توطئة/ كلام في الوطن — ولي وطنٌ آليتُ أن لا أبيعهُ / ولا أرى غيري لهُ الدهر مالكاً ، من أجل أن لا تُكسرْ شظايا زجاج الوطن غلفوهُ — بالشهداء ، جميل أن يموت الأنسان من أجل وطنه ولكن الأجمل أن يحيى من أجل هذا الوطن ، والوطن كلمة تداعب حروفها الأسماع ، وتسلب نغماتها الألباب ، تُذرفْ الدموع عند فراقه وتسيل الدماء دفاعاً عنهُ ، تنسى كل شيء — ولا شيء في الدنيا ينسيك الوطن .
النص/ ثمة نشوة مفرحة مفعمة بالفخر والأعتزاز لرجال أبطال جيشنا الباسل — وأنا أقرأ اليوم وعلى صفحات كبريات الصحف البريطانية وبالخط العريض ما كتبتهُ المجلة العسكرية البريطانية ( جينز) يوم الجمعة 27 أكتوبر 2017 { تمنحْ الجيش العراقي لقب أفضل جيش في العالم بدون منازع } لعمري أنها لتلك أعظم شهادة وخاصّة حينما تصدر عن عدوك ، وهي الحقيقة التي لا يمكن أخفاءها عندما يترجم رجال الجيش العراقي عملياتهم القتالية على أرض الواقع بنجاح أبهرت الأكاديميات العسكرية في العالم على أدخالها في مناهجهم العسكرية ، وأصبح كل من يبحث عن مصطلحات البذل والتضحية سيجدها في هذا المعجم الكبير، سيجدها في الجندي العراقي الذي رضع العز من أولئك الأجداد الذين تحدوا غطرسة (أبو ناجي) في معارك ثورة العشرين الخالدة ، وهؤلاء الكبار يستحقون أن تكتب أسماؤهم بحروف بارزة في ذاكرة الحضارة العراقية وأن يخلدون في قلوبنا وهم قد خاضوا أشرس معارك التحرير مع عدوٍ أحمق متخلف ملوّث العقل بآيديولوجية غيبية غبية لا يؤمن بقواعد الأشتباك ولا يعترف بالأسير فهويجيد أساليب الموت نحرا وذبحا وسلخا وحرقا وأغراقاً ضارباً الأتفاقيات الأممية عرض الحائط ، وتمكنت تلك القطعان البربرية في غفلة من الزمن من أحتلال ثلث مساحة العراق ، ففي فترة قياسية وغير مسبوقة في عالم العسكرية تمكنت قواتنا البطلة وبكافة تشكيلاتها ولمدة سنة وتسعة أشهر تقريباً والذي جاء عكس رهانات قادة الجيش الأمريكي التي رصدت لأنهاء الأرهاب الداعشي في العراق سنواتٍ طويلة ، تمكن جيشنا من أمتصاص ( الصدمة ) وأستيعابها والتحوّل إلى مرحلة الهجوم وأخذ المبادرة من العدو الداعشي والتقدم والزحف المقدس وأنتزاع النصر المبين وتنظيف الأرض العراقية من شراذم التأريخ ويرجع هذا التفوّق وكسب الرهان إلى أمتلاك العقيدة العسكرية والقتال بمهنية وحرفية خاضعة لمباديء حقوق الأنسان ولأجل قضية وطن وأرض مغتصبة وحياة مهددة بالفناء وحفظ المال والعرض ، ومن خلال المعارك المتصلة ليل نهار وبنكران ذات ولأجل هذه القضية المقدسة ومن خلال التدافع والتنافس للحصول على قصب السبق ونيل وسام شرف الشهادة تميّز فرسان الوغى ورجال المهمات الصعبة وتألق نجم أسطورة رجال التحرير الكبار أمثال : الفريق الركن ” عبد الوهاب الساعدي ” الذي ذُكر في تكريم المجلة العسكرية البريطانية كأفضل وأكفأ ضابط عسكري في جيوش العالم ، ولابد من أستحضار وأستذكار الجندي الشهيد ” مصطفى العذاري ” الذي علّق الأرهاب الداعشي جثتهُ وهو جريح وأسيرعلى جسر الفلوجة سبعة أيام في 26 مايس 2015 ، وكذلك نذكر المقاتل الشهيد ” أشرف عماد ” في 11- 2016 الذي أحتضن الأرهابي الملغوم بحزام ناسف وتقول صفحات التواصل الأجتماعي أنهُ أجل موعد زواجه لحين تحرير الموصل .
المجد كل المجد للجيش العراقي الباسل وتحية أجلال لمرور 97 سنة على تأسيسه الميمون والمبارك
كاتب عراقي مقيم في السويد