إن التضحيات الكثيرة التي قدمها الحسين ( عليه السلام ) في ثورته الإصلاحية هي بمثابة الشعلة الوقادة في نفوسنا و ضمائرنا يا عراقيون فهي تبعث في قلوبنا و عقولنا معاني الحرية النبيلة ، و تزرع في نفوسنا قيم و مبادئ الأخوة ، و أسس التعايش السلمي ، و تجعلنا في وحدة نسيج اجتماعي قوي البنيان و صادق الأهداف و المغزى ، و بعيدة الرؤى ، و كلها جديرة بأن نقف عندها طويلاً ، و نتدبر في جوهرها النفيس و نعرض أهدافها الإصلاحية التي باتت تشكل مدرسة لكل الأجيال و شعاراً لكل الأحرار في أرجاء المعمورة على واقعنا المأساوي ، وما يجري علينا من أزمات و نكبات ، وكذلك ما حل بعراقنا الجريح من مصائب و انتكاسات في شتى مجالات الحياة ، فأينما نوجه أقلامنا نجد العجب العُجاب في بلد يزخر بكل مقومات الإنسانية و الحياة الحرة الكريمة نجد أننا أمام مسؤوليات كبرى لا تقف عند حدٍ معين ، ومن هذه المنطلقات الإيجابية يتحتم علينا أن نعي جيداً حجم تلك المسؤوليات الملقاة على عاتقنا كي نصل إلى عراقٍ خالٍ من الفساد و الإفساد و الفاسدين ، إلى عراقٍ يسوده الأمن و الأمان و السلم و السلام ، إلى عراقٍ خالٍ من الإرهاب و الارهابين من سُراق و متلاعبين بمقدرات البلاد ، إلى عراقٍ خالٍ من الرذيلة و الانحطاط الأخلاقي ، و التخلف و الجهل العلمي و الفكري ، إلى عراق موحد مستقل خالٍ من الطائفية المقيتة و النزعات و الصراعات الاجتماعية ، و المهاترات السياسية التي لا طائل من وراءها ، وهذا ما سعى إليه الحسين و من قبله الرسل و الأنبياء ( عليهم السلام ) وتلك حقاً من المقدمات السامية و النماذج الحية التي تجعلنا نقف على مفترق طرق ، ونحن نعيش اليوم شهر الحزن و الألم و المصاب العظيم على الإمام الحسين ( عليه السلام ) فيجدر بنا قولاً و فعلاً بأن نكون المصداق المجسد وكما قلنا قولاً و فعلاً لقيم و مبادئ الثورة الحسينية المعطاء و أهدافها النبيلة في بسط أركان العدل و المساواة و قيم الأخلاق الفاضلة ، و نشر معاني التعايش السلمي و بناء مجتمع إسلامي قوي قادر على الوقوف بوجه الفساد و الفاسدين ، حينها نكون حقاً نحن حسينيون قولاً و فعلاً بنصرتنا لعراقنا الجريح المظلوم ، و بناءه بالشكل الصحيح بما يتماشى مع رؤية السماء و منهاجها المستقيم ، ، ولسنا في باب التعريض أو الانتقاص من الشعائر الحسينية فهي أقل ما يقدمه العاشق لمعشوقه المظلوم ، لكن الحسين ليس للطم و الغلو ، و ليس للحزن و البكاء ، و ليس للنحيب و العويل ، و ليس للأكل و المشي و الثريد ؛ بل الحسين مدرسة الإصلاح ، و النهج القويم ، و صرح الإسلام الأصيل ، و أنشودة الحرية ، و ضمير الشرفاء المصلحين ، و رسالة السلم و السلام ، نعم هذا هو الحسين المحمدي العلوي و ليس الحسين لزخارف الدنيا و زينتها الفانية و لنكن المثال الأسمى و الأنموذج الصادق في إرساء مبادئ و أهداف ثورة الحسين إلى العالم اجمع ، و أن نكون حقاً دعاة رسالة إسلامية شريفة ، و رسل سلام ، و حملة لواء العلم و الفكر الرصين بوجه الأفكار الدموية المتطرفة ، و التنظيمات الإرهابية ، و متسلحين بالعلم و المعرفة بوجه أصحاب العقائد الفاسدة و كل الحركات التابعة لتوجهات أعداء ديننا الحنيف و البعيدة عنه كل البعد و المنهج العنصري الطائفي ، فلا مناص يا أبناء بلدي من نهضتنا الإصلاحية بوجه الفساد و الفاسدين إن كنا حقاً حسينيون .
بقلم // الكاتب العراقي حسن حمزة العبيدي
يزيد بن معاوية ذبح آل الحسين وأصحابه
بعد خروج معاوية (40هـ) على خليفة المسلمين علي (عليه السلام)، وبعد قتاله لعلي وقتله وتسبّبه في قتل وازهاق أرواح آلاف المسلمين بينهم صحابة رسول الله (عليه وعلى آله الصلاة والسلام)، وبعد جريمة يزيد النكراء (61هـ) في ذبح الحسين بن الزهراء وسبط الرسول الكريم (عليه وعلى آله الصلاة والسلام) وذبح آل بيته وأصحابه كما يفعل النواصب ومليشيات القتل والتكفير خوارج العصر في هذا الزمان، يأتي دور باقي حكام السلطة الأموية فإلى ما بعد خمسةٍ وعشرين عامًا (86هـ) يتجسّد العداء في مواقف الوليد بن عبد الملك بن مروان!!! {{حتى بلغ {وَالذِي تَوَلَّى? كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} جلس (الوليد) ثم قال: يا أبا بكر مَنْ تَوَلّى كِبْرَه مِنْهم؟ أليس عليَّ بن أبي طالب؟ قال (الزُهري): فقلت في نفسي: ماذا أقول؟ لئن قلت: لا؛ لقد خشيت أن ألقى منه شرًا، ولئن قلت: نعم؛ لقد جئتُ بأمر عظيم… قلت: لا، قال (الزُّهري): فضرب (الوليد) بقضيبِه على السرير، ثم قال: فَمَنْ فمَنْ؟ حتى ردَّدَ ذلك مِرارًا}}.
مقتبس من المحاضرة {7} من بحث : ( ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد )بحوث : تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي للمرجع المحقق
1 ذي القعدة 1437هـ – 5/ 8/ 2016م
http://www6.0zz0.com/2017/11/05/00/464251915.jpg