دعا الرئيس التركي رجب طيّب إردوغان الأحد 09/06 الاتّحاد الأوروبي إلى البقاء على “الحياد” في الأزمة بين تركيا واليونان في شرق البحر المتوسّط، حسب ما أعلنت الرئاسة التركيّة
من جهته، شدّد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، خلال اتّصال هاتفي مع إردوغان، على أهمّية خفض التصعيد بين البلدين، داعياً تركيا إلى وقف الأنشطة التي من شأنها تغذية التوتّرات مع اليونان، حسب ما قال دبلوماسي أوروبي.
وأوضحت الرئاسة التركيّة أنّ إردوغان دعا خلال الاتّصال الهاتفي مع ميشال “المؤسّسات والدول الأعضاء في الاتّحاد الأوروبي إلى التحلّي بالعدالة والحياد والموضوعيّة والتصرّف بمسؤوليّة في القضايا الإقليميّة، ولا سيّما في شرق البحر المتوسّط”.
ويحتدم الخلاف بين تركيا واليونان، وكلاهما عضوان في حلف شمال الأطلسي، بشكل متزايد بسبب ثروات الغاز والنفط في شرق المتوسط منذ أن نشرت تركيا سفينة استكشاف الشهر الماضي في المنطقة. وكان إردوغان شدّد السبت لهجته حيال اليونان، محذّراً إيّاها بالقول “إمّا أن يفهموا بلغة السياسة والدبلوماسيّة، وإمّا بالتجارب المريرة التي سيعيشونها في الميدان”.
وقال إردوغان في كلمة خلال افتتاحه مدينة طبية في اسطنبول “سيدركون أن تركيا تملك القوة السياسية والاقتصادية والعسكرية لتمزيق الخرائط والوثائق المجحفة التي تُفرض عليها”، في إشارة الى المناطق المتنازع عليها بين تركيا واليونان. ولفت الى أنّ “تركيا وشعبها مستعدّان لأيّ سيناريو والنتائج المترتبة عليه”.
وأعلن حلف الأطلسي في وقت سابق أنّ محادثات تقنيّة ستبدأ لتجنّب وقوع حوادث بين أسطولي البلدين، لكنّ أثينا قالت إنّها لم توافق على المحادثات. واتّهمت أنقرة اليونان برفض الحوار. وتحضر الأزمة على جدول أعمال قمّة الاتّحاد الأوروبي في 24 و25 أيلول/سبتمبر. ودعا بعض الأعضاء في الاتّحاد إلى فرض عقوبات على تركيا.
وشدّد الرئيس التركي الأحد على أنّ موقف الاتّحاد الأوروبي شرقي المتوسّط “سيكون اختباراً لصدقيّته” في ما يتعلّق بالقانون الدولي والسلام الإقليمي، حسب الرئاسة التركيّة. وقال إردوغان إنّ المواقف المحرّضة التي يتّخذها بعض المسؤولين الأوروبيين لا تُساهم في التهدئة. وكان وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل تحدث عن إمكان فرض عقوبات على تركيا، على غرار ما فعلت باريس.
وقال ميشال لأردوغان الأحد إنّ “كل الإجراءات – بما فيها نهج الجزرة والعصا – ستُدرس” خلال القمّة في نهاية أيلول/سبتمبر، حسب ما قال الدبلوماسي الأوروبي. ومع تصاعد التوتّر مع اليونان في شرق البحر المتوسّط، بدأ الجيش التركي الأحد تدريبات سنويّة في “جمهوريّة شمال قبرص التركيّة” التي لا تعترف بها سوى أنقرة. وقبرص مقسّمة منذ العام 1974 بين جمهوريّة قبرص العضو في الاتّحاد الأوروبي والمعترف بها دوليّاً، و”جمهوريّة شمال قبرص التركيّة” الانفصاليّة.
وتنشر تركيا عشرات الآلاف من جنودها في شمال الجزيرة الانفصاليّ منذ غزوه عام 1974، ردّاً على انقلاب لقوميّين قبارصة سعوا إلى إلحاق جزيرة قبرص باليونان. وكتب نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي على تويتر أنّه في ظلّ تصاعد التوتّر، بدأ الجيش التركي مناوراته المسمّاة “عاصفة البحر المتوسّط” مع القيادة الأمنيّة القبرصيّة التركيّة. وأضاف أنّ “الأولويّات الأمنيّة لبلدنا ولجمهوريّة شمال قبرص التركيّة، لا غنى عنها”.
وأشارت وزارة الدفاع التركيّة من جهتها، عبر تويتر، إلى أنّ التدريبات المقرّر أن تستمرّ حتى الخميس، تتواصل “بنجاح”. وتقول قبرص واليونان إن أنقرة تنتهك سيادتهما بتنقيبها عن موارد الطاقة في مياههما الاقليمية. ونشرت تركيا في 10 آب/أغسطس سفينة الاستكشاف “عروج ريس” يرافقها اسطول من السفن الحربية في المياه بين قبرص وجزيرتي كاستيلوريزو وكريت اليونانيتين. وتم تمديد بقاء السفينة في المياه المتنازع عليها ثلاث مرات.