراك في شخصية سيامند حاجو الصفات الخيانية اللازمة لتقديم الدعم إليه، ولذلك أتى تأسيسه لحزبه  بدعم وتوجيه تركي، بل وضغطت أنقرة على رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البرزاني لإضفاء الشرعية على تنظيم سيامند حاجو، من خلال تأمين لقاء بينه وبين حميد الدربندي مسؤول ملف روج آفا في الديمقراطي الكردستاني، وفي أعقاب ذلك طلب الدربندي من المجلس الوطني الكردي قبول انضمام جناح/ سيامند حاجو ضمن صفوف المجلس، بل وعين مسؤولاً للعلاقات الخارجية في المجلس الوطني الكردي، وهو ما يشكل أحد أوجه الاختراق الاستخباراتي التركي الخطير للمجلس الكردي.

الولاء لأسياده… والتحريض ضد الشعب الكردي

بعد نجاح المساعي التركية لضم حاجو إلى المجلس الوطني الكردي، بدأ حاجو بحملة تحريضية ضد الشعب الكردي لدى الدول الغربية والتسويق للمواقف التركية المناهضة للكرد، حتى أنَّه حمَّل في مؤتمر صحفي الدولة التركية مسؤولية تنامي قوة وحدات حماية الشعب وتمددها، لأنها غضَّت الطرف عنها، ولم تدعم الأحزاب الكردية بالسلاح لمواجهتها.

وزار حاجو واشنطن في منتصف حزيران 2016م والتقى مسؤولين أمريكيين بصفته مسؤول العلاقات الخارجية للمجلس الوطني الكردي حيث دعاهم لمواجهة حركة التحرر الكردستانية وضرب مكتسبات الشعب الكردي في روج آفا، وانتقد الإدارة الأمريكية لتعاملها مع الكرد في سوريا وجعلها وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي حليفاً لهم، واصفاً للأمريكيين وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي بأنهما تنظيمان إرهابيان، وقال للأمريكيين: إنَّه لا يجوز تسليح وحدات حماية الشعب كونها عدوة لتركيا العضوة في الناتو.

وفي أعقاب قيام نظام أردوغان بحملة الاعتقالات بحق قادة وأعضاء حزب الشعوب الديمقراطية في باكور كردستان وتركيا، تهجم سيامند حاجو على حزب الشعوب وحركة التحرر الكردستانية مبرراً اعتقال أعضائه، وقال إن هذا الحزب تابع لحزب العمال الكردستاني المصنف تركياً في قائمة الإرهاب وأنه ليس البديل الديمقراطي.

تركيا توجه وتأمر … وحاجو ينفذ

وللإبقاء على النفوذ التركي في المجلس من خلال كل من ابراهيم برو رئيس المجلس وسيامند حاجو مسؤول العلاقات الخارجية، عقد كل من سيامند حاجو وابراهيم برو وفؤاد عليكو مع المسؤول التركي المكلف بالملف السوري في مدينة غازي عنتاب التركية خلال عام 2017م لتنسيق المواقف ضد شعب روج آفا وحركتها السياسية واتفق الطرفان على تأجيل مؤتمر المجلس الوطني الكردي إلى إشعار آخر والاحتفاظ برئاسة المجلس لابراهيم برو ومسؤولية العلاقات الخارجية لسيامند حاجو, رغم اعتراض بعض الأطراف والشخصيات ضمن المجلس لتأجيلها.

التبرير للعدوان التركي على عفرين

وتأكيداً لعمالة سيامند حاجو وتنفيذه للأوامر الاستخبارات التركية أبدى حاجو تعاطفه مع الاحتلال التركي في عدوانه على عفرين في معظم لقاءاته الإعلامية منذ بدء العدوان التركي ومرتزقته على إقليم عفرين في 20 كانون الثاني 2018م، وقال في لقاء مع تلفزيون زاغروس في باشور كردستان إن التدخل التركي الحاصل في عفرين “الهدف منه هو القضاء على حزب الاتحاد الديمقراطي وهو ليس حرباً ضد الكرد في عفرين. حتى الآن تركيا تحاول عدم وصول الحرب إلى عفرين، الحرب التي تحصل الآن ضعيفة، وهي في القرى المجاورة لعفرين، إذا أرادت تركيا سوف تتدخل في عفرين بسهولة”. ورفض في اللقاء نفسه انسحاب المجلس الوطني الكردي من الائتلاف الذي أصدر بياناً لتأييد العدوان التركي على روج آفا.

