رغم الصعوبات بل العوائق الحقيقية امام تحقيق اهدافه العسكرية و السياسية و تصادمه مع القوة الداخلية الشعبية لبلده رغم تاييد الاحزاب، و من ثم الخارجية كافة على غير ما سارت اموره في احتلال عفرين من قبل، الا ان اردوغان لا يكف عن فعلته التي يمكن ان يشبهها الجميع باحتلال الكويت من قبل شبيهه الدكتاتور في العراق، و يصر على تحقيق غرضه الذي افدم عليه دون حسابات دقيقة هذه المرة، وهو الوصول الى الذهب الاسود قبل اي كلام او ادعاء واهي معيدا ما حققت بلاده في قبرص من قبل، و اليوم يعمل على قدم و ساق في تنقيباته في البحر الابيض متعديا حتى خلى حقوق الاخرين و مخترقا للقوانين الدولية، و كانت الحجج مماثلة ايضا في وقته.
لقد اصطدم بالقوة و العزيمة الكوردية في كوردستان الغربية على غير ما اعتقده مبنيا افكاره و اعتقاداته و تخميناته على سرعة تقدمه في استغلال الفرص المؤآتية من قبل كما فعل في عفرين و انتهى بالوصول الى مرامه بحجج مختلفة في الشكل و واحدة في فحواها و هي محاربة الارهاب دون ان يوضح او يقدم ما يثبت ذلك، و دون ان يعلم بنفسه بانه يمارس ارهاب الدولة في التعدي على الاخر المدني بقوة عسكرية غاشمة و باسم الدين و هو يريد فرض دينه اجداده الشمامانية جوهرا باسم الاسلام مظهرا.
لكنه و رغم تاكده من انه لا يمكن ان يحقق مرامه بسهولة، فكلما طال الوقت انه سيتواجه مع صعوبات و عراقيل و عوائق اكبر من قدرته على الدوام، فهل عدم استجابته لمطالبات العالم اجمع بالتراجع من اجل الحفاظ على ماء وجهه و يريد ان يخرج منه دون ان يلقى رفسة داخلية، ام لازالت المشاكل الداخلية تحيط به و لم تزل تضايقه و ان عاد خائبا سوف تزداد و يمكن ان تخنقه على العكس مما اراد ان يهرب منها بعملياته و اراد ان يضرب عدة عصافير بحجر واحد، و لكنه خاب امله من جهة، و اراد ان يقلب الخسارة الداخلية الى الفوز بعملية خارجية من جهة اخرى.
من يتابع الوضع و يقارنه على ما حدث ابان احتلال عفرين من كافة الجوانب و المواقف ادولية في مقمدتها و بالاخص موقفي امريكا و روسيا في حينه و المرحلة التي اتمت العملية فيها و من ثم موقف النظام السوري اضافة الى موقع العملية و اختلافها جذريا من حيث الحيوسياسي مع ما يجري اليوم و الموجود من الضرورة الذاتية له و الصورة التي يطمح اليها اردوغان قبل اي شيء اخر و يشغل جل تفكيره، و لكنه لا يعتقد ابدا بانه كان طعما من قبل امريكا و استغلته مراكز القرار الامريكية مع ما يحملون ضد ترامب ايضا، و عليه اصبحا في دائرة و مستنقع يمكن ان يوقعا بضربة قاضية واحدة معا.
ترامب كما اردوغان، فنهما علىالرغم من اختلاف تربيتهما و ثقافتهما فانهما يفهما اللغة ذاتها التي يتكلما بها سياسيا، و لهما اهداف مشابهة و اساليب يمكن ان تكون قريبة كثيرا في جوهرها و ربما يختلفان في تاريخ البلدين و ما يحتويانه من البنى التحتية و الفوقية و النظام السياسي لكل منهما، الا انهما يفكران في النقطة ذاتها و بخلفية مشابهة الى حدما ان لم تكن مطابقة كليا في جوانب عديدة رغم اختلاف مسيرتهما و لكنهما متشابهان فكرا و توجها و عقلية على الرغم من عدم اعترافهما بذلك.
عدم عثور ادروغان لحجة يمكن ان يقنع الداخل و ان يتاكد من عدم تلقيه ضربة اقوى و التهاوي في امره وتراجع ما حققه نسبيا من تحقيق الوحدة الداخلية المؤقتة ابان العملةي العسكرية في كوردستان الغربية نتيجة التعصب العقيدي و العرقي الذي يتصف به الترك، و تاريخهم مشهود له منذ مجيئهم من اقاصي اسيا مستغلين الواقع في حينه و محتلين مستندين على ما اتصفوا به من العنجهية و الشراسة و لما اتسموا به من العنف نتيجة اعتمادهم على اكل اللحوم اكثر و في مقدمته لحوم الكلاب و منها المستعرة . فانهم و مع شراستهم و عنجهيتهم و اعتمادهم على القوة البدنية و بادعاءات كثيرة الا انهم استغلوا الاسلام دينا و غيروا من دينهم الاصلي الشمامانية لعدم توافقه مع الموقع الجديد الذي احتلوه ابان عهد جنكيزخان و تيمورلنك، فانهم نجحوا في خداع الناس بتثبيت نفسهم و تحقيق ما جاءوا من اجله باسم الدين الغازي ايضا و لكن بادعاء مذهبي متعصب.
و عليه يمكن ان نقرا اسباب اصرار اردوغان بخلفية تاريخية و بواقع جديد و بنفسية و خلفيات و عقائد متوارثة لعرقه و نكشف بها زيف اداعاءته التي تماثل ما اقدم عليها اجداده من قبل. فانه يمكن ان يصر الى ان يمكن ان يضظر مجبرا الى العودة عن قراره و الا ليس بامكان اي منا ان يعقتد بانه يحس بخطاه و ما يتلقاه من معارضة شديدة من قبل العالم، اضافة الى ما يتصف به سياسيا كدكتاتور في عقليته و عدم تقبله لما يمكن ان يعتقد بانه فشل في مهمته، كما حصل عند شبيهه الدكتاتور العراقي من قبل الى ان لقي حتفه بناءا على غروره و عنجهيته و خلفيته الفكرية، و هذا حال الدكتاتوريات كافة في اي موقع كانوا.
و يمكننا ان نلخص اسباب عدم اذعان اردوغان حتى للنصائح المفدمة اليه نتيجة اسباب و من جوانب عديدة منها؛ تاريخية و عرقية و فكرية و عقيدية و نفسية مرضية يحملها بني قومه جميعهم وليس لوحده فقط، و من ثم اسباب سياسية و ظروفه الداخلية و عوامل اقتصادية مادية مغرية تجعله ان يتمادى اكثر في غيه.
و عليه اننا نعتقد بانه لا يمكن ان يتراجع الا ان يصطدم بصخرة سياسية عسكرية اقوى تمنعه عن التقدم و ربما تكسر انفه شخصيا او سياسيا داخليا ايضا، او في حال بان له انه رسخت ارضية ملائمة من عدم تلقي رد فعل سلبي داخليا حال تراجعه و هذا بعيد جدا في هذا الوضع الذي اوقع نفسه فيه.