رغم الأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها معظم شعوب المعمورة إلا أن العراق البلد الوحيد الذي لم يتأثر بسموم تلك الأزمة وما تصريحات حكومته الفاسدة بتأثره بتلك الأزمة التي تسببت بالعجز المالي بفعل هبوط أسعار النفط ما هي إلا للضحك على الذقون للتغطية على سرقاتهم و فسادهم المالي ؛ فالعراق يتمتع بتعدد مصادر الوفرة المالية سواء الداخلية أو الخارجية علاوة على ذلك موقعه التجاري المهم الذي يعود عليه بموارد مالية لا بأس بها ومع كل تلك العائدات الهائلة التي أنقذت البلاد من مخاطر الأزمة المالية العالمية إلا أنه يتذيل تقريرات منظمات المجتمع المدني أو حقوق الإنسان أو الصحة و البيئة أو النظافة أو الرقي و التقدم بمختلف مجالات الحياة حقاً مآسي يعتصر لها القلب ألماً و لوعة و حزنا ، بلد يزخر بميزانيات انفجارية وهو يعاني من مشاكل التدهور الاقتصادي و المالي ، ففي آخر دراسة صدرت في الآونة الأخيرة فقد احتل العراق المرتبة الأولى في التلوث البيئي و انعدام النظافة رغم التصريحات الإعلامية للساسة العراقيين بأنهم من المؤمنين بدرجة 100% و عجباً و الله من تلك التصريحات الرنانة المزيفة ذات الطابع الخداع فالنظافة من الإيمان يا ساسة و قادة العراق و لنرى هل أنتم حقاً من المؤمنين أم من الفاسدين !؟ فمع انعدام المواقع المخصصة لطمر النفايات ، ومع الغياب الكامل للأيدي العاملة برفع النفايات في شوارع مدن و محافظات البلاد بسبب فسادكم المالي و إجراءات التقشف فقد تعالت في الأصوات المطالبة مؤخراً بضرورة رفع النفايات و خاصة في البصرة التي كشفت عن توقف الشركة الكويتية عن العمل ضمن بنود العقد المبرم بينها و بين الحكومة المحلية في تلك المحافظة بحجة عدم تلقي الشركة لمستحقاتها المالية المتفق عليها مع حكومة البصرة ، فضلاً عن الشكاوى و المناشدات الإعلامية التي أطلقها البغداديون و غيرهم بسبب النفايات المتراكمة في مناطقهم السكنية حيث باتت تشكل أتلالاً من الأوساخ و القاذورات مما أثرت على الواقع البيئي و الصحي الذي أصبح بمثابة البيئة المفضلة للكثير من الأمراض و الأوبئة الخطرة و التي شكلت وبالاً على المواطنين في ظل الميزانيات الهائلة التي ترصد سنوياً لدوائر البيئة و البلديات لكن الواقع يقول خلاف ما يصرحون به القائمون على تلك المؤسسات الخدمية و غياب دورها في تنقية الأجواء العراقية و إعداد الدراسات ذات الجدوى الإستراتيجية الكفيلة برفع النفايات و كيفية الخلاص منها ومن المخاطر التي تهدد حياة المواطن الذي يعاني الأمرين من تراكم النفايات في كل مكان وسط ترهل الحكومي الكبير ، فأي حكومة تلك ؟ متى تكف من فسادها و إفسادها و تنقذ العراق من أزماته الكثيرة ؟ فنحن نذكر السياسيين عسى أن تنفع الذكرى ، انتبهوا لما ينتظركم غداً من يومٍ فيه العذاب الشديد ، يوم يَعضُّ الظالم على يديه فيقول …. يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلاناً خليلا .
بقلم // الكاتب و الناشط المدني سعيد العراقي
احسنتم
موفقون
وجود الفاسدين في الحكومة هو الذي يعرقل ويمنع التفات الحكومة لمتطلبات الشعب ومنها المحافظة على نظافة البلد والتخلص من النفايات والقاذورات بعيدا عن المناطق السكنية لانها تؤثر على صحة المواطن وتجلب الامراض بالاضافة الى ان التفات الحكومة يدل على درجة الوعي الصحي للحكومة والحفاظ على سلامة المواطنين والارتقاء بالوطن وجعله من البلدان النظيفة في العالم.