تجتمع القلوب على غاية واحدة ، تجتمع النفوس على هدف واحد ، تتراقص الأرواح فرحاً ليوم بزوغ فجر 8 مارس من كل عام حتى تجتمع كلها في ذلك اليوم لتكتب أعطر الكلمات و أرق الأحاسيس ، و أجمل الأزهار ، و أعذب الألحان للفراشة الجميلة في يومها العالمي تلك هي ينبوع الحياة ، و شمس الأمل ، و الحنان ، و ابتسامة الدفئ و الإيمان ، و عنوان الغد المشرق إنها المرأة الإنسانة الرائعة التي جادت بأغلى ما تملك من أجل ديمومة الحياة الزاهية في الأسرة و المجتمع معاً فتعجز الكلمات عن رسم لوحة فنية تعطي القيمة الحقيقية للمرأة ، و تكشف عن مدى حجم الرسالة الإنسانية و النبيلة التي تحملها و تعمل ليل نهار على إيصالها إلى قمم المجد و رواسي العزة و الكرامة ، فتسير سفينة البشرية نحو المستقبل المشرق ، نعم إنها المرأة التي حازت على عناية السماء فجعلتها شريكاً للرجل في مختلف نواحي الحياة إلا اللهم في بعض المواقع المهمة ؛ لذلك فإن المجتمعات البشرية تحتفل سنوياً باليوم العالمي للمرأة ، فنرى ومن على شاشات التلفاز أن المجتمعات تعد العدة ، و تتفنن في إبداع و جمالية وسائل التعبير عن الفرحة التي تحمل بوادرها العريقة لهذا اليوم العظيم ، و أما في العراق البلد الجريح فحدث بلا حرج ، و الذي يسير دائماً عكس التيار العالمي ؛ فإننا نجد اليوم سياسيه برمتهم يحاولون سرقة تلك الفرحة من على محيا المرأة العراقية من خلال جريمتهم النكراء التي يخططون داخل أروقتهم المشبوهة و دعواتهم المستمرة لتمرير قانون زواج القاصرات ، و الذي أقل ما نقول فيه أنه حقاً جريمة العصر التي لا تغتفر ، فهل ماتت ضمائركم ؟ هل تجردتم من إنسانيتكم ؟ هل تنازلتم عن مسؤولياتكم ؟ فأنتم من أي طينة أنتم ؟ حقاً صدق من وصفكم بالذئاب البشرية المفترسة الفاسدة التي تخلت عن ثوب الرحمة ، و الرأفة مع أبناء جلدتها ، فأخذت تتحين الفرص لبناء مجد خاوٍ لنفسها على حساب نساءنا المظلومة و المضطهدة ؛ فبسبب فسادكم و سياستكم الفاشلة باتت المرأة العراقية تعاني الأمرين و أصبحت تعيش وسط ركام من المآسي و الأزمات التي لا تعد و لا تحصى حتى استيقظت اليوم على مصيبة جديدة لم تكن بالحسبان كيف لا وهي تضرب بكل القوانين و النواميس الإلهية و الأعراف الإنسانية عرض الحائط ألا وهي تشريع قانون زواج القاصرات المشؤوم تحت قبة البرلمان الفاسد فهل يا ترى هذه هي هديتكم للمرأة في عيدها الأغر القادم ؟ قوانين ما أنزلت بها السماء من سلطان ! فمَنْ منكم يرتضي أن يبخس حق طفلته القاصر و يجعل نهارها اسود كليلها الحالك ؟ مالكم يا ساسة العراق كيف تحكمون ؟ ونحن ومن على هذا المنبر نعلنها صرخة حقٍ و نقول : كلا لزواج القاصرات ، كلا لظلم و إجحاف بنتانا القاصرات ، كلا و ألف كلا لسن و تشريع قانون زواج القاصرات . قال تعالى ( و لا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليومٍ تشخص فيه الأبصار ) .
بقلم // الكاتب و الناشط المدني سعيد العراق