الخامس عشر من أكتوبر – تشرين الأول من العام 2017 كان يوماً مفصلياً في تاريخ القضية الكردية، والكثير عملوا جاهدين للاستفادة من هذه الفرصة، ويبدو أن التركمان قد وجدوا في هذه الأحداث فرصة ذهبية فيما يتعلق بالفراغ الذي تعيشه المدينة الغنية بالنفط، في أعقاب دخول قوات الحشد الشعبي والذي ترافق بموجات نزوح كُردية عن مدينة “كركوك”.
ومن الواضح كما نقلت وسائل إعلام تركية، إن الطرف التركي الرسمي فضلاً عن الأقلية التركمانية في “كركوك” قد وجدوا فرصة سانحة سعياً للتمدد في كركوك، وملء الفراغ فيها؛ فضلاً عن تجديد المطالبة بحقوق “التركمان”.
هذا ما دفع الرئيس التركي “ اردوغان” إلى استدعاء تركمان العراق إلى قصره الرئاسي في أنقرة، بمختلف انتماءاتهم المذهبية؛ وفيهم برلمانيون حاليون وذوي مناصب في الحكومة العراقية الحالية وهو أمرٌ فيه بلبلة كبيرة.
ولكن الإشكال الذي يبرز هنا؛ هو ازدواجية النهج السياسي “الاردوغاني” في مقاربة الحالة التركمانية من جهة، والعراقية من جهة أخرى؛ فهو بالأمس وخلال لقائه رئيس الوزراء العراقي “حيدر العبادي” كان ينادي بوحدة العراق، وأن كل ما يجري على الأرض يجب أن يتم بعلم وموافقة حكومة بغداد، لكن ما أن غادر المسؤول العراقي أنقرة حتى سارع اردوغان للتدخل المباشر في الحالة العراقية، مستدعياُ حشداُ من مسؤولي تركمان العراق للاستثمار في الأزمة الراهنة كما هو واضح.
والمُلفِتُ للنظر إن جميع نشاطات الوفد التركماني العراقي ولقائه بالرئيس التركي قد أحيطت بالكتمان التام، ولم يصدر عن الرئيس أي تصريح يُذكر، خاصة أنه المولع بالتصريحات النارية، والإسهاب في الأحاديث والمطالبات، حيث اقتصرت لقاءاته على حضور مدير مخابراته والناطق باسم الحكومة فقط، دونما أي طرف حكومي رسمي تركي آخر.
من جانبٍ آخر بدأ الوفد متفائلاً للغاية؛ إذ سرعان ما رفع سقف المطالب بعد اللقاء مباشرة حيث نقلت وكالة (السومرية نيوز) العراقية عن النائب في البرلمان العراقي “جاسم محمد جعفر” وعضو الوفد الزائر قوله: “إن الهيئة التنسيقية العليا لتركمان العراق عقدت اجتماعاً في أنقرة مع الرئيس أردوغان، وأن المجتمعين تشاوروا بكل وضوح فيما يتعلق بمستقبل التركمان والأمور الاستراتيجية المُراد اتخاذها في السنوات القادمة”.
وتابع جعفر: “إن التركمان لمسوا تأييداً تركياً لمستقبلهم السياسي في “كركوك” وجعلها “تركمانية”، وجعل قضائي “طوز خورماتو” و”تلعفر” محافظتين، وجعل منصب محافظ “كركوك” للتركمان.