جنوب كردستان بين نار الإستبداد والديون- بيار روباري

 

قبل أيام وفي كلمة له أمام برلمان إقليم جنوب كردستان، وتحديدآ في تاريخ 5 تشرين الأول 2020، أعلن رئيس حكومة الإقليم “مسرور البرزاني”، أن حجم الديون المترتبة على الإقليم وصلت إلى (28) مليار دولار أميركي، توزعت على ديون خارجية وداخلية، ومستحقات الموظفين خلال الادخار الإجباري وأيضا ديون لمصارف محلية على الحكومة.

وأضاف في معرض حديثه، أن الإصلاح أهم مهام حكومته وسيشمل القطاعين: القطاع المالي والقطاع الإداري. وفصل قائلآ أن الحكومة ستتخذ كافة الإجراءات لمنع التهرب الضريبي، فضلا عن فرض ضرائب جديدة على شركات الاتصالات والمشاريع الاستثمارية.

وتابع أن الحكومة اتخذت أيضا إجراءات جديدة فيما يخص الكمارك والمعابر الحدودية، من خلال إيقاف عمليات التهريب التي تحدث فيها. ولكنه برر ذلك ببقاء وجود ادارتين إدارة اربيل والسليمانية، على المعابر الحدودية، وأنهم يحاولون ازالة هذه الآثار، وشكلوا لجانآ في وزارتي الداخلية والبيشمركة لمنع عمليات التهريب.

وكما أشار البرزاني في كلامه، إلى أن هيئة الاستثمار في إقليم جنوب كردستان قامت بإلغاء (30) مشروعآ من الذين حصلوا على قطع اراضي، ولم يقوموا باستثمارها. وأعلن أن الحكومة قامت بخفض 15‎%‎ على سلف الزواج والعقارات.

وأوضح خلال كلامه أن “أكبر خطر يهدد إقليم كردستان، هو غياب الاتفاق الكردي الداخلي”، لافتآ إلى ان الدستور العراقي اعترف بالإقليم ككيان فدرالي لكن هناك أصوات تطالب بالعودة الى بغداد بشكل مباشر وهذا أيضآ يهدد كيان الاقليم.

وفي الجانب الأمني، قال مسرور البرزاني أن “حكومته طلبت تنسيقا بين البيشمركة والجيش العراقي لتأمين المناطق التي يتواجد بها عناصر داعش. وفيما يتعلق بالمادة 140 من الدستور، قال نلمس تقبلآ من قبل الحكومة العراقية الحالية، لجهة تطبيق المادة 140 من الدستور المتعلقة بتحديد مصير مناطق النزاع بين بغداد واربيل.

 

هذا ما قاله رئيس وزارء الإقليم، ولم نرى ونسمع سؤالآ وجيم، من قبل حضرات النواب والزعيم!!!!!

لجهة صدقية هذا الكلام من عدمه. تعالوا معي أيهاء الإخوة الكرام لنفكك هذه الطلاسم، وندحض هذا اللغوا والكلام الإنشائي، الذي يكررونه على مسامعنا منذ ثلاثين عامآ، وتقريبآ بنفس الوجوه والأشخاص، وكأننا نشاهد مسلسل مكسيكيآ لا نهاية له.

 

الطلسم في كلام رئيس الوزراء:

الطلسم الأول: طلسم س”.

حيث قال: سنصلح، سنفعل، سنعمل، سنحاول، سنشكل، سنفاوض، سنجري، سنحاور، سنقيل، سنحيل، سنحاسب، سننفذ، …… إلخ.

كيف يمكن لشخص مسؤول في الموقع التنفيذي الأول، أن يتحدث بمثل هذه اللغة؟؟ هذه ليست لغة  شخص مسؤول عن شعب وعن بلد يطمح للحرية والديمقراطية أبدآ. لم أسمع في حديثه تاريخآ محددآ عن تنفيذ برنامج معين، ولا عن كيفية وصيغة تنفيذ تلك السياسات، ولماذا لم ينجز شيئ من كل ذلك في المرحلة الماضية، ومن هو المسؤول؟

 

الطلسم الثاني: “طلسم الديون”.

لم يذكر متى إستدان الإقليم هذه الأموال؟ ولا مِن أية جهة إستدان؟ ولا سبب الإستدانة؟ ولا كم هي الفوائد المترتبة على تلك الديون؟ ولا الشروط السياسية والإقتصادية التي وقعوا عليها لقاء حصولهم على تلك الأموال؟ ولا على ماذا صرفوا تلك الأموال؟ وأتحدى أي مسؤول في الإقليم، أو عضو برلماني لديه إطلاع كل تلك التفاصيل. الوحيدين المطلعين على تلك التفاصيل حيتان عائلة البرزاني والحلقة الضيقة المحيطة بهم فقط.

ولم يخبرنا معالي رئيس الوزراء، كم مليار من هذه المليارات دخلت الى خزينة حكومة عائلتهم؟ وكم مليار سرقوها هم أنفسهم؟ وأطالب بكشف كل تلك الوثائق المتعلقة بالإستدانة وأوجه الصرف للرأي العام الكردستاني، إن كان صادقآ هو ووالده وإبن عمه رئيس الوزراء السابق.

وحسب معلوماتي من مصادر غربية، أن ديون الإقليم الحقيقة تجاوزت الخمسين (50) مليار دولار وليس (28) مليار كما أعلن معاليه. ولماذا لم يذكر كم تبلغ الديون الداخلية التي على الحكومة، ومن أي جهة إستدانوا؟ أليس من حق الشعب الكردي من أبناء الإقليم معرفة ذلك؟ ثم أليس هم من سيدفعون تلك الديوان من خلال دفع الضرائب، وبيع المواد الأولية كالبترول والغاز ونظريآ هي ملكهم؟

 

الطلسم الثالث: “طلسم الإصلاح”.