وبتاريخ 14-2-2018 نظمت الدوائر التركية محاضرة لسيامند حاجو لتبرير العدوان التركي في عفرين في “معهد سيتا” بإستنبول، وفور تداول بعض وسائل التواصل الاجتماعي حول نية حاجو المشاركة في تلك المحاضرة، ظهرت موجة من الغضب في الوسط الكردي، وأصدر ثلاثة من شخصيات عائلة حاجو بياناً أكدوا فيه تبرأتهم من أفعال وتصرفات سيامند حاجو. وحتى المجلس الوطني الكردي الذي كان داعماً لتصرفات حاجو طوال الفترة الماضية، أصدرت في اللحظة الأخيرة توضيحاً برأت نفسها من تصرفات حاجو، وأكدت إنه ليس عضواً في لجنة العلاقات الخارجية، وأن تنظيم تيار المستقبل الذي ينتمي إليه قد تمّ تجميدُ عضويته.

 

إن المجلس الوطني الكردي الذي يزعم تمثيله لطيفٍ من الشارع الكردي في روج آفا، عليه أن يثبت وطنية توجهاته، ولذا عليه أن يعجِّل بطرد المخترقين والجواسيس والمرتبطين بالاستخبارات التركية ضمن صفوفه.

 

المصادر:

  • تقرير خبري نشر في موقع كوردستريت بعنوان “آل حاجو تتبرأ من سيامند حاجو لنفيه وقوع مجازر في تل حاصل وتل عران” بتاريخ 13 آب 2013م.
  • البيان الصادر عن اجتماع مكتب العلاقات العامة لتيار المستقبل الكردي في سوريا في قامشلو المنعقد في 21-10-2014م.
  • تقرير خبري نشره موقع RojavaNews بعنوان “رئيس حزب المستقبل الكردي يهاجم الـENKS و ممثلة التيار ترد وتوضح تناقضات حديثه” بتاريخ 1-4-2015م.
  • تصريح تيار المستقبل الكردي في سوريا “مارسيل مشعل التمو يتلقى انذاراً وتهديداً من سيامند حاجو وجيان عمر” بتاريخ 30-4- 2015م.
  • حوار صحيفة بوير بريس مع نارين متيني رئيسة تيار المستقبل الكردي، نشر في العدد /18/ بتاريخ 1-5-2015م.
  • تصريح مكتب الإعلام المركزي للحزب اليساري الكردي في سوريا الصادر بتاريخ 27-6-2016م، رداً على تصريحات سيامند حاجو.
  • اللقاء المنشور في موقع عربي21 مع سيامند حاجو بتاريخ 4 -7- 2016م.
  • تقرير خبري نشر في موقع “سوريا24″ بعنوان ” انشقاق ينتظر التيار الكردي وتأجيل مؤتمر المجلس بتوصية من السلطات التركية للإبقاء على إبراهيم برو” بتاريخ 15 -11-2016م.
  • لقاءً ضمن برنامج ARK –لقاءات (Hevpeyvîn) مع عضو العلاقات الخارجية للمجلس الوطني الكردي في سوريا ENKS سيامند حاجو بتاريخ 30 كانون الثاني 2018م.
  • توضيح من الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي في سوريا بخصوص محاضرة سيامند حاجو، صدر بتاريخ13-2-2018
  • بيان مشترك الى الرأي العام الكردي حول تصرفات سيامند حاجو من جانب “الدكتور بنكي حاجو، الدكتور حزني حاجو، الدكتور زرادشت حاجو” صدر بتاريخ13-2-2018

*نشر في صحيفة روناهي/ سوريا – العدد 472  الصادر بتاريخ 21-2-2018