مهدي المولى-   هل يوجد تيار  مدني::  اين هو من هو

اي نظرة عقلانية موضوعية لوضع ما يسمى بالتيار المدني العلماني  لاتضح لك بشكل واضح وجلي ليس هناك اي كيان او تيار واضح المعالم   والابعاد  اسمه التيار الكيان المدني الديمقراطي في العراق  مهما كانت نظرتك عميقة وبعيدة لا ترى سوى  اشخاص مجموعات صغيرة متناثرة متنافرة تعيش في عالم خاص بها بعيدة عن الواقع الذي تعيشه تعيش في عزلة عن مجتمعها لهذا كل ما تطرحه لا علاقة له بواقع الجماهير  ومعاناتها وآلامها وطموحاتها     فانها تطلب من الجماهير الصعود اليها تطلب من الجماهير ان  تصعد اليها و تزورها وتطوف حولها  وهذا هو المستحيل كان المفروض بهذه المجموعات  بهؤلاء الاشخاص التي تدعي المدنية العلمانية الديمقراطية اليسارية والتي هي بعيدة كل البعد عن هذه التسميات والتي لا علاقة لها بها بل انها ضدها    ان تنزل الى  الجماهير الى مستواها الى واقعها  وتدرس واقعها وتدرك مستواها بشكل جيد وبعقل متفتح وتنطلق من مستواها الفكري ومن واقعها  بحيث    تفهم النقاط المضيئة في واقعها والنقاط المظلمة وتنطلق من تلك النقاط المضيئة  وفي نفس الوقت تخمد النقاط المظلمة    المؤسف والمحزن نرى هذه الشخصيات اوالمجموعات التي تطلق على نفسها المدنية الديمقراطية العلمانية  في حالة صراعات وخلافات في ما بينهم كل شخص مجموعة يقول تقول انا الافضل وانا الاحسن وانا وحدي المنقذ والمخلص  وكل مجموعة كل شخص يتهم الآخ بالخيانة والعمالة وانه وحده القادر على كل شي  رغم انهم لا في العير ولا في النفير  والاكثر سوءا من ذلك انهم كثير ما يزدروا   بالشعب ويتهموه بالتخلف لا يفهم  ماذا يختار وانه قطيع  لا يدرون انهم السبب في ذلك   انهم معلم فاشل  لا يدرون ان الشعوب  تمر في مراحل من التطور والنمو كالفرد لكل مرحلة مستوى وعلى المعلم ان يفهم مستوى الفرد وواقعه لا ينطلق من مستوى اعلى من مستواه وواقعه  والويل للطالب للشعب اذا انطلق معلمه من هذا المنطلق لا شك سيؤدي الى عزوف وعدم رغبة وفشل في التعليم وفي هذه الحالة  نلوم المعلم ونصفه بالمعلم الفاشل ونحمله المسئولية ولا يمكن ان نلوم الشعب ولا حتى الجهات الاخرى التي تراها مخالفة لها

المؤسف ان هذه المجموعات التي تدعي المدنية العلمانية الليبرالية بدلا من ان تكون معلم ناجح في رفع مستوى الشعب وتغيير واقعه الى الافضل من خلال الاعتراف بالامر الواقع خاصة بعد تحرير العراق  الذي خلق واقع جديد حيث سمح للعراقيين جميعا الانطلاق والتحرك كل واحد من مستواه   ووعيه ومصلحته الخاصة عائلي عشائري مناطقي طائفي عنصري ديني وهذا امر طبيعي خاصة اننا عشنا ألوف السنين في ظل الاستبداد والعبودية الحاكم الواحد الرأي الواحد العائلة الواحدة الدين الواحد وفجأة وبدون مقدمات رمتنا امريكا في بحر التعددية الفكرية والسياسية  وبما اننا لانملك تجربة ولا ممارسة ولم نعرف قيمها واخلاقها وقوانينها   ليس هذا فحسب بل اننا استخدمنا قيم واخلاق وقوانين العبودية والاستبداد في  بحر الديمقراطية والتعددية الفكرية

وهكذا اصبحت اكثر وبالا من نظام صدام وفي هذه الحالة  لا يمكننا ان نحمل الشعب المسئولية بل يتحمل المسئولية القوى التي تدعي الديمقراطية والمدنية واللبرالية كان بأمكانها ان لم تنهي معانات الشعب وآلامه  ان تخفف من كل ذلك وتضعه على الطريق الصحيح لو اتخذت الخطوات التالية

وحدة القوى المدنية الليبرالية الديمقراطية  المدنية جميعا في تيار واحد وفق خطة واحدة وبرنامج واحد وفق رؤية موضوعية واقعية والتحرك بموجبها كان المفروض ذلك ان يكون  قبل تحرير العراق  لكنه للاسف لم يحدث حتى بعده وحتى الآن بل اخذ كل واحد يبحث عن مصلحته الخاصة وكل واحد دخل في قائمة وهذا هو السبب في ضياع  التيار المدني الديمقراطي وتلاشيه وضياعه

على   التيار المدني الديمقراطي الموحد  يدرس   كل القوى السياسية  في الساحة السياسية  بدقة   وعناية ويرى من هي الاكثر قربا من الديمقراطية والاكثر حرصا على تطبيقها ويتقرب منها ويتعاون ويتحالف معها لا بأسم افراد ومجموعات صغيرة وانما باسم تيار كيان مدني عراقي

النزول من بروجها العاجية والعيش مع الشعب والتخلي من نظرة انهم الافضل والاحسن وانهم وحدهم في الساحة  وغيرهم عملاء وخونة

ان تكون مهمتهم الاولى هي ترسيخ ودعم الديمقراطية ويكون حكمهم على القوى الاخرى وتقربهم منها وبعدهم عنها من خلال بعد وقرب تلك القوى من الديمقراطية  وعليها ان تعي وتدرك ان الديمقراطية ليست ملابس  تخلع وتلبس وانما  هي سلوك وقيم واخلاق تحتاج الى تجربة الى ممارسة الى وقت  وهذا يتوقف على المعلم في هذه الحالة

كما على القوى المدنية ان تعي وتدرك ان حكم الحزب الواحد الرأي الواحد الحاكم الواحد  لا مكان له واذا وجد فانه وباء مدمر للشعب ولمن يدعوا اليه نحن في عصر حكم الشعب  وهذا يعني حكم الجميع يعني الجميع تطرح افكارها ووجهات نظرها وتدع هذه الافكار  تتلاقح  تتفاعل مع بعضها لا تتصارع  وما ينتج عن هذا التلاقح والتفاعل هو الذي يجب الركون اليه والعمل بموجبه

تأسيس كيان تيار مدني عراقي واحد يضم كل العراقيين بكل اطيافهم واعراقهم واديانهم وكل محافظاتهم  وكل من ينتمي اليه يكون شعاره انا عراقي وعراقي انا  لا مدني سني ومدني شيعي ومدني كردي ويكون صوته واحد اذا صرخ ابن البصرة  يرد عليه ابن اربيل وابن الانبار والعكس

اذا خرجت مظاهرات في  كربلاء تخرج مظاهرات في الانبار واربيل

هل يوجد تيار مدني اين هو من هو