أليس من المضحك والمخزي، أن يتحدث شخص تسبب هو وعائلته بكل هذا الفساد المالي والإداري، ومن ثم يتحدث عن النزاهة والإصلاح والتهرب الضريبي!!! فعلآ أمر يدعوا إلى الإستهجان والقرف. هل تظن حضرتك وبقية القرطة التي معك، أن الكرد سذج لهذه الدرجة، وسيصدقون هذا الهراء والكلام السمج؟؟؟

تصوروا أن يخرج علينا “ماهر الأسد” شقيق رئيس النظام السوري، ويتحدث للسوريين عبر البرلمان السوري (مجلس الدمى والشبيحة)، عن النزاهة والإصلاح المالي والإداري والتهرب الضريبي، كم سيكون ذلك مضحكآ، ولكن ضحكآ أسودآ قاتمآ. وبرلمان جنوب كردستان بشقيه الطالباني والبرزاني لا يختلف بشئ عن برلمان بشار الأسد صديق العائلتين.

نسى سعادة رئيس الوزراء، أن تنظيف الدرج يبدأ من الأعلى. وسؤالي له هل سيستجوب والده وزوج وإبن عمه نجيرفان؟ وبقية أفراد العائلة ومعهم أشتي هورامي؟ ومستعد هو شخصيآ لأن يمثل أمام قضاء نزيه وليس قضاة هو من عينهم؟

 

الطلسم الرابع: “الجمارك والمعابر والتهريب”.

من المعيب والمستهجن أن يتفوه، شخص عن هذه الأفة وكان شخصيآ مسؤولآ عن جهاز الإستخبارات لسنين طويلة، ولم يفعل شيئ هو والده وإبنه عمه، فما الذي إختلف حتى قررت القيام بذلك؟ ثم إليس أنتم من تتحكمون بالمعابر مع المافية الجلالية؟ من ستحاربون وتكافحون أنفسكم؟ على من تضحك يا معاليك؟

 

الطلسم الخامس: “الإنقسام الداخلي وخطره على الإقليم”.

ألم تسأل نفسك معاليك، من المسؤول عن هذا الإنقسام، وتقديمه للمحاكمة لينال جزائه العادل؟

كيف ستفعل وأنت وأبوك وناجيرفان من صناعه ومعكم جلال وجوقته؟ كفى هذيانآ وهراء، لقد أصبحتم مضحكة للأخرين ويضرب بكم المثل أنتم وعصابة الأسد في سوريا. هل تريد أن تقنعنا بأنك ستتخلى أنت وعائلتك المافيوية ومعكم العصابة الجلالية، عن إمتيازتكم وسرقاتكم وستتروكون الحكم وتدعون الشعب الكردي في أن يقرر مصيره بنفسه بعيدة عن إستبدادكم؟

إن فعلت ذلك يا سيد مسرور، وعد مني أن أكتب فيك قصيدة مدح، وهذا وعد أتعهده أمام الجماهير الكردية برمتها. وإن لم تفعل ذلك؟

 

الطلسم الخامس: “تنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي”.

معاليك على ما يبدو نسسيت، عندما كانت الأراضي المحتلة (المستقطعة)، تحت سيطرتكم، وسيطرة شريككم في القتل والنهب والإستبداد شركة جلال الطالباني، والحكومة الشيعية العراقية كانت في أضعف حالاتها، لم ينفذ الطرف العربي تلك المادة، وتظن بعدما تخليتم عن كركوك وبقية المناطق بشكل مخزي ولم تطلقوا طلقة واحدة، سينفذون المادة (140) لسواد عيونك وخوفآ منك؟؟ ما هذا الذكاء والفطنة؟؟

وإذا كانوا سينفذون تلك المادة، لماذا سلمتهم منطقة شنكال الكردية؟ فقط لأن بعض مناصري حزب العمال الكردستاني موجودين فيها؟ إنها صفقة مشؤومة وملعونة ولعبة مكشوفة، كل ذلك فقط لترضون سيد الباب العالي سيدكم اردوغان.

 

ختامآ يا معالي دولة رئيس الوزراء، أنت تعلم وأنا أعلم، أن الديون على الإقليم أكثر مما صرحت به أمام البرلمان (الهشك بشك)، وتلك المليارات كما نعلم نحن الأثنين، ذهبت بقدرة قادر إلى جيوب أفراد العائلة المقدسة، والمجموعة المحيطة بكم وشركائكم في تركيا، ولربما تصدقتم بحصة ما على جلال وأبنائه المساكين الدراويش.

لماذا معاليك لا تنشر نصوص إتفاقية: النصف قرن بينكم (إقليم كردستان) وتركيا، التي وقعت عام 2013؟؟ فهل تريد أن أرسل لك “وثائق ويكيليكس” التي كشفت مراسلات أشتي هورامي وزير النفط والموارد الطبيعية السابق مع  الوزير التركي بيرات بيرقدار؟ أنا واثق أنك على إطلاع عليها، ولا يخفى عليك شيئ كمسؤول أمني رفيع في الإقليم، وكنت تتجسس على كافة مراسلات المسؤولين ومحادثاتهم الهاتفية، وتسجل قصصهم الغرامية، وتعرف جيدآ من هم الحرامية.

 

نصيحتي لمعاليكم، أن تختارورا مستشارين أكفاء، بدلآ من أهل الغباء، حتى لو كانوا من أهل الولاء. فولاء الغبي يضيع الصبي.

 

21 – 10 – 2020

 

 

شكرآ على تفضلكم بالقراءة.