ليس صحيحاً أن نقول أن الئيزيدية هي الدين الساساني بحذافيره والئيزديون هم خلاصة الساسانيين ، لكن بكل تأكيد هم الفئة المحتفظة بأكبر قدر من الخصائص الساسانية لغةً ووطناً وديناً ، تعقيباً لمقالٍ للأستاذ مهدي كاكئي إقتطفنا منه بعض المقتطفات للتعليق والرد عليها لتوضح المعاني وبلوغ الهدف في بيان الحقيقة وتعريف الدين الئيزدي القديم ، منها :
1 ـ (( يصف زردشت دينه الجديد (مَزْديَسْنا) بأنه دين إله النور الأوحد (أَهُورامَزْدا) ))
فنقول زرادشت لم يصنع ديناً جديداً ولا وضع له إسماً جديداً ولا مبادئ جديدة ، أكد ذلك عبدالقادر مارسوني بقوله :: الزرادشتية هي إمتداد للمزديسنة الدين الميدي القديم وآهورامزدا أيضاً كان معروفاً قبله في بعض الجهات وهو إسم كوردي وليس فارسي يعني الشمس ( هور ) ومز أيضاً كلمة كورية تعني الحق ودا كلمة كوردية وفارسية أيضاً تعني وهب ، والمعني المفصّل (( آهورامزدايسنة )) عابد الشمس الحق إختصرت إلى مزديسنة .
وكذلك توفيق وهبي قال المزديسنة هي إئتلاف من المعتقد الميدي السائد وتغيرات زرادشت في إختصار الآلهة ووحدانية أهورامزدا الأوحد وأهمل الآلهة الأخرى على أنها دئيفةكان ، فكانت ثورة دينية أدت إلى سقوط الميديين بحسب رأيه [ لة ناو جٍوني مادةكان كردوةييكي ديني بو / سقوط الميديين كان عملاً دينياً ] وأعتقد أنه كان صائباً جزئيّاً, لكن الدين لم يكن السبب الأساسي فالميديون كانوا في ذروة قوتهم أيام زرادشت وكيخسرو وزرادشت هرب من ميديا إلى بلخ قبل وفاة كيخسرو في همدان 585 قبل الميلاد المتزامن مع وفاة زرادشت في بلخ .
وأمين زكي أضاف : أن زرادشت وحّد أهورامزدا إلهاً أوحد للشمس والخير والباقية كلها يزدات مساعدون له ( يزد ـ بمعنى إله مفرد ، جمعها بالعربية يزدات وبالكوردية السورانية يزدان ، وبالكوردية البهدينانية : يزد ؛ مفرد حتى لو كانوا ألفاً لأنه لا يوجد في البهدينانية صيغة جمع للأسماء أبداً ) ) وهكذا هو عندنا يزِد . وهكذا دام وسمي بالمزدايسنة الدين الرسمي للدولة الساسانية حتى الغزو الإسلامي بدون ذكر زرادشت ولا زرادشتية ولا يزداني ولا غير ذلك ، تشعبت التسميات المكفّرة عنه بعد الإسلام وبقي عند الئيزديين بصورة مبتورة داسني حتى اليوم ، وكافح المزداسنيون الإسلام بشدة عبر مئات القيامات /أي الثورات ، وبعد قرون من الدماء قبلوا بالإسلام المختلف وهي المذاهب الشيعية التي لا تُحصى ولا تُعد إذا تفحّصتها من خلال الأئمة والأسماء ، ولم يبق متمسكاً بدين الشمس الزرادشتي المزداسني غير الئيزديين بمساعدة صلاح الدين الأيوبي والشيخ عدي الثاني والعائلة المالكة الداسنية السابقة .
2 ـ ((بعد وفاة زردشت، ترك أكثرية معتنقي الزردشتية دينهم وإعتنقوا الدين اليزداني من جديد وتحالفوا مع اليزدانيين، حيث أن الديانة الزردشتية لم تكن راسخة في نفوس الأشخاص الذين لبّوا دعوة زردشت وإعتنقوا الزردشتية.))
الدعوة الزرداشتية كوفحت ولم يعترف بها ولا لبّى أحدٌ دعوته ولا آمن بها أحد من بلده ميديا وهرب من الكهنة ولجاً إلى بلخ في خراسان شمال أفغانستان حالياً على حدود طاجيكستان والتجأ إلى أمير ميدي كان يحكم بلخ وهو كشتأسبٍا والد دارا الكبير, يعمل لديه مفكراً وطبيباً فأحسن إليه وآمن بتغيراته المنطقية في منع ذبح الثيران وتوحيد الآلهة في إله الشمس والنار ومات شهيداً طبيباً في الحرب مع الأتراك يُداوي الجرحى ، ولم يُؤمن بدينه إنسان واحد من بلاده الاصلية أذربيجان وميديا ولم يُعترف بدينه رسميّاً إلاّ بعد تولي دارا الكبير زعامة الدولة في العهد الأخميني بعد كورش وقمبيز في 520 قبل الميلاد أي بعد موته بأكثر من نصف قرن .
أما طُغيان إسمه على الدين الإيراني بجملته فلأنه دين الطبيعة الفطري ولم يُؤسسه أحد ولم يُنسب لأحد, وكان زرادشت هو الأول و الأشهر الذي تدخّل فيه وغيّر بعض الأمور ، والأهم من كل ذلك فقد إستخرج من الكتابة المسمارية حروفاً رمزية كتب بها هذا الدين وسميت الحروف بدين تبرة أي الكتابة الدينية وهي أساس رموز الكتابات الشرقية كلّها ، فهو يستحق أن يتسمى به هذا الدين فهو الأول الذي دونه في كتاب فهو دينه بإستحقاق ولم يكن هناك نبي أو متدين سابق يُنسب إليه الدين, لا بإسم إنسان ولا بإسم يزد كي يُنسب إليه ، وعندما نهض ماني بن فاتك الأشكاني ولأسباب سياسية ضد الساسانيين الذين إنقلبوا عليهم , ومن أجل إستعادة السلطة أراد كسب طائفة ومحاربة ملوك الساسان لكن هورمز الأول سجنه حتى الموت ونسب بعض المؤيدين له كمانويين وهم أيضاً مزديسنة زرادشتيون ومثله مزدك ، ولما جاء الإسلام قضى على كل شيء عجمي ( كوردي +فارسي ) وخلق لدين الساسان ألف إسم مُكفّر .
حاجي علو
12 11 2017